ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
القابع بين أضلعه.
_ في حاجة يا عزيز بيه...
وسرعان ما خرجت شهقة من فم العم سعيد وهو يلمح القطة التي بين يدي ليلى.
_ أنا مش حطيت القطة دي قدام البوابه... مين اللي جابها هنا.
تحركت عينين ليلى تبحث عن شهد التي وقفت بعيدا تطالع المشهد.
انفلتت القطة من يدي ليلى بعدما أدركت أن مصيرها
سيكون الشارع على يد هذا العجوز مرة أخرى.
صاحت بها ليلى وركضت ورائها تحت أنظار عزيز الذي سرعان ما تحرك ورائها حتى يلتقط القطة.
ألجم المشهد العم سعيد الذي يعلم تماما بكره سيده للقطط.
ولم يكن العم سعيد و شهد وحدهم من يشاهدون ما يحدث فالسيد نيهان قد خرج من سيارته ووقف هو الأخر يطالع عزيز وهو يركض وراء القطة.
ضاقت عيني صالح بعدما وصل جده بحديثه الطويل إلى ما يرغب باخباره به.
ابتسم الجد وهو يتذكر الفتاة التي اختارها لحفيده وقد وافق نائل أخيرا على طلب الزواج.
_ البنت هادية وجميلة وكفايه إنها حفيدة عمك نائل.. البنت أول ما شوفتها قولت...
_ كفاية اخترت مره ليا كفايه بسببك مكبل بذنب مۏتها.
صاح بها صالح وقد فاض به الكيل ثم نهض من مقعده وتحرك ليغادر المنزل الذي ټخنقه جدرانه كلما أتى.
قالها السيد شاكر بصوت متحشرج ټخنقه العبرات ثم طأطأ رأسه واسند ذقنه فوق عكازه بعدما عادت ذكرى ۏفاة حفيدته تخترق فؤاده المكلوم.
_ وانا بقولك لاء يا شاكر بيه... أجبرتني مره لكن المرادي لاء.
ثم أردف ساخرا..
_ لو عايز المرادي ترفدني من شغلي مفيش مشكله...صالح بتاع زمان مبقاش موجود... أنا بقيت نسخة منك يا شاكر باشا.
_ ابنك محتاج أخ ولا أنت مش واخد بالك من حالته.
توقف صالح مكانه وأغمض عيناه ثم فتحهما بعدما ذكره بحالة صغيره التي تزداد سوء.
زفر أنفاسه وتابع سيره ليغادر بعدما استعاد رابطة جأشه.
_ فكر في يزيد وبلاش رفضك يكون عناد فيا يا صالح... ابنك هتسيبوا لمين...ذنب يزيد في رقابتك... ذنبه في رقابتك.
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل السابع عشر
_رواية ظنها دمية بين أصابعه.
_ بقلم سهام صادق
أغلق عزيز أزرار قميصه بعجالة لكن حركة يديه عند الأزرار العلوية تباطأت.
زفرة طويلة خرجت من شفتيه عبرت عما يجيش بصدره.
لقد ركض وراء القطة ...لم يدفعه فعل هذا إلا من أجلها هي عندما وجدها تركض بلهفة وراء القطة وتنادي اسمها.
أسبل جفنيه مع خروج تنهيدة عميقة منه واستكمل إغلاق أزرار قميصه وقد علت وجهه الحيرة من أفعاله الأخيرة.
التقط المشط ليمشط به خصلات شعره الغزير بحركة سريعة ثم التقط قنينة عطره.
هبط درجات السلم بخفة ليتحرك صوبه العم سعيد قائلا.
_ مكنش المفروض تطاوعهم يا بيه وتوافق إن القطة تفضل في الجنينة... مش كفايه خربشتك في ايدك.
لقد نسي أمر خربشة القطة له.
ألقى بنظرة خاطفة نحو يده.. فأسرع العم سعيد بالإقتراب منه لرؤية ما فعلته القطة.
_ يا راجل يا طيب متقلقش.
_ أقول إيه عليهم... بقى يخلوك يا بيه تجري ورا قطه.
ابتسم عزيز وربت على كتف العم سعيد.
_ ما دام البنات عايزينها سيبهالهم يا راجل يا طيب.
امتقعت ملامح العم سعيد فهو بالفعل رضخ لأمره وأخبرهم أنه لولا موافقة السيد عزيز ما كان أبقى تلك القطة بحديقة المنزل.
_ نص ساعه بالكتير وحضر الغدا.
قالها عزيز بعدما نظر إلى ساعة يده واتجه إلى غرفة مكتبه حيث جلس نيهان يتحدث بهاتفه.
أشار إليه عزيز أن يواصل كلامه...
أنهى نيهان مكالمته واقترب منه يجلس قبالته ثم أطلق زفيرا طويلا بعدما أرخى رابطة عنقه قليلا.
_ مشاكل العمل لا تنتهي يا صديقي.
كان نيهان يتحدث اللغة العربية بمزيج من الفصحى والعامية المصرية لكثرة تواجده في مصر ومشاريعه.
_ شربت قهوتك.
تساءل عزيز فابتسم نيهان ثم مسح على بطنه.
_ يا رجل أنا جائع... متى سيأتوا ضيوفك.
اعتدل عزيز في جلوسه ثم نظر إلى ساعة يده وكاد أن يتحدث لكن نيهان قطع كلامه مازحا بلطف.
_ صحيح يا رجل من تلك الفتاة التي ركضت وراء قطتها... لم أصدق عيناي وأنا أراك تركض وراء قطة لكن يبدو أن تلك الفتاة جعلت عزيز الزهار ينسى كرهه للقطط.
ألقى نيهان كلامه ثم قهقه عاليا بعدما عاد المشهد إلى رأسه.
_ دي مجرد ردة فعل... البنت كانت واقفه قدامي مڤزوعة ولما القطة وقعت من ايدها اټفزعت أكتر وكانت هتقع وهي بتجري وراها.
بثبات استطاع عزيز إخفاء مشاعره وإظاهر اللامبالاة بكلامه حتى لا يكشف نيهان أمره.
هز نيهان رأسه لكن المكر تجلى بوضوح في مقلتيه وتساءل.
_ أهي من أقارب العم سعيد.
_ بنت أخو عزيز السواق.
قدوم سمية والسيد هارون زوجها قطعوا استرسالهم بحديث أراد عزيز الهرب منه وكان
متابعة القراءة