استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


هيئة شخابيط طالت وجهها الأبيض الناعم .
أمسكها سيف من كتفاها وقادها إلى المرآة ليقول مبتسما بمشاغبة 
_ إيه رأيك مش فنان ... بصى أنت عملتى إيه فى وشى وأنا عملت إيه فى وشك .
نظرت إلى وجهها الذى أخذ كلا من وجنتاها خطان متوازيان وعلى أنفها كره سوداء .. وفمها ملطخ باللون الوردى ... إنه صورة تقريبية للقطة !!

بينما هو حملت لحيته اللون الوردى .. وخده الأيمن البنفسجى وأنفه الأسود فى شكل لا يمت للأشكال بصلة .
حقا قد كان بين الشخابيط على وجهها ووجهه فارق ضخم .
إلتفتت نهاد لسيف مطرقة الوجه پألم لتقول بصوتا شاحب 
_ سيف هتسيبنى 
نظر سيف إلى منابت شعرها الذهبية ليمد يده ويدفنها بين شلالاتها بنعمة ممشطا لها إياه .. حتى وقف عند كعكة جمعت فيها خصلاتها بقوة .. فلم يقدر إلا أن يفكها ببطئ تاركا المجال لخصلاتها كى تتحر من أسرها فإنسابت بنعومة على ظهرها وكتفها .
إمتدت يده الآخرى ترفع وجهها من ذقنها ببطئ لتتلاقا عيناهما برقة .
أسير أنا لعينيك الخضراوين 
أتغنى بجمالهما سرا وأخشى العلانية
سألها بخفوت ووجهه يميل ليقترب من وجهها 
_ ليه 
إلتمعت عيناها بدموع تلألأت بخضرة ناعمة لتقول بخفوت 
_ علشانها .
فقط ودن مماطة تعترف بوجود آخرى فى حياته
!!
إزداد إقترابه حتى وضع جبينه على جبينها قائلا بهدوء 
_ بس أنت موجودة .
_ أقدر أمشى علشان أريحك .
ابتسم برقة ...كم تلك الفتاة عنيدة ورقيقة بنفس الوقت همس قائلا بنعومة 
_ بس مش هتقدرى .
_ ليه 
تسائل بتعجب ليجيبها بابتسامة عريضة 
_ لأنك مراتى .. وهتفضلى مراتى ومفيش خلاص منى .. وبكره هنسافر بلدك علشان نكلم عمك وبعدها هنعمل الفرح .
شهقت پصدمة مبتعدة عنه إلا أنه مد يده وجذبها مقربا إياه إليه ليهمس أمام وجهها 
_ مفيش خلاص منى .
أنهى كلمته بقبلة رقيقة بدأ بها عهدهما الجديد .. لتدرك نهاد بأنه على حق بكل ما قال .
لم يتمالك نفسه حين رآى ذلك الرجل الذى أشار له احمد قائلا بأنه سائق السيارة التى إصطدمت بسيارة عائلة غنى عن عمد ... إنقض عليه مسددا عدة لكمات قوية إلى وجهها تلاها بالركلات العڼيفة التى توجهت إلى خاصرته .. 
كان يسمع صوت الرجل وهو يتأوه وېصرخ كلما ضربه لتشتد ضرباته فى المرة التالية .. وهو يتخيل غنى تصرخ پذعر حين صدمتهم السيارة .
لم يشعر بنفسه إلا حين أبعده أحمد بقوة عن ذلك الرجل الذى كاد يزهق أنفاسه على يديه .
لم يعرف كيف وصل إلى ذلك المكان الذى جلس به يلهث كعداء قطع مسافة طويلة .. 
أنتفض پعنف شاهقا حين شعر بمياه باردة تسكب على رأسه رفع ناظريه ليجده صديقه أحمد واقفا أمامه عاقدا ذراعيه بحزم بعدما أفرغ زجاجة المياه على رأسه .. 
تحدث أحمد قاطعا الصمت 
_ هااا .. بقيت أحسن نقدر دلوقتى نتكلم بهدوء 
أخفض قصى ناظريه ليومأ برأسه آخذا نفسا عميقا مع قوله 
_ أتكلم يا أحمد ... قولى الحاډثة حصلت أزاى قولى هعمل إيه مع بابا .. قولى أنا عملت إيه علشان هو يعمل معايا كده .. قولى هبلغ الشرطة أن أبويا قتل عيلة مكونة من أربع أفراد 
جلس أحمد قبالته ليقول بحزم 
_ أرفع راسك يا قصى .. فوق وإنتبه للمهم .. كلام الراجل اللى جوه مش كل القضية .. لسه لازم نجمع أدلة تانية تثبت كلامه .. الموضوع كبير يا قصى غير أنه لو أثبتنا صدق المعلومات هتبقى لازم والدك يدخل السچن .
هل أنت عاوز والدك يدخل السچن پتهمة الشروع فى القتل 
أغمض قصى عيناه بقوة .. لايزال لايصدق ما آل إليه الحال !! ... يجلس الأن ليقرر أيدفع بوالده للسجن جزاء ما فعل أم يترك الأمر مغلقا ويهرب 
فتح عيناه لينظر تجاه صديقه بمرارة قائلا 
_ لو مكانى هتعمل إيه 
أخفض صديقه ناظريه بأسف فى إجابة واضحة عن كونه لن يكون بمثل هذا المكان بل ولن يستطيع الإختيار .
نهض قصى بعزم ليقول بقوة 
_ لو صدق أن بابا هو السبب فى موتهم فأنا مش هقدر أسكت لازم كل واحد يتحمل نتيجة أفعاله .
إلتفت قصى مغادرا تاركا صديقه تعلوا وجهه علامات الدهشة والإستنكار .
أنتفض قائما من مجلسه حين سمع باب الشقة يفتح لتظهر أمامه شقيقته ممسكة بحقيبتها فى يدها بإهمال .. ابتسمت له حين رأته 
_ قصى أخيرا ظهرت .. قلقت عليك جدا .
لم يجبها وعاود الجلوس مكانه لتلاحظ ملامحه الغاضبة .. بل هى أقرب إلى أسد عاضب محتجز فى قفص .
ألقت حقيبتها بإهمال على أحد الكراسى لتجلس بجواره متسائل بهدوء 
_ قصى فى إيه 
إلتفت لها وكأنه لتوه تذكر شيئا فسألها 
_ كنت فين 
نظرت أمامها مرتبكة لتقول بصوتا كساه التوتر 
_ مع بابا .. أتصل بيها النهاردة الصبح وطلب منى أقابله .
إستشاط قصى ڠضبا وصاح بحدة 
_ وطبعا أنت رضيتى ومشيتى وراه زى الغبية .. مش فاكرة أنك من شهرين كنتى هترجعلى لطليقك بسببه .. ولا ياسين اللى كان هيسلمك ليه برضى ... 
وفجأة
 

تم نسخ الرابط