مزيج العشق
المحتويات
خلفه أدهم لتتسلق حافة المكتب أمامه وتجلس عليه بشكل مريح قائلة بسخرية الانسة رانيا
رفع ادهم حاجبه بتعجب وقال بدهشة مالها بس عملتلك ايه
زمجرته كارمن بنبرة حادة وهي تقدر تعملي حاجة كنت قرقشتها بسناني
ابتسم أدهم لأسلوبها اللطيف وكلماتها الغاضبة وهو يقرص أنفها وقال مازحا يا واد يا شرس انت
وجهت وجهها بعيدا عن متناول يده وقالت في انزعاج ادهم بطل الحركة دي.. يسر كانت بتعملها في ابنها لحد الواد ما مناخيره بقت قد البرتقالة بسببها.. وبعدين هبقي اقولك هي عملت ايه
نظرت إليه كارمن بتمعن وقالت بفضول خير موضوع ايه دا
قال أدهم في صوته الرخيم وعيناه لم تترك عينيها عارف ان نادين بحركاتها المستفزة بقت تضايقك كتير
أسدلت كارمن عينيها وقد ألمتها معدتها من سيرة تلك المخلوقة حيث ظنت أنه سيدافع عما فعلته نادين في الصباح لكنها تحدثت بهدوء دا العادي مش جديد عليها يا ادهم وانا بقيت متعودة
بترت كارمن جملته قائلة برفض وهي تهز رأسها لا.. لو هتطلقها يا ادهم يبقي عشان انت عايز كدا لكن ماتعملش كدا عشاني
تنهدت كارمن بضيق وقالت بنبرة حزينة انا مش ملاك طبعا زعلانة وھموت من القهر والغيظ.. ان وحدة غيري علي ذمتك ولما بتقرب منك ببقي عايزة اخنقها.. بس بلاش تطلقها بسببي انا وانت قولت مالهاش حد غيرك هتروح فين وتعيش ازاي
أومأ أدهم برأسه وقد تفاهم كلامها قائلا بابتسامة صغيرة خلاص فهمتك انا هشوف الموضوع دا قريب واخلص منه بطريقتي وصدقيني مش هظلمها يعني هتاخد حقوقها بالكامل ومبلغ كويس تعيش منه.
بعد مرور عدة ايام
في شركة البارون ديزين
نزلت من المصعد وسارت بخطوات هادئة في الممر بعد انتهاء الاجتماع ثم توقفت عندما رأت الساعي يمر بجانبها لتنطق بنبرة منهكة عم ممدوح لو سمحت تعملي النسكافيه بتاعي وتجيبو علي مكتبي
أهدته ابتسامة لطيفة ثم توجهت مباشرة إلى مكتبها.
دخلت المكتب وهي تفحص بعناية الأوراق الممسكة بها بين يديها لذلك لم تلاحظ من كان يجلس على الكرسي أمام المكتب بهدوء صامت.
رفعت نسمة بصرها ونظرت إليه بتفاجئ من جلسته هكذا وللحظة شعرت بالتوتر لكنها سرعان ما وضعت الاوراق على المكتب وقالت بنبرة رسمية وهي تتخذ موقفا دفاعيا حيث كانت ذراعيها متشابكتان تحت صدرها ايوه يا استاذ يوسف في حاجة تبع الشغل
أثارت لهجتها الجليدية دهشة واستياء يوسف كثيرا.
صحيح أنها كانت تتجنبه منذ شهور لكنه ظن أنها فترة ستمضي وستعود إلى طبيعتها معه خاصة عندما علم من صديقه المقرب أن رانيا اقتربت منه فقط لأنه كان قريبا من صاحب الشركة لا أكثر وكانت تطمح في أن تقترب منه من خلاله لكن منذ زواج أدهم وهي إبتعدت عن يوسف لإعتقادها أنه وسيلة بطيئة للوصول إلى مبتغاها وهو كان في تلك الحكاية مثل الأحمق الذي انجرف بسحرها وفقد خطيبته.
ظل يوسف محدقا فيها بنفس الصمت بينما كانت الأخرى ترمقه بعيون باردة قوية.
أين ذهبت ابتسامة نسمة الرقيقة الآن
هل هو بالفعل قد أذي شعورها لهذه الدرجة
تنهد في سره يفكر ما فائدة الندم الأن عليه أن يحاول إسترجعها وألا يقف مكتوف الأيدي هكذا
نطق يوسف بتعجب انتي ليه بتتكلمي معايا بالاسلوب دا يا نسمة
هتفت نسمة بتصحيح ولهجة جدية للغاية استاذة نسمة لو سمحت.. ثانيا انا بتكلم بكل ادب مع حضرتك
حاول السيطرة على أعصابه التي بدأت تهتز من أسلوبها الصارم معه وقال بتوتر طفيف انا قصدي ليه الرسمية دي كلها.. احنا كنا اصدقاء قبل مايكون بينا ارتباط وخطوبة
ابتسمت نسمة ابتسامة لم تصل لعينيها وقالت بسخرية انت قولتها كنا مافيش حاجة بتمشي لوراء.. حاليا احنا مجرد زمايل وبس
هدر يوسف بإنفعال بعدما تمكنت من خروج غضبه الكامن بسبب تهكمها الزائد معه يا نسمة اسمعيني شوية بلاش طريقتك الزفت دي
صاحت نسمة بصوت عال ايضا لو سمحت لو عندك حاجة خاصة بالشغل قولها لو مش...
قطع مشاجرتهما دخول ممدوح بعد أن طلب الإذن بكل احترام القهوة يا استاذة نسمة
نسمة بهدوء مفتعل بينما صدرها يعلو ويهبط جراء تنفسها السريع شكرا يا عم ممدوح
وضع ممدوح القهوة فوق سطح المكتب ثم نظر إليهم غير مدرك لحرب النظرات بينهم لبعضهم البعض قائلا بابتسامة بشوشة تأمروني بحاجة يا استاذ يوسف اجيبهالكم هنا
________________________________________
اجابت نسمة بهدوء لاذع تسلم يا عم ممدوح.. الاستاذ يوسف هيروح لمكتبه لأن عنده شغل كتير
ثم جلست خلف مكتبها وقالت بهدوء أشد وهي تنظر إلى الأوراق أمامها بعد اذنك يا استاذ يوسف ورايا انا كمان شغل عايزة اخلصه
شعر يوسف بإحراج شديد وإقتحن وجهه بقوة من طردها له بالذوق أمام ساعي الشركة ثم اتجه للخارج بخطوات غاضبة دون أن ينطق بكلمة.
قالت نسمة بتهذيب اتفضل انت يا عم ممدوح اذا احتجت حاجة من البوفيه هبلغك
بعد أن أصبحت وحيدة في الغرفة شبكت يديها وأرحت مرفقيها على المكتب وأسدلت رأسها بإرهاق بينهما وهي تغلق عينيها بقوة وتضاربت الأفكار في عقلها ولكن رغم أي شيء لم ټندم أبدا على معاملته بهذه الطريقة الجافة.
ماذا ينتظر منها بعد أن استهزأ بها ولم يحترمها وأهان كرامتها بفعلته.
كما أنه سقط عن أنظارها وانتهى الأمر لهذا الحد.
لكن هل ينتهي الأمر حقا عند هذه النقطة أم ستقلب الأقدار التالية كل شيء رأسا على عقب من يدري
نهاية الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون صدمات متتالية مزيج العشق
بعد قليل
و مازلنا في شركة البارون
في مكتب ادهم
كارمن تجلس منذ أكثر من ساعة علي الأريكة الموجودة أمام مكتب أدهم وتعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها بناءا علي تعليماته بينما أدهم جالس على مكتبه يتابع حركاتها اللطيفة من حين لآخر بابتسامة صغيرة دون أن تلاحظه.
وقفت كارمن علي قدميها وهي تستقيم بجسدها مع شعور طفيف بالألام في رقبتها من جلوسها بوضع ثابت فترة طويلة لكنها شعرت بالجوع وكانت علي وشك أن تسأله ماذا يأكل لكن هاجمها دوار مفاجئ لتتمايل قليلا في وقفتها وشعرت بهزة تحت قدميها فجلست بسرعة ووضعت يدها على جبينها تدلكه پألم.
لاحظ أدهم ما حدث معها لينهض بسرعة من مقعده متجها نحوها قائلا بإهتمام حصلك ايه حاسة بحاجة بټوجعك
ابتسمت كارمن له بإرهاق وحاولت أن تجعل صوتها طبيعيا لكي تجعله يطمئن بعد أن إستشعرت خوفه عليها لكنه رغما
متابعة القراءة