ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
مرتعشة.
_ متقولش كده يا جدو... ربنا ما يحرمني
منك.
ضمھا نائل لحضنه وقد غامت عيناه بالحزن.
_ عايز اطمن عليكي يا زينب ... عايز اسيبك في الدنيا وأنا مرتاح.
لقد مر يومان على حاډث الحريق الذي أثبتت فيه الأدله أن الواقعة قضاء وقدر.
حاولت ليلى بشتى الطرق أن يتقاطع طريقها مع عزيز لكنها لم تكن تملك الجراءة لتستطيع فعل هذا.
_ سمية هانم عزمة نفسها النهاردة هي وجوزها على الغدا.
قالها العم سعيد بنبرة ممتقعه وقد أخبره عزيز منذ دقائق بأمر قدومها.
_ هو ليه بيكرهها كده.
أشارت لها عايدة بالصمت ثم قالت بعدما مسحت يدها بمنشفة المطبخ.
_ متقلقش يا سعيد الأكل يكفي عشر أفراد.
_ لولو كفاية عليكي كده وارجعي البيت...
توقفت ليلى عن إلتقاط حبات الفاكهة التي كانت ستغسلها للتو أسفل صنبور المياة.
_ فاضل العصير هعمله وهروح البيت أشوف ناقص إيه من الاكل اعمله.
_ لا متعمليش حاجة... خلي شهد تقوم تعمل المكرونه والكفته.
قالتها عايدة بحزم فهي لا تعيش معهم لتقوم بأعمال المنزل.
استاءت ملامح العم سعيد وقطب حاجبيه في عبوس.
_ لا دلوقتي قاعده بتتفرج على المسلسل... خليها تقوم بدل ما أنا اروح اقومها.
هزت عايدة رأسها لها بأن تتحرك وتنفذ ما أمرتها به فهي تريد أن تكون صغيرتها متعاونه تشعر بالغير.
_ يلا يا لولو اسمعي الكلام... ده في مصلحتها... عايزاها تفهم معنى المشاركة والإحساس بالغير وزي ما سعيد قالك اهي قاعده تتفرج على التلفزيون.
أخبرت شهد التي وجدتها بالفعل تجلس أمام التلفاز بأمر والدتها بأن تقوم بتحضير الطعام... فالكفته متبلة بالبراد.
مطت شهد شفتيها بتذمر ثم ألقت جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز جانبا ونهضت بوجه عبوس لتنفذ أوامر والدتها.
ضاقت عيناها ثم اتسعت وهي تستمع لصوت مواء قطة أتي من الحديقة.
_ معقول تكون القطه رجعت... ده عم سعيد اخدها. وحطها قدام البوابه بره وبقالها مدة غايبة.
أسرعت ليلى بترك ثيابها على الفراش ثم اتجهت للمكان الذي أتى منه
الصوت بعدما ارتفع صوتها باسم شهد.
_ القطه شكلها رجعت يا شهد.
اتبعتها شهد التي حزنت كثيرا على القطة عندما علمت بفعلة خالها.
_ بوسي.
قالتها ليلى بفرحة بعدما التقطت القطه من وراء الشجرة .
اتسعت ابتسامة شهد عندما تعرفت على القطه التي قسى قلب خالها عليها لأنه لا يحب القطط.
_ خلينا نلحق نحميها ونأكلها قبل ما خالي يجي ويشوفنا.
تحركت ليلى وخلفها شهد لكن وجود عزيز بالحديقة ورؤيته لهم استوقفتهم.
ازدردت ليلى لعابها وأسرعت بتخبأة القطة ورائها.
_ أبيه عزيز.
خرج صوت شهد بتوتر ووقفت أمام ليلى حتى لا ينتبه عزيز على القطة ويفضح أمرهم فهو مثل خالها يكره القطط.
تفرستهم أعين عزيز ولم يكن يخفي عنه أمر القطة التي خبأتها تلك التي أخفضت رأسها عند رؤيته كعادتها.
_ بتعملوا إيه في الجنينة
_ كنا...
تمتمت بها شهد بتعلثم ثم استدارت ونظرت نحو ليلى التي حركت لها رأسها بأن لا تتكلم عنها.
_ كنا بنشوف الورد اللي زرعته ليلى كبر ولا لاء.
اتجهت عينين عزيز نحو الجهة التي أتوا منها وقد خلت من زراعة الزهور وسرعان ما كان مواء القطة يرتفع.
_ في صوت قطه.
قالها عزيز بتلاعب وهو ينظر إليهم وقد أخفى ابتسامته عنهم.
تحركت شهد من أمام ليلى وكأنها تخبرها بفعلتها أن تكذب هي هذه المرة.
_ بيتهيألي إن صوت القطه جاي من هنا.
قالها عزيز وعلى محياه ارتسمت ابتسامة ماكرة وقد خانته عيناه للمرة التي لم يعد يحصيها بالنظر نحو ليلى التي احمر خديها بسبب توترها.
_ مفيش حاجة ورايا.
همست ليلى بصوت خفيض وقد انسحبت شهد هاربة بعدما لمحت قدوم خالها نحوهم.
_ بتكذبي يا ليلى.
هتف بها عزيز وهو يرسم الجدية على ملامحه التي كساها الإرهاق ولكنه لا يعلم لما رغب بمناكفتهم.. خاصة تلك التي وقفت أمامه مثل القطة التي تخبأها ورائها.
طأطأت ليلى رأسها وسرعان ما كانت تخرج القطة من ورائها ثم رفعت عيناها إليه.
هل ضاع يوما بالنظر في عينين امرأة تقوده إلى الهلاك نحو ما عفا عنه نفسه.
إنه يقع بالمحظور ورغم صافرة الإنذار التي يطلقها عقله إلا أنه أدرك بضعف ذلك
متابعة القراءة