ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

عمها الذي جلس بالصاله يتابع إحدى
القنوات الإخبارية وينتظر مجئ سيده ليطمئن عليه...
أما العم سعيد استمر حاله بين هنا وهناك.
تقلبت ليلى على فراشها وهي تنظر إلى الساعة المعلقة على الجدار فلم يتبقى سوا عشر دقائق ويصبح عقرب الساعة عند الواحدة صباحا.
أغمضت عيناها لعل النوم يرحم أجفانها ولكنها لا تستطيع النوم والقلق ينهش فؤادها نحوه.
انتفضت فجأة من على الفراش بعدما استمعت لصوت بوق السيارة وسرعان ما كانت تغادر فراشها وتتجه نحو النافذة.
ألقت بنظرة سريعة نحو شهد التي تضع رأسها كعادتها أسفل الوسادة عند نومها.
سمعت صوته وهو يخبر عمها أنه بخير ولكنها لم تتمكن من رؤيته انتظرت على أمل أنه سيتجه نحو غرفة مكتبه لكن مع مرور الوقت ضاع أملها ووجدت العم سعيد يغادر المنزل ويتجه نحو مسكنهم.
عيناها ارتفعت للأعلى فور أن انتبهت على إضاءة غرفته.
استمرت عيناها في تحديقها نحو شرفة غرفته إلى أن غلبها اليأس وأغلقت النافذة ببطئ وأزاحة الستار.
صوت عمها والعم سعيد بالخارج جذب سمعها...
فأسرعت بالتحرك نحو باب الغرفة تسترق السمع على حديثهم.
_ ما أنت عارف عزيز بيه يا عزيز مش بيحمل حد همومه... مقالش ليا غير دعواتك يا راجل يا طيب.
_ الخساير جامدة.. الأقمشة أغلبها اتحرق.
قالها عزيز لشقيق زوجته العم سعيد فهذا ما سمعه عندما كان يقف بين عمال المصنع أثناء وجوده.
_ دي عين وصابته... ما هو ما شاء الله كل يوم في الطالع.
ألقى العم سعيد كلامه ثم أردف بتحسر بعدما ابتلع حبة دوائه التي يتناولها قبل نومه.
_ نفسي يسمع كلامي ويتجوز... لو كان متجوز دلوقتي كان لقى ست مستنياه وخففت عنه.
عاد العم سعيد لنفس الحديث الذي كلما كف عن التكلم عنه وجد شئ يفتحه.
أغلق عزيز التلفاز ثم تثاءب قائلا.
_ تصبح على خير يا سعيد.
أسرعت ليلى بالإبتعاد عن باب الغرفة وسرعان ما كانت تضع يدها على موضع قلبها الذي أخذ يخفق بقوة.
....
أصر نائل اليوم على عدم تناوله وجبات طعامه وهو راقد على الفراش ومهما حاولت زينب إقناعه لكن لم تجد منه إلا الرفض.
وضعت زينب الأطباق على الطاولة وقد أعدت له وجبته الخاصة التي وصفها الطبيب وأعدت لنفسها صنف طعام
أخر.
كانت عيناه معها كلما تحركت إلى أن أتت بالخبز وجلست على يمينه تهتف بمرح تخفي خلفه ۏجع يراه في عينيها التي تفضحها.
_ كده الأكل هيكون ليه طعم عشان سيادة اللوا رجع ينور السفره.
ابتسم نائل بعدما نظر إلى طعامه الذي لم يلقى إستحسانه.
_ دلوقتي الاكل هيكون ليه طعم على السفرة ومن شوية لا يا جدو أنت تعبان...كنت عايزانى أكل وجبتي اللي بتضحكي بيها عليا على السرير.
_ أنا يا جدو.
تساءلت ببراءة بعدما أسبلت جفنيها فأردف نائل بعدما حرك طبقه أمامه.
_ إيه ده أكل مسلوق تاني.
كادت أن تتحدث لكن وجدته يبعد طبقه من أمامه ثم جذب طبقها الذي وضعت داخله أصابع من ورق العنب وقطعه لحم تم تحميرها بالزيت.
_ هو ده الأكل اللي يفتح النفس مش الأكل اللي بتضحكي بيه عليا كل يوم وأنا عشان راجل مطيع بقبل كل اللي بتقدميه ليا.
_ دي تعليمات الدكتور يا جدو.
_ أنا قررت أكل طبقك وأنت تاكلي طبقي.
قالها نائل بعدما التهم صابع ورق العنب الملفوف ويدعو من أمامه لإلتهامه.
_ يا جدو ورق العنب عاملاه بشوربه دسمه ده غير الصلصة الكتير ... الدكتور قايل ده غلط عليك.
_ ينفع تاكلي وأنت ساكته.
وهل أحد يستطيع أن يجعل نائل الرفاعي يستثنى عن قراره.
نظرت زينب إلى صنف الطعام الذي جهزته لجدها وقد طمع بطعامها وبالنهاية كان عليها العودة إلى المطبخ لجلب وعاء الطعام الذي طهت به ورق العنب.
انتهى طعام الغذاء واتجه بعدها نائل نحو الشرفة للجلوس بها فاليوم كانت حرارة الشمس دافئه.
اقتربت منه زينب وهي تحمل كأس العصير له وصنعت لها مشروب الشوكولاته الساخن.
_ قاعدة السرير مبتجيبش غير المړض.
قالها نائل ثم اطلق زفيرا طويلا.
ناولته زينب كأس العصير وعلى محياها ارتسمت ابتسامة دافئة.
_ النهاردة الجو جميل.
حرك لها نائل رأسه تأكيدا على كلامها بعدما ارتشف من كأس العصير ثم وضعه على الطاوله الصغيره وتراجع بجسده للوراء ليسند ظهره على ظهر المقعد.
_ في عريس متقدملك يا زينب.
دون مقدمات ألقى عليها نائل الأمر.
اتسعت حدقتي زينب في دهشة وكادت أن تخبره أنها لن تتزوج وتتركه لكنه قال.
_ حفيد شاكر الزيني... كابتن طيار سابق ودلوقتي المدير التنفيذي لشركة طيران عيلة الزيني ليها أسهم فيها.
نظر لها نائل بعدما أنهى كلامه منتظرا سماع ردها.
_ بس أنا مش هتجوز واسيبك يا جدو.
_ دي سنة الحياة يا حببتي كل بنت مسيرها لبيت جوزها.
حركت زينب رأسها رافضة الأمر وكادت أن تعبر عن رفضها مرة أخرى لكن نائل سبقها قائلا.
_ اقعدي مع العريس الأول وبعدين قولي رأيك.
وبنبرة حكيمة استطرد قائلا.
_ زينب أنا مش هعيش ليكي طول العمر... خليني اطمن عليكي قبل ما اقابل وجه كريم.
رفرفت بأهدابها لتمنع سقوط الدموع ونهضت من مقعدها لتحتضن جدها قائله بنبرة
تم نسخ الرابط