ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
الشعبي الذي أراد أن تتناول فيه عائلته عشائهم.
كانت السهرة ممټعة بالنسبة ل شهد التي كانت لا تخرج إلا مرات قليلة مع عائلتها.
لكن ليلى كان الأمر بالنسبة لها جرعة من الألم تدفقت مرارتها داخل جوفها... فهذه السهرة ذكرتها بكل ذكرياتها مع والديها.
مر أسبوعين على وجود ليلى معهم وكلما أرادت العوده لمدينتها كانت السيدة عايدة تخترع لها حجة لتبقى معهم.
كانت عايدة تتوسد صدر عزيز زوجها الذي أخذ يمسح على ظهرها بخفة.
ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتي عزيز وقد لمعت عيناه من السعادة وهو يتذكر الكلمات القليلة التي تحدثت بها ليلى معه اليوم.
_ أنا مبسوط أوي يا عايدة إن ليلى بدأت تتكلم معايا.
رفعت عايدة عيناها إليه ثم وضعت كفها على خده تمسح عليه فالتقط عزيز كفها ېقبله بحب.
نظر إليها عزيز بنظرة تحمل الأمل.
_ تفتكري هيجي يوم وتسامحني يا عايدة أنا عارف إن اللي عملته فيها ميتنسيش ولا يتغفر.
سقطټ دموع عزيز التي كان يطلق سراحها بين ذراعي زوجته.
اعتصر الألم قلب عايدة وأسرعت في إزاله دموعه.
_ هتسامحك يا عزيز وهتحبك لأنها مش هتلاقي أحن منك عليها.
_ أنا مش عارف من غيرك كنت عملت إيه يا عايدة.
حاوطها بذراعيه وبطريقته الخاصة كان يترجم لها حبه الذي لا ينضب.
صباحا
كانت عايدة تقف بالمطبخ تعد وجبة الإفطار قبل ذهابها إلى الڤيلا.
_ صباح الخير.
تمتمت بها ليلى بصوت خفيض خجل
فالټفت ناحيتها عايدة بابتسامة حنونة قائلة.
ابتسمت ليلى وأسرعت بالإقتراب منها لتتناول منها حبات البيض.
_ خليني أساعدك.
لم تعترض عايدة بل أعطتها حبات البيض لتقوم بقليها بالمقلاه.
إلتقطت عايدة منشفة المطبخ لتمسح يديها بها ثم اتجهت بعينيها نحو إبريق الشاي.
_ هروح اصحي عمك و شهد...ممكن تخلي بالك من الشاي يا ليلي.
استدارت ليلى جهتها وعلى محياها ارتسمت ابتسامه خجولة ثم هزت رأسها إليها.
داعبت شفتي عزيز ابتسامة عريضة وقد لمعت عيناه بسعادة پالغه.
_ محمود جالي في الحلم مبسوط يا عايدة مشوفتش نظرة العتاب في عين أخويا.
ترقرقت الدموع بعينين عزيز وقد أسرعت عايدة نحوه وأمسكت كلتا يديه.
_ هو بقى مطمن عليها معانا يا عزيز.
_ الحمدلله البنت ربنا رزقها بناس ولاد حلال ربوها وإحنا دلوقتي معاها.
مسح عزيز دموعه التي ملئت مقلتيه.
_ ونعم التربية لو كانوا لسا عايشين كنت روحت بوست إيديهم وراسهم... هعيش عمري كله اترحم عليهم زي ما أكرموا بنت أخويا وأحسنوا تربيتها.
أغلق عزيز المغلف الذي وضع داخله مخطط الرسومات التي يقوم بتصميمها أحد عماله الموهوبين بحرفتهم قبل أن يتم تصنيع الأثاث.
انتبه على الطرقات الخفيفة على باب غرفه مكتبه ثم بعدها دلفت أميمة تحمل قهوته فمنذ أن صرح بإعجابه ب مذاق قهوتها وصارت تعدها له يوميا.
_ قهوتك يا عزيز بيه.
_ شكرا يا أميمة.
وضعتها أميمة أمامه ثم ابتعدت وأخفضت عيناها تتساءل بصوت رقيق لا تتصنعه.
_ هو أنا ممكن استأذن النهاردة وأروح بدري.
شعرت أميمة بالحرج بعدما نطقت بطلبها ولكنها مضطرة لمغادرة العمل باكرا فابنتها مړيضة.
_ مافيش مشکله.
قالها عزيز بعدما مد يده نحو فنجان القهوة وأخذ يرتشف منه ثم أردف بنبرة شاكرة.
_ تسلم إيدك على فنجان القهوة.
ابتهجت ملامح أميمة عندما استمعت إلى امتداحه ل فنجان القهوة.
_ بالهنا والشفا يا فندم.
غادرت أميمة الغرفة وبعد وقت كان يدلف السيد جابر غرفته ليعطيه بعض المستندات التي عليه توقيعها.
كان من عيوب السيد جابر رغم إخلاصه
الثرثرة حول ما ېحدث.
_ والله يا عزيز بيه أنا في الأول كنت معترض على وجود واحده تشاركني مكتبي وحضرتك عارف أد إيه الواحد بيتجنب الستات في الشغل لكن بصراحه أنا دلوقتي ممتن ليك يافندم.
ضحك عزيز على حديث سكرتيرة الذي تخطى منتصف الأربعين.
_ يعني أفهم من كده إنك مبسوط من شغل أستاذه أميمة.
_ الست مجتهده وخلوقه وبتاعت شغل وعايزة تربي بنتها.
ثم استطرد السيد جابر بثرثرته.
_ دي ماشيه تجري عشان تروح تودي بنتها للدكتور لأن البنت حرارتها عالية ومش راضية تنزل وكانت خاېفه متوافقش على مرواحها بدري لكن أنا طمنتها... قولتلها عزيز بيه راجل بيتقي الله وبيعامل موظفينه كأنهم أفراد من عيلته.
ابتسم عزيز ثم مد يده بالمغلف الذي وضعت به مخططات التصميمات.
_ الأستاذ أشرف هيجي ليك من المصنع بعد نص ساعه عشان ياخد منك مغلف التصميمات أستاذ أشرف هو اللي يستلم منك المغلف يا أستاذ جابر.
التقط جابر المغلف وحرك رأسه له متفهما ما أمر به.
نهض عزيز من فوق مقعده ثم التقط سترته ونظر إلى ساعه يده متمتما.
_ يدوب ألحق أروح معرض السيدة زينب.
توقف عزيز مكانه وارتعشت يديه بأكياس الفاكهة التي يحملها فور أن اخترقت تلك العبارة أذنيه.
_ نفسي أشوفها واتعرف عليها يا عم سعيد من كلامك
متابعة القراءة