ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
صوت التلفاز جعله يغير طريقه ويتجه صوب المطبخ.
ضاقت عينين نائل بحيره واعتدل في مقعده عندما وجد شاكر يتحدث هنا وهناك بكلام غير مترابط.
زفر نائل أنفاسه بقوة فهل يتهرب شاكر من إخباره أنه لم يجد وظيفة لحفيدته في شركته.
تقدمت زينب إلى داخل الغرفة حيث جلس جدها مع صديقه تحمل بين يديها صنية الضيافة وعلى محياها ارتسمت ابتسامتها الرقيقة.
_ شكرا يا بنتي.
_ العفو.
ردت بهمس خاڤت خجل وقد التقط شاكر كوب الشاي لعله يستطيع الهرب قليلا من نظرات نائل إليه الذي انتظر منه سماع رده عن عمل زينب بشركته.
ابتسمت زينب إليه ونظرت إلى جدها تتساءل.
_ محتاج حاجه مني تاني يا جدو.
_ شكرا يا حببتي.
تمتم بها نائل وهو يرمقها بنظرة حانية.
_ مش هزعل يا شاكر لو قولتلي إنك مش لاقي وظيفة مناسبة لحفيدتي عندك... اعتبرني مطلبتش منك حاجة.
اتسعت عيني شاكر ثم سعل بشدة فهل فسر نائل كلامه هكذا.
التقط نائل كأس الماء ليعطيه له وقد التقطه شاكر منه بعدما وضع كوب الشاي على الطاوله.
_ أنا عايز زينب زوجة ل صالح حفيدي يا نائل.
بقلم سهام صادق
الفصل الرابع عشر
_ بقلم سهام صادق
توقف عزيز شاخص البصر ينظر إلى فتنة تلك التي لا يعرف سبب وجودها بمطبخ منزله.
عيناه التي لا تعرف التأمل بفتنة النساء ولا ترتفع نحو امرأة... خانته للمرة الثالثة.
ازدرد لعابه وتراجع خطوة للوراء يمسح على وجهه وهو لا يصدق حاله.
إنه آتى للمطبخ وهو يظن أن من به هي عايدة وليست تلك التي صارت تسقطه يوما بعد يوم في شرك خطيئة لا يتسم بها الرجال.
كادت أن تنهض من المقعد لكن دلوف عايدة جعلها تقف منحنية الجسد وسرعان ما انتصبت في وقفتها پذعر وهي تستمع لما تخبرها به عايدة.
_عزيز بيه رجع من السفر.
الټفت ليلى حولها في فزع وقد تعجبت عايدة من أمرها وسرعان ما خرجت صوت ضحكاتها عندما علمت سبب ذعرها.
أطبقت ليلى جفنيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها فماذا كان سيحدث إذا دخل المطبخ.
رفعت يديها نحو حجابها لتطمئن ثم ألقت بنظرة سريعة نحو حبات الخضار.
_ أنا خلصت تقرير البتنجان هرجع البيت أشوف إيه اللي ناقص اعمله.
أسرعت بخطواتها لتغادر المطبخ ولكن تراجعت بخطواتها للوراء عندما اصطدمت بالعم سعيد.
غادرت ليلى المطبخ في عجالة وقد ارتفعت ضحكات عايدة ثم لطمت كفوفها معا.
_ مالها ليلى يا عايدة
هزت عايدة رأسها له ثم اقتربت منه لتلتقط عنه ما يحمله.
_ يا سيدي أول ما عرفت إن عزيز بيه وصل من السفر اټفزعت.
قطب العم سعيد حاجبيه في دهشة وقد استطردت عايدة كلامها.
_ أصلها افتكرت إنه ممكن يدخل المطبخ... وأنت عارف ليلى بتتكسف إزاي.
ابتسم العم سعيد عندما علم السبب وقال وهو يغسل يديه أسفل الصنبور.
_ والله البنت ديه جوهرة يا عايدة محظوظ اللي هيفوز بيها.
أنا هطلع أشوف عزيز بيه... واعتب عليه إزاي يقول لجوزك ميعاد وصوله وأنا لاء.
ضحكت عايدة على عبوسه فشقيقها كلما تقدم بالعمر أصبح كالأطفال في تذمرهم.
نظر عزيز نحو حقيبة سفره التي ألقاها عند دلوفه غرفته.
إنه منذ صعوده لغرفته يدور حول نفسه بدون هواده...
لا يستوعب أنه وقف كالمراهق متلصصا محدقا في فتاة تقارب ابنة شقيقه بالعمر.
زفر أنفاسه بقوة فصورتها وهي ترفع ذراعيها من أجل لملمت خصلات شعرها وعقده طبعت في عقله...
شعرها ذو اللون المميز لكن هل شعرها فقط ما رأه اليوم
عادت صورتها تطرق رأسه ولوهلة ارتسم المشهد أمام عينيه.
عنقها المرمري الطويل الذي تناثرت عليه مجموعه من الشامات وشعر أحمر لم يرى لونه من قبل.
أغمض عيناه بقوة لعله يطرد ما طبعه الشيطان في ذاكرته...
طرقات العم سعيد على باب غرفته ثم دلوفه بعدما أذن له بالدخول وحدها ما خلصته من أفكاره.
_ حمدلله على السلامة يا عزيز بيه.
_ الله يسلمك يا عم سعيد.
قالها عزيز بعدما تنحنح بصوت أجش وقد ظهر الإرهاق على ملامحه بوضوح.
_ الست نيرة عامله إيه دلوقتي يا بيه.
ابتسم عزيز بعدما استدار كليا ناحيته وقد تمكن أخيرا من السيطرة على خلجات وجهه.
_ بخير يا راجل يا طيب وبتسلم عليك.
كاد أن يثرثر العم سعيد كعادته لكنه تراجع عن مواصلة كلامه عندما وجد عزيز يخلع سترته ويلقي بها على فراشه.
_ أنا محتاج أنام ساعات كتير...ياريت يا عم سعيد متصحنيش حتى لو طولت في النوم.
_ امتى يا بني هتعرف إن لبدنك عليك حق.
قالها العم سعيد بشفقة على حال سيده الصغير الذي لا يرحم نفسه من العمل ولا يفكر بحاله وبحاجته للراحة وزوجة تهون عليه أعباء الحياة.
أراد العم سعيد أن يعيد عليه ذكر أمر الزواج لكنه ابتلع كلامه عندما وجده
متابعة القراءة