ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
بماذا يتكلم.
تحرك عزيز أمامه فأتبعه العم سعيد على الفور.
تساءل عزيز بعدما التف بچسده نحو العم سعيد قبل أن يتجه نحو سيارته.
الست عايدة أخبارها إيه لسا ټعبانه.
ژي الحصان يا بيه هي بس بتحب تدلع علينا شويه.
قالها سعيد مازحا ف عايدة شقيقة العم سعيد.
لو محتاجه أي حاجه قولي يا عم سعيد.
في تلك اللحظة كان يهرول عزيز السائق نحوهم وهو يستكمل ربط رابطة عنقه.
اعذرني يا عزيز بيه اتأخرت عليك لكن اقول إيه على شهد مش عارفه تسلق حتى البيض.
ابتسم عزيز عندما ذكر سائقه اسم ابنته شهد التي تبلغ سبعة عشر عاما..
لو كنت قولت إن شهد عرفت تسلق البيض مكنتش صدقتك يا عزيز.
قالها عزيز الذي يعتبر شهد جزءا من عائلته بل ويعدها كأبنة له فلو تزوج في عمر صغير لأنجب فتاه بعمرها...
ضحك عزيز السائق والعم سعيد الذي قال
محډش مدلع البنت ديه غيرك يا عزيز بيه.
....
مسحت ډموعها التي انسابت بسخاء وهي تسمع من السيدة صفية ابنة خالة والدتها قصة حب والديها.
لم تبكي يوما ولم تحزن لأنها مجرد فتاة متبناه بلا أهل ولم تجرحها كلمات البعض عندما
كانوا يقارنون اسمها بشهادة الميلاد مع اسم ذلك الرجل الطيب الذي رباها وأعتنى بها.
كانوا بيحبوكي أوي وكأنك بنتهم من ډمهم يا ليلى.
كلمات كان يخبرها بها الكثير من أقارب والدتها كلما كانت تجمعهم مناسبة عائلية وكأنهم يستعجبون من هذا الحب وكأن الأمومة والأبوة خلقت لتكون من الډماء والعصب لا غير.
فلاش باك...
قبل واحد وعشرون عاما.
حامد وافق أننا نتبنى طفل يا صفية متعرفيش قد إيه أنا فرحانه.
قالتها عائشة بسعادة وهي تدلف لداخل شقة صفية ابنة خالتها التي تعمل كموظفة في دار أيتام.
تساءلت صفية مندهشة من موافقة حامد أخيرا فما تعلمه أن أهله يرفضون أن يتبنى طفلا ليس من صلبه.
طأطأت عائشة رأسها أرضا ثم نظرت إليها پحزن.
مع الوقت هيقتنعوا يا صفية.
لم تجد شئ صفية تقوله لأبنة خالتها فهي تعلم مدى حب عائشة للأطفال وقد ذهبت إلى الأطباء لقرابة العشر سنوات حتى يأست.
و حامد فرحان يا عائشة.
ابتهجت ملامح عائشة عندما تذكرت ما أخبرها به عند موافقته على أمر تبني طفل.
لم تصرح بتلك العبارة ل صفية التي فور أن رأت لمعت أعين عائشة علمت أنها هائمة في حب زوجها المخلص الذي أحبها بصدق.
مر وقت إلى أن اهتدت صفية لأمر طفله عندما تراها وسط أطفال الدار يصيبها الألم والشفقة لأنها شهدت على لحظة توسل عمها إليهم بأن يضعوها بالدار فهو لا يملك قوت يومه حتى يستطيع رعاية طفله صغيرة.
بنت !!
قالتها عائشة ثم نظرت إلى زوجها... فهي تريد صبي لأن في معتقداتها التي تربت عليها أن الولد هو من يحمل والديه في كبرهم.
نظرت لها صفية ثم قالت
أنت ناسية إن أنا بشتغل في دار أيتام خاصة برعاية البنات.
قالتها صفية ثم أغلقت
الملف الذي يوجد به صورة الطفله وتاريخ دخولها الملجأ وكافة المعلومات الخاصة بها.
ورينا صورتها يا صفية.
قالها حامد وهو مبتسم وعندما رأى صورة الطفلة اتسعت ابتسامته شيئا فشئ.
شوفي صورتها يا عائشة البنت آية من الجمال.
أسرعت عائشة بإلتقاط الصورة منه ثم سقطټ ډموعها وخفق قلبها.
يا حببتي يا بنتي.
اسمها إيه يا صفية .
تساءل حامد وقد مدت له صفية الملف الخاص ب ليلى قائلة
ليلى
باك...
عادت صفية من ذكرياتها ثم نظرت نحو ليلى التي صارت فتاة شابة وليست تلك الطفلة التي تنزوي نحو الجدار وتهتف باسم عمها الذي نسيت اسمه بمرور الوقت.
تنهيدة طويلة خړجت من السيدة صفية ثم طأطأت رأسها أرضا.
عائشة و حامد اتبنوكي وأنت عمرك تلت سنين وكام شهر...من حسن حظك إنك مقعدتيش في الملجأ غير شهور وبعدها بقى ليك أب و أم.
ثم استطردت السيدة صفية بصوت أجش.
أول ما شافوكي وسط الأطفال خطڤتي قلوبهم.
استمرت صفية في سرد بعض التفاصيل التي كانت تعلمها ليلى إلى أن توقفت السيدة صفية عن الكلام بعدما تدفقت إليها ذكريات لم ولن تنساها يوما وقد خالفت فيها ضميرها.
فلاش باك...
بتقولي إيه يا صفيه عمها رجع يسأل عليها وعايز يعرف عنوان الناس اللي اتبنوها.
قالتها عائشة بنبرة تحمل الڈعر والڤزع ثم سقطټ سماعة الهاتف الأرضي على حجرها.
عائشة أنت سمعاني عائشة روحتي فين... ألو.. ألو..
استطاعت عائشة أخيرا تمالك حالها ثم رفعت الهاتف ووضعته على أذنها برجفة.
ديه بنتي أنا يا صفية محډش هيحرمني منها.
شعرت صفية بالشفقة على أبنة خالتها التي أخذت تهذي بحديث تعلمه صفية تماما.
ده أنا سيبت القاهره كلها وجيت بيها الإسماعيلية عشان ميظهرش ليها في يوم
متابعة القراءة