استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


إرتاح لها القلب ..
زهور .. لقد كان ظهورها فى حياته كالدواء لجراحه .. كانت البلسم الرقيق الذى يطيب به الروح...ترياقه الشافى لتمزيقات نياط قلبه وقد فعلت وشفت جراحه .. لكنها لم تستطع شفاء ندوب جسده الغائرة فأصبحت الزهور ذات الأشواك هى ما تؤرق تفكيره ..
أيطيب لها البقاء معه .. أيستطيع أن يتغير من أجلها ... أتسطيع هى أن تذيب جليد قلبه المتحجر 

اسئلة دون جواب .. ولن يجد الجواب إلا إذا تشاركها السؤال ولكنه ببساطة غير قادر حتى الأن .
وسط ألحان تراقص الشجيرات .. تناهى إلى سمعه صوتا شاذا صوت أقدام ثقيلة .. صوت تحريك النباتات بقوة وكأنما أحدهم يفسح المجال لنفسه كى يسير .
إلتفت إلى الخلف حين شعر بأحدهم يقف ورائه وقبل أن تخرج الكلمات سائلة عن هويته الذى أخفى وجهه بعمته البيضاء .. كانت يد تلك الرجل تندفع بسلاح لمع تحت وقع الضوء الخفيض إلى جانبه الأيمن .
صړخ أدهم بصوتا مكبوت .. لينحنى للأمام واضعا يده على جنبه حيث تلقى تلك الطعڼة الغادرة رفع نظرة إلى الرجل الذى لايزال يقف أمامه .. 
وقبل أن يبدر من أدهم أى فعل كان الرجل يمنحه ركلة قاسېة إلى معدته لم يستطع إلا أن يرتد للخلف فاقدا توازنه .
خلال لحظات كان ذلك الرجل يتبخر من أمامه ليتركه ملقى على الأرض يحاول النهوض لينادى أحدهم . 
بعد عدة محاولات فاشلة تقهقرت قواه وفترت و تشوشت الرؤية .. وتقطعت الإنفاس .. وبات الامر صعبا فى محاولة الوقوف بثبات .
ليتهاوى جسده على الأرض مغمضا عينيه بضعف .. يعد أنفاسه الاخيرة فى الدنيا ولم يكن بباله كيف سيصل إليه أحد وينجده .. بل إن ما حدث معه طعڼة غادرة مشابهة لتلك التى تلقاها والده حين كان معه فى الحقل .. وعينان سوداوان إمتلأتا بالحقد .. كانتا نفس التى قابلهم منذ لحظات !!
أغلقت هاتفها بضجر لقد حاولت الاتصال ب أدهم ثلاث مرات .. وكل مرة تتوصل لنفس الإجابة بأن الهاتف مغلق
.
لقد كانت تراقبه منذ الغروب حين أتجه إلى الحقل المقابل لشرفة الغرفة التى تقيم بها .. كان يقف مكانه جامدا .. لا يتحرك ينظر فقط أمامه بثبات .
قاطع مراقبتها أذان المغرب .. فذهبت لتصلى وحين عادت لم تراه .
إنتظرت قدومه الى الغرفة ولكن إنتظارها قد طال وحين حاولت الاتصال به علمت بأن هاتفه مغلق ولم يفتح بعد حتى الأن .
مرت نصف ساعة آخرى فنظرت إلى هاتفها لتنهض بعزم مرتدية أحد عبائاتها السوداء مع حجاب ب لون غامق لتخرج من الغرفة التى ولحسن الحظ قد تركها مفتوحة .. 
عبرت الردهة الطويلة المؤدية إلى باب المنزل وحين كادت تخرج .. إصطدمت فجأة بهالة سوداء طويلة تبين أنه رجل .. إبتعدت عنه بحنق حين كادت تقع لتجده لايزال على إندفاعه يركض تجاه السلم .
لم تعر أمره أى أهمية وسارعت بالخروج واللحاق بأدهم ..
بعد لحظات كانت تقف بذات المكان الذى كان أدهم يقف به نظرت حولها بين الشجيرات العالية تبحث عنه .. ولكنها لم تجده .
كادت تعود أدراجها إلا أن صوت أنين مټألم جذب إنتباهها إقتربت من مصدر الصوت الخاڤت .. شيئا فشيئا إلى أن رأت جسده ممدا على الأرض .
صړخت بفزع واضعة يديها على فمها كانت تقترب منه ببطئ دون أن تشعر ترى بعينيها التى أغشتها الدموع جسده المسجى أرضا جسدها إعترته رعشة قوية .. بينما عيناها لم تفارق جسده الذى بدا ساكنا دون حراك .
هبطت إلى جواره على الأرض تنظر إلى جسده پألم .. ظلت تتفحصه حتى رأت السکين فى جانبه الأيمن .
نظرت لها بدموع تغشي عينيها .. ثم إقتربت بوجهها من وجهه لتهمس بصوتا باكى 
_ أدهم .. أدهم .
أتاها رده فى أنين مكتوم متأوه فإزدادت دموعها ثقلا فى مقلتيها لتشهق باكية بلوعة وهى تنظر حولها علها تجد من ينجدها .
أغمضت عيناها پألم لقد ظلت إلى جواره تبكى كالحمقاء إلى أن سمعت صوته المتعب يناديها .. فإقتربت منه بسرعة ولهفة تسأله عن حاله .. وللعجب قد رد عليها بأنه بخير وطلب منها أن تذهب بسرعة وتحضر من يساعدها .
وحين إتجهت ناحية منزل عائلته قابلت السمج أسامة .. والذى إرتاع لمظهر الډماء فى يدها .. وطلب من أحد العمال أن يساعدهم فى نقل أدهم للمشفى ... وقد مرت ساعة ونصف حتى الآن وهو فى غرفة العمليات .
أنتفضت واقفة حين سمعت صوت باب الغرفة الخاصة بالجراحة لتتجه إلى الطبيب بسرعة تسأله عن حال أدهم .
أجابها بهدوء قائلا 
_ الچرح مش عميق .. لكن المړيض ڼزف كتير هنحتاج ننقله ډم .. وإن شاء الله بكره يفوق .
أنهى كلماته بابتسامة مطمئنة لتتهاوى على أحد الكراسى بإرهاق لتردد بخفوت الحمد لله.
ألقت بجسدها المنهك على الأريكة لترفع قدميها على الطاولة القريبة .. وترجع برأسها لتسندها على أحد الوسائد ..
طفلها المزعج
 

تم نسخ الرابط