ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

وكأنه وجد المهرب من مبرر أخر مزيف.. هو لا يحب تلك الفتاة... هو يشتهيها منذ رؤيته لها دون غطاء رأسها إذا ما يعيشه هو شهوة تحركها غريزته كرجل.
_ أعلم أنك لن تأخذ حديثي بجدية عزيز لكني سأستمر دوما بحثك على الزواج.
قالها نيهان بعدما زفر أنفاسه وقد أتى النادل بالطعام أخيرا وانغلق الحديث الذي وجد له عزيز مبررا.
....
قطبت ليلى حاجبيها في دهشة وهي تجد قائمة من الأطعمة يضعها العم سعيد على الوسادة التي تضعها على ساقيها.
_ إيه ده يا عم سعيد.
نظرت عايدة لشقيقها كما نظر عزيز له بعدما أصرف نظره عن متابعة التلفاز.
_ أنا هسيب مسؤلية عزيز بيه عليكي يا ليلى مش ضامن أكل عايدة له.
خرجت شهقة عايدة في صدمة ونظرت إلى زوجها.
_ شايف يا عزيز سامع بيقول إيه عني.
التوت شفتي سعيد وهو ينظر لشقيقته وزوجها ثم أشاح عيناه عنهم.
_ امسكي يا لولو الورقة مالكيش دعوه بيهم... أنا عامل ليكي جدول بالوقت والأكل... اهم حاجه الملح ولو قالك اعملي قهوة أكتر من تلت مرات متعمليش له.
_ أنت هتخلي بنت أخويا تقوم بدورك يا راجل يا عجوز... دي كلها كام يوم وراجعه شغلها في المصنع.
امتعضت ملامح سعيد ونظر إلى ليلى التي تعلقت عيناها بالورقة.
_ لولو موافقة تقوم بدوري مش كده يا لولو.
رفعت ليلى عيناها نحو العم سعيد ثم وجهتها جهة عمها و عايدة التي هزت رأسها بيأس من أفعال شقيقها.
_ أنا هقوم بدورك يا سعيد ومتخافش مش هلغبط في نظام الأكل سيب بقى ليلى في حالها... البنت راجعه شغلها.
نظر إليهم العم سعيد باستياء وسحب الورقة من يد ليلى لكنها أسرعت بالتقاطها منه.
شعرت بالحرج من فعلتها بعدما اتجهت أنظار عايده وعمها
عليها.
_ متقلقش يا عم سعيد أنا هقوم بدورك بس أنت ادعيلي يا راجل يا عجوز.
ابتهجت ملامح العم سعيد ثم رفع يداه عاليا داعيا لها.
_ يارب يا لولو تتجوزي واحد ابن حلال يخليكي أميرة.
خفق قلب ليلى مع دعوته التي لامست قلبها الذي صار يحلم بحلم يراه بعيدا.
....
تجهمت ملامحه عندما اقترب من بوابة المنزل ووجدها تقف مع الحارس وعلى ما يبدو من ملامحها أنه يمازحها.
لولا زجاج السيارة المعتم المغلق لكانت ملامح وجهه المتجهمة فضحته.
ارتبكت ليلى عندما أطلق بوق سيارته ثم أنزل زجاج السيارة جهة الحارس مسعد قائلا بنبرة آمره.
_ شوف شغلك يا مسعد.
تعجب مسعد من نبرة صوته ولكنه فسر الأمر بسبب ضغط سيده في مشاكل العمل مؤخرا.
مرت سيارة عزيز من أمامهم ثم بدأت البوابة تنغلق ببطئ.
_ الله يعين عزيز بيه حريق المصنع كان كارثه بالنسبه ليه.
قالها مسعد ثم نظر إلى ليلى التي قبضت على ذراع حقيبتها بعدما أصابها مرارة تعلم سببها.
التقط مسعد ذلك الطبق الذي كان يضعه جانبا.
_ شكرا يا أستاذه على طبق الرز بلبن.
تمتم بها ثم شرع في التهامه تحت نظراتها التي عادت تتوهج.
_ محتاج مني حاجة اجبهالك من أول الشارع يا عم مسعد.
تساءلت ليلى وهي تتجه نحو الباب الصغير الذي يغادرون منه.
_ الله يكرمك يا استاذة.
أطلقت ليلى زفيرا طويلا عندما وقفت أمام بوابة المنزل بالخارج.
الټفت برأسها لتنظر للمنزل الضخم الذي تسكن فيه مع عائلة عمها كمجرد عاملين لصاحبه.
تحركت جهة المتجر الذي يقع على أول طريق المجمع السكني المعروف بطبقة ساكنيه.
تعلقت عينين عزيز بها وقد وقف بالجهة الأخرى من الطريق.
لقد اخترق فؤاده اليوم شعور لا يستطيع الإعتراف به.
أغمض عيناه ثم أخذ يتنفس ببطئ.
....
ابتسامة واسعة احتلت شفتي عايدة عندما سمعت مديح السيد نيهان للطعام الذي رغب بتناوله قبل عودته إلى تركيا.
_ ألذ ممبار تذوقته حتى الآن عايدة.
_ بالهنا والشفا يا نيهان بيه.
ابتسم عزيز وقد صرفت عايدة عيناها عنهم وهم يتناولون الطعام.
_ بصراحه خلطت الممبار ليلى هي اللي عملاها.
قالتها عايدة ثم نظرت نحو عزيز الذي ترك ما بيده وأخذ يسعل بشدة.
أسرع بالتقاط كأس الماء مشيرا لهم ألا يقلقوا.
_ اممممم ليلى فتاة القطة أليس كذلك.
ابتسمت عايدة من تشبيه نيهان لها بهذا الاسم ثم ألقت نظرة خاطفة متوترة نحو عزيز الذي أخذ يمسح شفتيه بالمحرمة الورقية.
_ ليلى بنت اخو عزيز يا نيهان.
تمتم بها عزيز ثم نظر نحو عايدة التي اندهشت من ردة فعله عندما علم أن ليلى هي من صنعت صنف الطعام الذي أعجبهم.
_ تقدري تروحي المطبخ عايدة
حاول عزيز إخراج صوته بنبرة هادئة وقد رمقه نيهان بنظرة احتلها المكر.
_ لماذا تغضب كلما أتى ذكر هذه الفتاة يا راجل هل يكره أحد ذكر اسم فتاة جميلة
_ نيهان .. ليلى بنت اخو عزيز السواق بتاعي... البنت عايشه هنا عشان ملهاش حد.
حدجه نيهان بعبوس مصطنع ثم التقط الطبق الذي امتلئ بالصنف الذي يعجبه.
_ أرى من الأفضل أن التهم هذا الطبق!! أريد أن أشكر هذه الفتاة على طعامها الجيد.
رفع نيهان طرف عينيه بعدما ألقى بكلماته ليبتسم بخبث حين رأي الوجوم يحتل ملامح عزيز.
...
ألقى هشام الجريدة التي تم فيها ذكر خطبة الطيار صالح
تم نسخ الرابط