ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
يجيش داخل صدره والقرار كان عليه إتخاذه في أسرع وقت.
....
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتي صالح بعدما وجد والديه فرحين بموافقته على أمر الزواج وتلك العروس التي أختارها جده.
_ لو عايزني اروح أشوفها أنا الأول يا صالح ...
كادت أن تواصل والدته كلامها الذي يعرف مقصدها منه.
_ لا متقلقيش شاكر بيه المرادي جايبها تصلح عشان تخلف طفل سليم.
قالها السيد صفوان پحده ثم نهض من مقعده وعلى وجهه ارتسم المقت.
_ اكتر من خمس سنين وإحنا واقفين معاك وضد جدك لكن المرادي كلنا بنفكر في ابنك وأنت بنفسك شايف حالته اللي بتتأخر يوم بعد يوم.
أغلق صالح جفنيه ثم أطلق زفيرا قويا فلم يغير قراره بأمر الزواج إلا صغيره.
شعر بذراعين والدته على كتفيه ثم قبلتها على رأسه.
_ ومرات أبوه هتتقبله في حياتها وتشيل حمله.
تدخل صفوان بالكلام وهو ينظر إلى كلا من زوجته وابنه الوحيد.
_ جدك بيقول إن البنت يتيمه وبتراعي جدها ده غير أعمامها معاملتهم قاسيه ليها لأنها من زوجة تانيه لوالدهم... ظروف البنت صعبه ووجودها في عيله هتحتويها زينا فرصه ليها.
.....
ربت نائل على كف حفيدته وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة حانية.
_ أنتي و زينب أغلى أحفادي يا سما.
أسرعت سما بتقبيل خده وقد أشرق وجهها بابتسامة واسعه.
_ حبيبي يا جدو يا فارس أحلامي أنت... تعرف أنا مش هتجوز غير واحد شبهك وبنفس شخصيتك.
_ طيب شكلي دا نجيبوا إزاي
ابتعدت عنه سما ثم أسرعت بتحريك إصبعها السبابة أسفل ذقنها.
_ مش عارفه بس أهو أنا مستنيه لحد ما الاقيه مع إن مفيش غير نائل الرفاعي واحد بس.
ارتفعت ضحكات الجد وعاد لاحتضان حفيدته الغالية.
_ يعني أسيبكم نص ساعه أرجع الاقي قدامي خېانة عظمى.
_ خليني أخد حضڼ من حبيبي.
التمعت عينين الجد بالدفئ وهو يضمهم إليه وقد انسابت دمعه على خده لم يلاحظاها.
_ يلا يا عروسه عشان نلحق نشتري فستان شيك تقابلي بيه الضيوف بكره.
تمتمت بها سما بعدما نهضت من جوار جدها والتقطت سترتها لترتديها.
تخضبت وجنتي زينب بالخجل عند ذكر هذا الأمر ونهضت هي الأخرى من جوار جدها.
ترقرقت الدموع في عيني زينب وأسرعت بمسحها وعادت لتعانق جدها الحبيب.
_ ربنا يخليك ليا يا جدو.
نظر إليهم نائل وهما يتجهوا نحو باب الشقة وقد استدارت سما ناحيته ونظرت له بنظرة جعلت نائل يبتسم لحفيدته التي تعرف كيف تحفظ أسرار جدها.
والوعد الذي قطعه معها أن لا والدها ولا عمها هشام ولا أي فرد من العائلة يعلم بأمر هذا العريس إلا عندما يتم كل شئ.
وها هو اليوم المتفق عليه ل حضورهم منزل نائل الرفاعي والتقدم لخطبة حفيدته قد أتى.
عندما ارتفع رنين جرس الباب ارتفعت دقات قلب زينب ونظرت نحو سما التي أسرعت نحو الباب لتفتح لهم وقد وقف نائل جوارها مرحبا بضيوفه.
عادت إليها سما لتكمل لها زينة وجهها.
_ شوفي اهو أنا شغاله بنفس المطار اللي هو المدير التنفيذي له وأول مرة أشوفه عن قرب...
_ حلو يا سما
خرج السؤال من شفتي زينب ثم هربت بعينيها بعيدا بعد حرجها من سؤالها للتأوه بخفوت بعدما قرصتها سما في ذراعها.
_ حلو بس... ده عينه زرقا يا بنتي ولا كأنه نجم سينما...
قالتها سما ثم غمزت
لها بإحدى عينيها.
_ هو لازم اقدم أنا ليهم العصير.
رمقتها سما ثم ضحكت بخفوت وهي تعطيها الصنية التي وضعت عليها أكواب العصير ثم عادت لتحمل الصنية الأخرى التي تم وضع أطباق الحلوى عليها.
_ للأسف.
امتقعت ملامح زينب فهي لأول مرة تجرب موقف كهذا.
_ يلا يا زوزو.
دفعتها سما برفق ورغما عنها كانت تتحرك نحو الصالة التي جلسوا بها.
شعرت زينب بالرجفة وهي تقترب منهم لكن صوت شاكر ومديحه لها أزال بعض من حرجها لتستطيع السيدة حورية والسيد صفوان بلطفهم من إزالة الباقي.
تحركت عيني صالح إليها ليتأكد من الوصف الذي أعطاه له جده عنها وقد رأي شاكر بخبرته الرضى في عيني حفيده.
اقتربت منه لتناوله كأس العصير وقد رفعت عيناها إليه تهمس بخجل.
_ اتفضل.
جميلة الملامح وبجسد يحمل معالم أنثوية واضحة ونبرة صوت رقيقة ناعمة.
ڪان عليه دراسة البضاعة كما شبهها أثناء موافقته على تلك المهزلة السخيفة ومن أجل صغيره سيتظاهر بالقبول ببراعه.
أخذت العائلتين تتحدث بأمور عدة إلى أن ألجمهم شاكر بما تفوه به وقد تعلقت نظرات صفوان و حورية ب صالح الذي تجمدت ملامحه.
_ مالكم يا جماعه بتبصولي كده ليه.
قالها شاكر وهو ينظر نحو زينب التي أطرقت رأسها بحرج بعدما غادرت الصدمة ملامحها وتخضبت وجنتاها بحمرة بالخجل..
_
متابعة القراءة