ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
نظرة عيناها.
اقتربت منه وقد تلاشى توترها.
_هحكيلك يا عم سعيد وقولي اتصرفت صح ولا غلط.
استمع لها العم سعيد وهو يهز رأسه مع كل كلمه تنطقها إلى أن انتهت.
_ مساعده الغير حلوه يا بنتي... بس إحنا لا نملك في الأمر شئ ولولا مكانتنا عند عزيز بيه مكناش قدرنا نثقل عليه بطالبتنا.
_ أنا آسفه.
تمتمت بها ليلى بخجل بعدما أخفضت رأسها ثم أخذت تفرك يديها بحرج لقد وضعت حالها بأمر أكبر منها... إنها مجرد موظفة بالمصنع وقد نالت الوظيفة بعدما طلب عمها راجيا من سيده أن يساعده في توظيفها والسيد عزيز كان رجلا كريما معهم.
_ أنا هكلم عزيز بيه... متقلقيش.
رفعت ليلى عيناها إليها فهز لها العم سعيد رأسه بأن تثق به.
أغلق هشام باب غرفة والده بعدما اطمأن عليه وتأكد أنه بالفعل نائم مثلما أخبرته.
احتدت عيناه عندما استمع لصوت زينب التي وقفت تنتظزه أمام غرفة جدها.
استدار نحوها فتراجعت بخطواتها للوراء وهي ترى نظراته القاتمة إليها وعلى الفور خرج صوتها بتعلثم.
شهقة خافته خرجت من شفتي زينب عندما قبض هشام على ذراعها واجتذابها نحو غرفتها.
_ شغل إيه اللي قدمتي عليه أنا مش مفهمك إن رعايتك لسيادة اللواء هو سبب وجودك هنا وإن دي شغلانتك.
طأطأت رأسها بحزن فمن شجعها على التقديم بتلك الوظيفة هو جدها.
_ المدرسه قريبه من البيت يا عمو وجدو هو اللي شجعني.
_ مفيش شغل... أنت هنا عشان تراعي سيادة اللواء.
ارتجف جسدها من صراخه وعلى الفور هزت له رأسها وقد خرج صوتها بتقطع.
_ بس أنا نفسي اشتغل زي سما و أشرقت.
عندما استمع لاسم ابنته... التقط ذراعها مجددا يهزها ببغض يملأ قلبه منذ أن كان مراهقا نحو السيدة التي أخذت والدهم منهم وأبكت والدته قهرا إلى أن عاد والدهم لأحضانهم.
أغمضت زينب عينيها وانسابت دموعها وقد استمر هشام هزها پعنف.
_ بسهولة أقدر أخليهم يفصلوكي من المدرسة فمن نفسك كده متروحيش وأنا وعمك مصطفى هنزودلك المصروف.
قالها هشام ثم أخرج جزدانه ليلتقط منه المال.
_ طبعا عارفه لو كلمه خرجت لسيادة اللواء إيه اللي هيحصلك.
حركت زينب رأسها بضعف وقبضت على المال الذي وضعه في قبضة يدها بقوة.
انسابت دموعه پقهر... فما فعله بالماضي تحصده حفيدته اليوم.
زادت سرعة ضربات قلبه فأسرع بوضع يده على موضع قلبه وقد ارتفع صوت أنفاسه بهياج.
_ نجيب عنده حق زينب لازم
تتجوز قبل ما أموت.
لطم العم سعيد جبينه عندما نظر نحو ليلى التي دلفت ورائه المطبخ لتسأله عن ردة فعل السيد عزيز.
قالها العم سعيد بأسف عن نسيانه لما طلبته منه بالصباح وقد وعدها أنه سيحادث السيد عزيز بالمساء.
_ خلاص يا عم سعيد... شكله ملهوش نصيب يرجع المصنع.
_ لا... يا بنتي أنا وعدتك...
ثم أردف بعدما اتجه ناحية البراد.
_ أنا راجع تاني الڤيلا عشان احضر قايمة طلبات الأسبوع... تعالي معايا عشان أنا ڠصب عني بقيت انسي بسرعه.
_ أجي معاك الڤيلا.
خرج صوتها بتعلثم تنظر إليه بحدقتين متسعتين.
فزعها من مقابلة سيده جعله يضحك ويتساءل.
_ أنت بتتخضي ليه من عزيز بيه يا لولو...
ثم أخذ يمدح سيده الغالي على قلبه ولا يضاهي مكانته أحد.
_عزيز بيه مفيش أطيب منه.
_ لا يا عم سعيد... خلاص متقولش ليه حاجه.
تمتمت بها وهي تتحاشى النظر له فابتسم العم سعيد قائلا بدهاء.
_ أنت وعدتي الراجل إنك هتساعديه يا لولو وأنا متأكد إن عزيز بيه مش هيرفض طلبك.
ثم نظر إليها وغمز لها بعينه اليمنى قائلا بمشاكسة.
_ بقى ليك عنده مكانه خصوصا في معدته... مبقاش يقدر يقاوم أكلك يا لولو.
ألقى العم سعيد عبارته ثم خرج من المطبخ دون أن ينتبه على تلك اللمعة التي التمعت في مقلتيها وأوهجت ملامحها.
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الخامس عشر
_بقلم سهام صادق
قطب عزيز حاجبيه في دهشة وهو يرى العم سعيد يضع أمامه كأس الحليب ثم أخذ يرتب ما وضع على طاولة مكتبه.
ضاقت نظرات عزيز في شك فالعجوز لا يفعل ما يفعله الآن إلى إذا أراد أن يحادثه في شئ ولا يعرف كيف يبدأ حديثه.
تراجع عزيز إلى الوراء واستند على ظهر مقعده وأخذ يرمق أفعال العجوز الذي جلى الإرتباك بوضوح على ملامحه.
_ عايز تقول إيه يا راجل يا طيب.
استمع عزيز إليه وقد اخترق اسمها أذنيه وخفق قلبه لوهلة استطاع إخمادها.
فرغ العم سعيد من كلامه أخيرا وعاد التوتر ليحتل ملامحه بعدما أفصح عن وجودها بالمطبخ منتظرة مقابلته لتخبره بأمر العامل الذي نسى اسمه.
_ أنا طلبت منها تيجي تحكيلك بنفسها لان زي ما أنت شايف يا عزيز بيه بجيب كلمة من الشرق وكلمة من المغرب.
لم يبدي عزيز أي ردة فعل حتى هذه اللحظة
متابعة القراءة