ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
بهذا الأمر لكن
نجيب كعادته كان لسانه يخونه ويخبر شاكر بحديثهم.
_ يعني مش عايز مساعدتي طول عمره نائل كرامته عزيزه عليه.
بضعة زفرات أخرجها شاكر بتمهل وهو يطرق بعصاه أرضا.
_ متقولوش إني عرفت حاجه يا نجيب وأنا هستخدم اتصالاتي واتوسط للبنت...
ترجلت من سيارة الأجرة بعدما نقدت السائق أجرته.
اليوم لم تستقل الباص الذي يخصصه المصنع لموظفينه كعادتها.. فليلة أمس قضتها هي و شهد يشاهدان أحد الأفلام المعروضة وقد غفت متأخرة.
_ يا مصطفى أنا مش بأيدي حاجه اعملها ليك.. أنا زيي زيك هنا حتت موظف غلبان.
قالها الحارس الواقف عند بوابة المصنع لصديقه الذي يعمل بالداخل.
_ ليه الظلم ده يا سالم... ده هو اسبوع بس اللي غيبته وكنت قايل ل عاشور يبلغ استاذ أحمد ياخدلي اجازة...
ثم صاح بنبرة بائسة قد تخللتها الصدمة.
_ يا عالم والله كنت محجوز في المستشفى.
_ ربنا يعوض عليك يا مصطفى.
طأطأ مصطفى رأسه بقلة حيلة وهز رأسه بحزن.
_ يعني مفيش أمل أرجع.
ثم رفع رأسه وأغمض عينيه لوهله ليفتحهما بعد برهة.
_ لله الأمر من قبل ومن بعد.
أصابها الضيق وهي ترى قلة الحيلة في أعين ذلك الشاب الذي أثقلته هموم الحياة.
_ لو عرفت اتوسطلك عند استاذ أحمد مش هتأخر يا مصطفى.
حياها الحارس سالم برأسه عندما انتبه على مرورها ثم مضت بطريقها وقد جلى التأثر بوضوح على ملامحها.
لا تعرف لما استمر حديثهم يطرق رأسها طيلة دوامها.
_ استاذ سالم.
انتبه الحارس على صوتها وقد اقتربت منه ليلى..
لترتسم على محياه ابتسامه واسعة.
_ أهلا أنسة ليلى.
قالها سالم بلطف ونظر إليها منتظرا معرفة سبب ندائها له.
بتوتر تساءلت ليلى بعدما نظرت نحو المبنى الذي يغادر منه زملائها بالعمل.
_ هو إيه حكاية صاحبك.
_ مصطفى ده دايما الحظ معاند معاه والله يا استاذه ليلى... الغلب مش راضي يسيبه واهو اتطرد من الشغل.
بعبارات وجيزة أخبرها سالم بحكاية صديقه.
اقتربت منهم سلوى زميلتها وقد ارتسمت الدهشة على ملامحها.
_ هو في حاجة يا ليلى.
نظر سالم إلى ليلى التي أسرعت على الفور بخلق كذبه حتى لا تفضح الأمر.
هز لها سالم رأسه بتفهم فهي لا تريد الإفصاح عن أمر
صديقه وقد شعر بالأمل لعودة صديقه للعمل لأن ما تغافل عنه منذ عملها هنا تذكره اليوم... عزيز سائق صاحب المصنع عم ليلى.
_ طيب يلا عشان نلحق أول كرسيين في الباص.
هتفت بها سلوى وهي تجذب ذراع ليلى نحو حافلة العمل ليستقلوها.
رفع عزيز عيناه عن صور الأثاث التي أتم مصنعه تصميمه عندما وضعت أميمة فنجان القهوة أمامه.
نظر إلى الوقت في ساعة يده فموعد إنصرافها من عملها مر عليه ثلاثون دقيقة.
_ أنت لسا مروحتيش.
تساءل عزيز وقد تراجعت أميمة بخطوتان إلى الوراء ثم أخفضت رأسها.
_ قولت أعملك قهوتك الأول وبعدين أمشي.
قالتها بنبرة خجله ثم أردفت بصوت خفيض أقرب للهمس.
_ أنا عارفه إن فنجان القهوة بتاعي بيظبط دماغ حضرتك.
ابتسم عزيز فهو لن ينكر هذا الأمر وقال بعدما التقط فنجان القهوة.
_ بصراحة أه... بتظبطلي دماغي... شكرا يا أميمة.
رفعت عيناها التي سبحت في تأمله وسرعان ما
كانت تدرك فداحة إثمها الذي تسقط فيه دون إرادتها.
غادرت أميمة غرفة المكتب ثم أسرعت بالتقاط حقيبتها من على طاولة مكتبها تحت نظرات السيد جابر الذي تعجب من مغادرتها بتلك السرعة.
إنها تفر هاربة من مشاعرها التي صارت تتضح لها يوما بعد يوم.
عادت ليلى من عملها وهي تفكر في أمر ذلك العامل الذي أرادت مساعدته.
ابتسم العم سعيد عندما وقعت عيناه عليها وقد كان يخرج من المنزل متجها نحو الڤيلا.
_ راجعة بدري النهاردة.
تساءل العم سعيد فابتسمت ليلى.
_ الطريق مكنش زحمة النهاردة.
_ طيب يلا ادخلي ارتاحي واوعي تمدي ايدك في المطبخ... أنا النهاردة عملتلكم مسقعة على الطريقة اليونانية.
قالها ثم هز كتفيه بتفاخر.
ضحكت ليلى وقد ضحك هو الأخر.
_ هي على الطريقة المصرية بس لازم امدح نفسي يا لولو بس أوعي تفتني عليا.
انصرف العم سعيد من أمامها فتعلقت عيناها به... الكلام كان على طرفي شفتيها لكنها لم تستطع النطق به.
زفرت أنفاسها بتنهيدة ثم تحركت نحو الداخل.
بعد تناول وجبة العشاء
حاولت التحدث معه وطلب مساعدته لكن لم تسنح لها الفرصة وقد علمت بأي وقت تستطيع الحديث معه.
بالصباح الباكر وكالعادة يكون العم سعيد مستيقظ قبل الساعه السادسة صباحا.
_ صباح الخير.
تمتمت بها ليلى وهي تدلف المطبخ فرمقها العم سعيد بنظرة حانية.
_ صباح الخير يا لولو صاحية ليه بدري النهاردة.... لسا فاضل ساعه ميعاد صحيانك للشغل.
اقتربت منه ليلى وعلى ملامح وجهها ارتسم التوتر.
حدجها العم سعيد بنظرة ضيقة وتساءل.
_ شكل في حاجه عايزه تقوليها ليا قربي تعالي اقعد قصادي واحكيلي.
هذا الرجل العجوز الذي تحبه يفهمها من
متابعة القراءة