ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
ما يبدو أن طريقها تقاطع مع سيده.
تراجعت ليلى خطوة للوراء ثم أطرقت رأسها نحو العلبة التي تحملها.
اقترب منهما العم سعيد ثم نظر نحو العلبة التي تحملها ليلى بفضول ولكنه لم يتساءل.
_ عن اذنكم.
تمتمت بها ليلى بصوت خفيض ثم أسرعت جهة المنزل تحت أنظار عزيز.
_ كنت محتاج حاجه من ليلى يا عزيز بيه.
انفرجت شفتي عزيز قليلا ليتكلم لكن العم سعيد أردف بنبرة يملئها الحماس وقال.
ابتسم عزيز ثم أشاح عيناه بعيدا وتحرك من أمامه حتى يهرب من اسئلة العم سعيد.
_ فعلا كنت بشكرها على طاجن البسلة يا راجل يا طيب.
دلفت ليلى الغرفة وأسرعت بغلق الباب ورائها.
نظرت إلى فراش شهد وفراشها المرتب ثم زفرت أنفاسها.
تنهيدة طويلة خرجت منها ثم اتجهت نحو فراشها وجلست عليه لتفتح غطاء العلبة.
التمعت عيناها بالدموع وهي ترى كعب الحذاء تم إصلاحه.
دلف عزيز غرفة مكتبه وقد اقتحمه شعور الضيق من حاله.
أخذ يدور بالغرفة دون هوادة إلى أن اقترب من شرفة غرفة مكتبه وأزاح الستار جانبا وقد ظن أنه سيهرب من اقتحامها لرأسه هذه الليلة.
تلاقت عيناه بها حيث وقفت بالجهة المقابلة لشرفة مكتبه وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة واسعة.
يتبع...
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث عشر
قالتها عايدة وهي تحاول إبتلاع طعامها بعدما سيطرت عليها نوبة من الضحك بسبب احتقان وجه ابنتها وعبوسها.
_ بكره هتقول دكتوره شهد جات دكتوره شهد راحت.
_ وطول ما أنت مسكالي في ايدك البتاع اللي شبه التليفون ده هنقول دكتوره.
_ يا ماما قوليله إني بذاكر عليه...
_ كفايه بقى يا سعيد ... بلاش تناكف فيها بنتي وأنا عارف انها هترفع راسي.
_ إن شاء الله هتكوني أشطر دكتوره يا شهد.
تمتمت بها ليلى وهي تنظر نحو شهد التي التمعت عيناها بسعادة... فهذا حلمها الذي تنتظره بشوق.
_ صحيح يا عايدة عزيز بيه شكر ليلى بنفسه على طاجن البسلة مش قولتلك ضاعت عليكي.
قالها سعيد ليشاكس شقيقته وقد تلاشت ابتسامة ليلى وتوترت بعدما صوب الجميع أنظارهم عليها.
_ لولو أنت اتكسفتي ولا إيه.
صاحت بها شهد بملاطفة فازداد توتر ليلى التي ازدردت لعابها.
_ أبيه عزيز مش بيمدح في حاجه غير لو كانت عجبته فعلا.
قالتها شهد ثم استطردت مازحة بعدما نظرت لوالدتها.
_ شكلها راحت عليكي يا دودو.
هزت عايدة رأسها يائسة من ابنتها وشقيقها.
_ متحاولوش تعملوا فتنة بيني وبين ليلى ... أنا عايزاها أشطر مني في كل حاجة.
التمعت عينين عزيز بحب عندما تلاقت عيناه بأعين عايدة زوجته.
أسرعت ليلى بالنهوض من مقعدها خشية أن يسألها العم سعيد عن تلك العلبة التي كانت تحملها عندما رأها واقفة معه.
أمر الحذاء لم يركز به أحد ولم يأخذهم الفضول إليه.
_ أنا هعمل شاي...
ألقت كلمتها واتجهت نحو المطبخ هاربة من حصارهم.
ابتسم عزيز وهو يشيعها بنظرات حانية.
_ بلاش تحرجوها انتوا عارفينها بتتكسف من أي كلمه.
قالها عزيز قاصدا بكلامه كلا من شقيق زوجته العم سعيد وابنته.
_ أنا رايح الڤيلا أشوف عزيز بيه.
تمتم بها العم سعيد أثناء نهوضه من مقعده ثم تعالا صوته بمشاكسه.
_ هقول ل عزيز بيه إنك هتعمليله طاجن ورق عنب يا لولو.
أثارت زيارات شاكر الريبة داخل نائل لكن مع الوقت تلاشت شكوكه بعدما بدأ شاكر يخبره بوحدته...
فجدران قصره صارت بلا روح بعد ۏفاة حفيدته ورحيل صالح من المنزل وأخذ صغيره معه حتى والدي صالح ذهبوا للعيش بالمزرعة وتركوا إدارة المشفى لابن شقيق حورية زوجة ابنه.
اجتمع نجيب و شاكر اليوم في منزل نائل الذي قلما فضل الخروج من المنزل.
_ جيبنا أكلة السمك معانا وقولنا نيجي ناكلها معاك يا نائل.
قالها نجيب الذي دلف إلى الداخل وخلفه شاكر الذي اتبعه سائقه يحمل أكياس الطعام.
_ مكنش ليه لزوم كل ده.
تمتم بها نائل وهو ينظر إليهم بعدما تحركوا نحو طاولة الطعام ووضعوا الطعام عليها.
_ ما أنت مرضتش تقبل العزومة قولنا نجيلك بالأكل.
تحرك نائل نحوهم ونظر نحو الطعام وهو يهز رأسه بيأس.
_ ما أنا قولتلك يا شاكر مبخرجش كتير عشان زينب.
_ هي فين زينب صحيح
تساءل شاكر عنها وقد تعلقت عينين نجيب بهما.
_ نزلت تشتري حاجة وزمانها راجعه.
_ يبقى نستناها عشان تتغدا معانا.
هتف بها نجيب وقد أغلق علب الطعام ثم سحب أحد المقاعد وجلس عليه.
تفاجأت زينب عند دلوفها من باب الشقة وصياحها باسم جدها بوجود أصدقائه معه.
أسرعت بوضع يدها على شفتيها حرجا بعدما وجدت أنظارهم عليها قائلة بصوت خفيض.
_ مكنتش فاكرة إن عندنا ضيوف يا جدو.
_ هو إحنا برضوه ضيوف
متابعة القراءة