استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


بقا بابا طلب يقابلنى وجريتى عليه .
إلتمعت الدموع بعينا رغد إلا أن قصى لم يهدأ فسألها پعنف 
_ كان عاوز إيه 
اخفض رغد وجهها وهمست بصوتا باكى 
_ كان عاوزنى أدير شركة لأنه هياخد أجازة .
إنتفض صائحا پعنف 
_ أنت غبية .. وأكيد وافقتى ومشيتى وراه النهاردة تديرى الشركة وبكره هو يرجع يدير حياتك .. 

مش عارف أقولك إيه غير أنى خلاص تعبت منك .. أنت عاوزة تحكماته أنت عاوزة ترجعى تحت إيده تانى وأنا بعد قرارك ده هسيبك ليه لإنك شبه .
قال كلماته بقسۏة جعلتها تشهق باكية پعنف ليندفع مغادرا إلى غرفته .. وبعد نصف ساعة قضتها فى البكاء حائرة .. تعيد التفكير فى كلماته الصائبة وجدته يخرج من غرفته ممسكا حقيبة سفر .
نهضت بلوعة تقترب منه لتقف أمامه شاهقة پبكاء مع همسها المټألم 
_ هت .. هتسافر و .... وتسيبنى 
طالعها بنظرات جامدة .. لم تفهم معناها إلا أن قوله أرسل لها المعنى تام 
_ آه هسافر .. وأيوه من غيرك لأنك أصلا مش محتجانى .
كاد يغادر إلا أنها وقفت أمامه ثانية لتقول بصوت مټألم 
_ أنا آسفة يا قصى .. آسفة ...
زفر قصى پغضب مكتوب ليقول پعنف 
_ لا متعتزليش يا رغد .. أنت عاوزة ترجعى ل بابا وأنا أبدا مش هقف فى طريق أرجعيلته وارجعى لتحكمه .. لكن مترجعيش تندمى وتشوفى نفسك مقهورة ومظلومة .
أنا أنتهى وقت وجودى معاكى اللى إكتشفت أنه ملوش فايدة .. علشان كده هريحك وأريحه وأرجع ألمانيا .
إندفع بسرعة متجنبا إياها ليتجه إلى باب الشقة إلا أنه توقف قبل أن يغادر وإلتفت قائلا بمرارة 
_ خلى بالك من نفسك .. مش عارف لما أقابلك المرة الجاية هتكونى بأى حال 
وغادر .. هكذا ببساطة فعل !!!
تركها وحيدة تتهاوى على الأرض الصلبة الباردة تبكى غبائها وتهورها .. تبكى حالها الضعيف تبكى انثى كل ما أرادت حضڼ والد دافئ .. وقلب أخوى محتوى .
ولكن الحقيقة هى النقيض لذلك لن تنكر بأن أخاها يحبها وېخاف عليها بشدة .. إلا أنه مندفع .. يتسرع بالحكم ويعود ليندم ..
_مفيش خلاص منى .
كان وعدا رقيق .. حملته كلماته بنعومة ورقة ورست به فى أذنها لتتنهد بحالمية .. متذكرة بأنه سيبقى دائما إلى جوارها .
اليوم هما فى طريقهما إلى بلدها رغم توترها وخۏفها الشديد من القادم الذى لايعلم أحدا كيف سيكون .. إلا أنها موقنة أن سيف بجوارها وسيساندها .
نظرت إلى يدها التى إستقرت بين يديه يطبق عليها بقوة حانية .. بينما كان يلتفت إليها بين حين وآخر مبتسما برقة مشجعة إياها .
وكانت تتقبل ابتسامته بروح عذبة تدفع نفسها بالكلمات كى تثبت على ما هى عليه تقوي نفسها بأنها قادرة وستكون كذلك ... تردد بداخلها بأنها ليست وحيدة وأنه بجوارها داعمها وسندها .
أنتبهت فجأة إلى قربه وهمسه فى أذنها 
_ قربنا نوصل .. جاهزة 
أزدرت ريقها بتوتر لتجيبه بامائة وهمسها المتلعثم 
_ آه .. آه .
أبعد عينيه عنها إلى الطريق أمامه ليقول بهدوء 
_ لو مش عاوزة تقابلى عمك ف بلاش أنا هقدر أدخل وأكلمه لوحدى .. وخليك
أنت فى العربية .
نظرت إلى الطريق الصحراوى حولهما الافضل لها ألا تقابل عمها .. سيكون هذا لراحتها ولتجنب أى لقاء بذلك القذر كمال .. 
ولكن بذات الوقت لا تريد أن تترك الأمر كليا لسيف .. تخاف عليه بلى هى تخاف عليه مما قد يقوله او يفعله عمها .
فمجرد فكرة أنها تزوجت وحدها ستقلب المجلس ناهيك عن تلك المدة التى إختفت بها ولا أحد علم عنها شيئا .. بالطبع إنتشرت الأقاويل عنها فى البلد .. 
فركت يدها بتوتر .. تلك الأفكار الواقعية تكاد ټقتلها منذ أخبرها سيف بقراره الحاسم فى مقابلة عائلة والدها ... 
هى تعلم بأن حجة وصية والدها الشفوية مقنعة بالنسبة ل سيف لكنها ابدا ليست مقنعها لأعمامها الذين يتلهفون لمۏت والدها كى يرثوا أمواله .
صحيح أن والدها قد أعلن افلاسه قبل مۏته وباع شركته .. إلا أنه كان لايزال يمتك الكثير من الأراضى الزراعية والخاصة بالبناء فى بلده بالإضافة إلى نصيبه فى منزل العائلة .. لذلك أشقائه لن يكون من السهل عليهم أن يأخذوا جزءا طفيفا من تلك الغنيمة الكبيرة ويتركوا الباقى لابنته المسكينة المشردة .
إنتبهت إلى كف سيف التى إشتدت قليلا على يدها مع صوته القلق 
_ نهاد ... نهاد أنت كويسة 
نفضت رأسها بحزم لتنتبه له قائلا بهدوء مصطنع 
_ آه كويسة .. في حاجة يا سيف 
نظر إلى الدينة التى بدأت تظهر أمامها ليقول متنهدا 
_ سألت كذه مرة عن العنوان وأنت مردتيش .
إلتفتت له قائلا بنفس الهدوء 
_ أنا هدلك على الطريق متنساش أنى متربية فى البلد دى سنين عمرى .
.........
بعد نصف ساعة كان سيف يصف سيارته بالقرب من منزل العائلة التى يسكنها أعمال نهاد .
إلتفت سيف قائلا بحزم 
_ خليكى هنا أفضل .. أنا هدخل وه.....
_ لأ .
قالتها بحزم مماثل لتكمل بنفس
 

تم نسخ الرابط