ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
المحتويات
إني بحاول دايما اساعدك وأنت اللي بترفضي...
على فكرة يا لولو عمك راجل متعاون أوي في شغل البيت لكن نقول إيه مرات عمك بتحب تعمل كل حاجة بنفسها.
نظرت عايدة إليه وهي عابسة الوجه وقد مطت شفتيها للأمام.
_ ده جزاتي في الآخر.
تركت ذراعه وابتعدت عنه لكنه أسرع في اجتذابها إليه واحتضانها حتى يدللها قليلا.
انسحبت ليلى من بينهم بعدما ألقت نظرة سريعة عليهم وهي مبتسمة وقد أخذت في يدها زجاجة الحليب حتى تضع للقطة طعامها.
نهض من مقعده بعدما دفعه شئ خفي لرؤية القطة التي يستطيع من وراء نافذة شرفة مكتبه رؤية مكانها.
خفق قلبه دون إرادته وقد عاد حلم ليلة أمس يطرق حصونه وهو يراها جاثية على ركبتيها تطعم القطه الصغيرة.
أغمض عيناه حتى يستطيع طرد ذلك الإحساس الذي بسببه ركض لوقت طويل هذا الصباح حتى يتخلص منه.
شعر بالضيق وأزاح ستار النافذة كما كان وقد دخل للتو العم سعيد غرفة المكتب وهو يحمل فنجان القهوة.
_ برضوه يا بيه هتشرب قهوتك من غير فطار.
التقط عزيز منه فنجان القهوة وقد ارتشف منه على الفور دون أن ينتبه على سخونته.
أبعد فنجان القهوة عن شفتيه فأسرع العم سعيد بإعطائه كأس الماء البارد ليرتشف منه.
ابتسم العم سعيد وتناول منه كأس الماء ونظر إلى الشرفة التي كان واقف قربها قبل دخوله.
_ لو مكان القطة مضايقك يا بيه... انقلها مكان تاني.. اعمل إيه في شهد و ليلى عايزنها تحت شباك اوضتهم.
تنهد عزيز ثم تحرك من أمام العم سعيد وعاد يرتشق من فنجان
قهوته.
_ لا يا عم سعيد متغيرش مكانها... أنا سمحت ليهم بوجودها ووعدتهم
_ ليلى امبارح ساعدتني نعمل ليها بيت صغير.
ثم ضحك العجوز وأردف بعدما تذكر ما وجد ليلى تفعله في الصباح الباكر من أجل القطة.
_ تخيل يا بيه... صحيت بدري النهاردة تدور على بكرة صوف عشان تعمل ليها فستان صغير.
رغما عن عزيز كانت ابتسامة صغيرة تداعب شفتيه وقد استمر العم سعيد في التحدث عن ليلى.
_ تسلم ايدك على القهوة يا عم سعيد.
غادر عزيز المنزل في عجالة وقد تعجب عزيز السائق من خروج سيده باكرا على غير عادته.
....
شعرت أميمة بالسعادة وهي تستمع لحديث إحدى جارتها عن جمال الثوب الذي ترتديه اليوم وقد تخلت أخيرا عن ملابسها غامقة اللون التي كانت تزيد من سنوات عمرها.
تخضبت وجنتاها بحمرة خفيفة وهي تدخل ببعض الأوراق لغرفة عزيز.
_ الفواتير دي محتاجة امضتك يا فندم.
قالتها أميمة بصوت خفيض لا تتصنع نبرته فرفع عزيز عيناه نحو الأوراق التي تمدها له.
التقط عزيز الفواتير ثم قام بوضع توقيعه.
_ في حاجة تانية عايزه تتمضي يا أميمة.
هزت رأسها ثم أطرقتها وبصوت خاڤت ردت.
_ لا يا فندم.
مد يده لها بالأوراق التي قام بتوقيعها دون النظر إليها وقد منيت نفسها بأن تسمع منه رأيه عن ثوبها الجديد الذي لا يشبه أثوابها التي اعتادت ارتدائها.
تحركت من أمامه تجر ساقيها بخطوات بطيئة منتظرة كلمة منه.
_عزيز بيه.
صوب عزيز عيناه نحوها بعدما هتفت اسمه وقد ضاقت حدقتاه وهو ينتظر مواصلة كلامها.
انحبست أنفاس أميمة وشعرت بالحرج من حماقة فعلتها.
بصعوبة خرج صوتها.
_ أعمل لحضرتك قهوة.
_ لا يا أميمة شكرا.
غادرت أميمة الغرفة وقد تلاشت تلك الفرحة التي كانت تضج من عينيها قبل دخولها.
_ أميمة أنا رايح قسم الحسابات.
انتبهت على صوت السيد جابر وهو يغادر الغرفة ومن حسن حظها لم ينتبه على تغير ملامحها الذي كان جليا بوضوح.
...
_ أخيرا خلصت تنضيف ونضفت أنا كمان.
تمتمت بها زينب وهي تقترب من جدها برائحتها الجميلة بعدما حصلت على حمام دافئ.
تعلقت عيني نائل بها ثم ترك الجريدة التي كان يطالعها جانبا.
_ طلبت لينا الغدا من بره.
نظرت إلى جدها بشفتي مذمومتين فهو أصر على طلب الطعام عندما وجدها منهمكة في تنظيف المنزل.
_ ليه بس يا جدو أنا كنت متبله الفرخة وكنت هحطها في الفرن بس.
_ خلي الفرخة لبكره أنت تعبتي النهاردة مش عارف إيه لزوم التنضيف الشاق ده النهاردة وأنت أصلا منضفاه كويس من كام يوم.
هربت زينب بعينيها بعيدا فابتسم نائل بعدما فهم بفطنته السبب.
_ شاكر اتصل بيا الصبح عشان يعرف ردك لأنه عايزكم تنزلوا تجيبوا الشبكة ويعلن عن الخطوبة.
ضاقت حدقتي زينب ثم اتسعت لا تستوعب ما يحدث.
_ جدو بس لسا بفكر وماخدتش قرار.
_ ما أنا قولتله كده.
قالها نائل وهو يربت على يدها فمهما كانت رغبته القوية في رؤيتها عروس فهو لن يجبرها على شئ.
_ قولتله إيه
متابعة القراءة