رواية رائعة بقلم نور

موقع أيام نيوز

هتنام وتستريح .. مكنتش .. راضي أضايقك!
توقف آسر عما يفعله بعد كلمات قاسم التي لامست عقله باليقين .. تراجع للخلف بقدميه في توتر وأجفل عينيه صوب الناس وشعر بأن الندم يدغدغ أوصاله ظلم قاسم و فرح .. إعتدي بالضرل علي صديقه المقرب وترك من كانت تستنجد به في وقت محنتها ..
ظل يتراجع حتي وجد شئ صلب خلفه تبين منه أنه الحائط تدحرج بقدميه حتي وقع أرضا ووضع وجهه بين يديه وظل يصدر شهقات متتالية من كتمه للبكاء ومصارعته علي أن لا يبكي ..
ذهب قاسم دون تفكير ناحيته وجلس بجانبه كالقرفصاء فقالت سيدة مسنة تجلس وتتابع ما كان يحدث 
_ إبعد عنه يا إبني أحسن يأذيك!
رمقها قاسم نظرة قوية وقال بصوت أجش 
_ محدش له دعوة! دا أخويا من قبل ما يكون صاحبي ..
إبتعدت الأقدام عن هذان الصديقات وقلت الهمهمات حتي لا يستمعوا إلي توبيخات قاسم..
جلست سارة أيضا مبتعدة حتي يسنح له الفرصة بأن يعلم ما خطب آسر وجعله بهذا العڼف ..
جلس قاسم مغلفا بالصمت لن يتحدث إلا إذا تحدث آسر وقال ما في جعبته ..
ولكن قطع السكون مجئ الطبيب في فرحة عارمة وقال بصوت يغلفه الأمل 
_ المړيض في أوضة ٣ بدأ يستعيد وعيه ..
هب قاسم من مكانه وجاءت خلفه سارة وتمسكت بذراعه في توتر فقال بعدم تصديق 
_ يعني .. بيجاد فاق 
ما إن استمع آسر لإسم بيجاد وثب واقفا في حماسة وكان سيدلف
لولا منعه الطبيب قائلا بجدية ورسمية 
_ مش هينفع تدخل دلوقتي الحالات اللي زي بيجاد بتفوق بعد يومين أو تلاتة وممكن تمتد لشهر كامل في غيبوبة ولكن بيجاد فاق بعد يومين و من المحتمل إنه يكون لسه مش فايق أو لسه مش مستوعب دا غير إنه ليس علي علم بإنه مشلۏل شلل نصفي!
نظر ثلاثتهم بجدية للطبيب ويستمعوا إلي ما يقوله بآذان صاغية .. رمقهم الطبيب بنظرة هادئة وقال 
_ أنا مش همنعكوا إنكوا تشوفوه ولكن لازم نطمن إن أي خبر هيسمعوا يكون بعد إدراك منه بحالته ال....
قطع حديث الطبيب صوت صړاخ جهوري عال مل المستشفي بأكملها ..
ركضوا ناحية الغرفة التي ينبعث منها الصوت وجدوا بيجاد يحاول الحركة ولكن فشل إمتدت يده لقدميه حتي يضعها علي الأرض نازعا إياها من علي الفراش بكل ما أوتيه من قوة برزت عروق وجهه وهبطت حبيبات العرق منه في محاولة بائسة ..
دلفت الممرضات حتي يهدأوه وأمسكوه من صدره وحاوله إرجاعه لفراشه ولكن فشلوا بسبب قوة ذراعيه وضخامتهما دفعهما عنه وهو يصيح في وجههم 
_ إبعدوا عني!! مش قادر أحرك رجلي!! مش قادر...
كان ثلاثتهم ينظرون لبيجاد من خلف النافذة الزجاجية .. 
بكت سارة علي مظهره الموجع ووضعت يدها علي فمها حتي تكتم شهقاتها ..
قبض قاسم يديه حتي يتحكم بأنفاسه وكان صدره يعلو ويهبط في حزن وتوتر ..
كان آسر في حالة الجمود يتابع صياح بيجاد في ثبات لم يري صديقه في حالة صعبة مثل هذه و خيم الصمت علي حواسه ولكن قلبه كان يتنازع علي أن يخرج من مكانه ..
دلف الطبيب للغرفة وحاول أن يهدأ بيجاد التي كانت عضلات جسده متشنجة لأبعد درجة ويحاول بأقصي ما عنده وخزه بإبرة كبيرة مهدئة في ذراعه حتي هدأ بعد مدة ليست بقصيرة ..
صدره العاړي يعلو ويهبط في هيجان وما لبث حتي هدأ جسده أيضا كان يتابع الجميع بعينيه فقط كان يشعر بحالة
اللاوعي .. هو متواجد بالغرفة بجسده ولكن حدسه وعقله لم يكونا معه ..
ظل يتمتم بكلمات غير مفهومة 
_ أيلين بلاش .. طب .. أنا فين .. مراد..
ظل يغلق جفن عينه ويفتحهما ببطء ويحاول أن يستوعب ولكن نسبة المخدر كان كبيرة فوقع رأسه علي الوسادة وظلت تفاحة آدم خاصته تتحرك دون هوادة فرد ذراعيه بجانبه وإستسلم للنوم ..
عدل الطبيب من وضعية نومه وحرك الجزء الأمامي من الفراش وجعله أعلي بنسبة ضئيلة حتي يستريح في نومته ...
ربتت سارة علي ظهر زوجها في حنان ونظرت له نظرة مطمئنة بأن كل شئ سيتحسن في القريب العاجل ..
ذهبت سارة مرة أخري تطمئن علي أيلين وجدتها علي نفس حالاتها النائمة .. وبغرفتها تتواجد ممرضة تمنع من يدلف للداخل..
جلسوا علي نفس حالتهم المنتظرة فوكز قاسم ذراع آسر ورفع حاجبه في تساؤل ..
وأخيرا تحدث آسر قائلا في ندم شديد 
_ فرح إتجوزت! وأنا مقدرتش أعمل حاجة عشان أنا جبان ومش راجل!
إنقبضت ملامح قاسم في صدمة و ...
كان عزيز نائما بصدره العاړي كان سيتجرأ معها ولكن عندما شعر بسخونة جسدها أسفله وإرتجافها في خوف تنهد في عدم راحة ثم همس بداخله 
اللهم إغزيك يا شيطان! 
وقف فجأة ومد يده ناحيتها وأوقفها من
خصرها بيديه قبلها من رأسها وقال وهو يغمغم في خفوت 
_ آسف!
لم تخمد النيران بداخلها فهتفت بوجهه في قسۏة وملامح باردة 
_ مش متقبلة أسفك ومش هتضحك عليا بكلمتين إنت اللي فاكرهم إنهم هياكلوا بعقلي حلاوة!
جز علي أسنانه
تم نسخ الرابط