استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
بعت دى لحضرتك .. وقال أنك لازم تستلميها فى الوقت ده لأنك محتجاها .
إلتفتت مغادرة مغلقة الباب خلفها لتنظر رغد بذهول إلى علبة المناديل .
أمسكت العلبة بيدا مرتعشة لتقلبها حتى عثرت على أسم مكتوب بخط كبير المغيرى
المغيرى ....
دار الأسم بخلدها طويلا بينما عينيها لم تبتعد عن الأسم وكأنها تحفظ تقاسيمه .
لتوها أنتبهت إلى شئ .. من ذلك الذى حدثها .. وكيف يعرف كل هذا عن حياتها ! بل كيف تسلل إلى ذاتها وعرف مشاعرها .
اما بالنسبة لحسان فهى تزوجته رضى لوالدها ولضياعها التام وتحكمات والدها بها .. وياسين .. ياسين كان الضړبة التى إستشعرتها تهشم ما بقى منها .
هى لم تطلب حبه .. لم تطلب منه أن ېكذب .. لم تطلب أن يوهما بأنه كذلك .. لم تطلب منه أن يتزوجها ليستر عليها ويوارى ڤضيحة زواجها .. ابدا هى لم تطلب منه ذلك ولكنه فهم هذا وأراد أن يقدم لها ما تريد ففشل بقوة
ما الخطوة التالية .. وهل هى من نصيبها أم من نصيبه .
يبدوا أنه له فهو قال بأنه سيأتى غدا ببداية عهده .
ف لنرى ما هو عهدك يا مغيرى .
وضع رأسه بضعف وقلة حيلة لم يملك سواهما بين يديه .. تهدل كتفاه بهزيمة .. سقطت كل معانى الحيوية من حوله ..
حين فارقتك لم أعلم بأنه الفراق الأخير
حين أحببتك لم أعلم بأنه الحب الأخير
أترانى مهوسا بك ... أم مچنونا إن فكرت بالعيش من دونك
أحبك يا من سلبتى كل ما أملك ورحلتى .
أحبك يا لؤلؤئة الدمع فى عينى
أحبك يا نفحات الصيف فى شتاء قارص
أحبك يا من أبكيتى العين وهربتى
أحبك وأنتهت القصة .
رفع رأسه ثانية ليلاقى عينا صديقه المټألمة لألمه لم يستطع أن يتماسك بعدما سمع .. لم يستطع أن يحافظ على رباطة جأشه .. لأنه ببساطة تعب .
سمع صوت صديقه الذى إقترب منه قائلا بقلق
_ قصى أنت كويس
رفع قصى عيناه لصديقه الواقف بجوار فقال بهدوء محاولا التماسك
جلس صديقه قبالته ليقول بأسف
_ آسف يا قصى على اللى سمعته أنا حاسس باللى جواك .. نفسك مقسومة لنصين واحد مصدق اللى بقوله والتانى بيكذبه بس الحقيقة واحدة واللى قولته هو الصدق .. وأنت لازم تتأكد بنفسك .
ابتسم قصى بمرارة .. بلى كما قال صديقة نصفه يصدق والآخر ېكذب لكن لما ېكذب وهو يعلم بأنه الصدق ويعلم بأن والده قادر على كل ما فعل .
_ مۏت غنى كان قضاء وقدر زى ما كنت متوقع فى الأول مكنتش مصدق ومصډوم .. لكن بعدها بدأت أصدق وأتعايش مع الحقيقة لحد ما صدمنى كلامك .
مۏت غنى مدبر .. بسيطة العبارة جدا وتكملة ليها .. الفرامل أتلعب بيها والعربية اللى خبطتهم من ورا كان سواقها مدفوعله علشان يعملها .. وأنت مسكت السواق وأعترف وقال أن مختار باشا هو اللى دفعله !
أنهى كلماته بتنهيدة طويلة مټألمة ليقترب صديقه مربتا على كتفه بمواساة .
نهض قصى فجأة فأجفل صديقه مرتدا إلى الخلف ليجد قصى يلتفت له بهيئة تناقض تلك التى تملكته منذ لحظات .
لقد بدا هائجا كثور ينتظر الإشارة الحمراء كى يندفع .. عيناه أنبثق منها وهج أحمر من شدة غضبه .
تحدث قصى قائلا بصوت خاڤت لم يعطى إنطباع سوى شدة غضبه
_ عاوز أقابل صاحب العربية اللى خبطت عربية والد غنى .
اومأ له صديقه قائلا
_ تمام .. بس متتهورش يا قصى .
لا يتهور !! لم يعد لتلك الكلمة معنى فى قاموسه بعدما حدث !!
إتجه ناحية باب الشقة ليقول بعجلة
_ يلا يا أحمد مش هستناك .
زفر أحمد بعدم راحة .. بالطبع قصى سيخلف توقعاته .. مثلما أنهزم بشدة فى تلك اللحظة منذ قليل .. سيتهور فى اللحظة القادمة لا محالة .
أجهزى وجهزى زياد علشان هنمشى من هنا .
بعدما قال تلك العبارة الباردة سارعت بتنفيذ طلبه ليس لهفة .. ولكن فضول قاټل يدفعها لذلك .
أوس الزهيرى سيترك القصر .. الأمر بدا عاديا بالنسبة لسفره الدائم ولكن أن يأخذ معه ابنه فهذا أمر جديد عليه
بعدما أنهت تجميع أغراضها فى حقيبتها توجهت إلى غرفة زياد لتفعل معه المثل .
بعدما أنتهت أخبرت أوس بأنهما قد استعدا .
إستقرت بجواره فى الكرسى الأمامى ولم تحاول أن تمانع بعدما فتح لها الباب بنفسه مع ابتسامة ساخرة أنيقة من شفتيه جعلتها تبتلع لسانها وتصمت .. ولكن ليس كثيرا .
فما إن أنطلق حتى قالت بهدوء وهى
متابعة القراءة