استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


.. العلقة الباقية من مؤيد بداخلها جنينها المتعب لا يكف عن إرهاقها مثل والده .
ولكن الفارق .. مؤيد ارهق العقل والقلب وطفله يرهق الجسد .. إنهما عصابة تجمعت عليها .
إلتقطت جهاز التحكم عن البعد من جوارها لتشغل التلفاز وتقلب بين قنواته بملل .. وحين شعرت بأن النعاس يتلاعب بأهدابها أسدلتهم بهدوء وغطت فى نوم عميق .

فتحت عيناها بنعاس صوتا حادا يصدر قرب أذنها .. الرؤية لاتزال فى غشاوة النعاس .. 
كان هاتفها اللعېن هو السبب بذلك إلتقطت الهاتف پغضب لترد .. إلا أنه لم يحمل أى صوت هتفت عدة مرات بالمتصل لينقطع الخط .
بعد لحظات عاود الإتصال ف أجابت بسرعة ليأتيها صوت لم تسمعه مسبقا خشن حاد قاذف للعبارات .. كان أول ما وصلها من الطرف الآخر هذا القول الغامض 
_ تعرفى مؤيد 
و دون الحاجة لإجابتها كان يجيب نفسه 
_ هتقولى طبعا عرفاه .
أصدر ضحكة متهكمة قاسېة جمدتها بنهاية كلماته ليهمس مرة أخرى بسخرية 
_ تعرفى ماضى مؤيد .
وعاد يجيب نفسه 
_ هيبدأ الشك يلعب فى نبرة صوتك .. وهتقولى آ .. آه .
صمت قليلا ليهمس بفحيح أرعبها 
_ تعرفى مرام 
فى هذا السؤال تحديدا صمتت بعجز .. لتجده يكمل بسخرية 
_ أكيد لأ ..وعشان كدة.. يسعدنى أقولك إنك متعرفيش مؤيد .. 
لينقطع الإتصال على تلك العبارة يسعدنى أقولك إنك متعرفيش مؤيد
نظرت لشاشة هاتفها .. ولذات الرقم الذى حاډثها منذ لحظات .. 
وسؤالا يطرح آخر .. من المتحدث ... ماذا يريد ... ماذا فعل مؤيد .... من مرام 
كان أكثر سؤال يؤرقها .. من مرام وما علاقتيها بمؤيد .
وبالطبع لم تكن تعرف الجواب وظلت على حالتها من التجمد بمكانها.. لا تعرف ماذا تفعل 
صوت الامواج يخترق أذناها بينما عيناها كانت تراقب أوس وزياد داخل البحر .. 
لقد عارضت بشدة فكرة نزول زياد البحر فى هذا الوقت من العام لكن أوس الخبيث تلاعب بعقلها .. بقوله أن الشمس مشرقة والمياه دافئة وتحت إلحاحه الذى لا ينتهى وافقت .. بل كادت توافق أن تنزل معهم .
لقد تلاعب أوس بعقلها مجددا جعل قناعاتها تتزحزح .. جعلها تبدأ فى التفكير فيه كونه ليس مچرما .
ولكن لا تزال المخاۏف تؤرقها .. عقلها يراه مذنبا ولابد أن يدفع الثمن .. وقلبها يراه برقة أنه مظلوم من جميع الإتجاهات .
شردت عيناها تجاههما .. تنظر إليه بصورة أب للمرة الاولى منذ عرفته كان يعلم ابنه قواعد السباحة .. يشرح له بحزم .. يساعده وينتشله من الماء حين يفشل يبعده عن الأمواج العالية ويرفعه قاذفا به إلى الأمواج بمرح .
إنتبهت فجأة له يشير إليها بأن تقترب لتجده يقول لها بحزم 
_ خدى زياد كفاية عليه كده علشان ميبردش .
حاولت وجاهدت كى لا تسأله إلا أنها فعلت 
_ مش هتطلع 
نظر إليها رافع حاجبه بتعجب ليسألها مدعيا الريبة 
_ أنت خاېفة عليا مثلا 
زفرت بحنق مشيحة عنه .. لتقترب من زياد وتلفه بالمنشفة وتقول للآخر الذى ما زال واقفا أمامها 
_ هسيبلك فوطة على الكرسى .
إلتفتت مغادرة مع زياد .. إلا أنها وجدت أوس يتبعها ناظرا أمامه بعد إهتمام .
سألته بضيق حاولت إخفائه 
_ مش قولت أنك هتكمل سباحة 
أصدر صفيرا من بين شفتيه فإزداد غيظها .. ذلك الرجل يتعمد إستفزازها .. بتصرفاته الشبابية الطائشة وكأنه فى بداية العشرينات .. بينما لا يشعر بأى مسؤلية تجاه أحد .. فقط الشئ الوحيد الذى يحسب له كونه ممتاز فى عمله .. غير ذلك فهو عابث من الدرجة الأولى .
أنهى صفيره بأن إلتفت إليها ليقول مبتسما بهدوء مغيظ 
_ علشان في حد مهتم بيا ومقدرش أزعله .
وقفت فجأة ليتوقف معه زياد الذى تمسك بيده .. بينما تابع أوس طريقه ببرود .. ليسمع صړاخها يأتيه غاضبا من خلفه 
_ مين دى اللى مهتمة .. أنا ههتم بيك ليييييييييييه ..
وإزداد صړاخها فى آخر كلمة لتسمع ضحكته تتعالى بينما يلتفت لها ليمشى بظهره قائلا بشقاوة 
_ يلا علشان ھموت من الجوع .
طرقت بقدمها الأرض بغيظ لتهتف 
_
موووت .. موووت علشان أرتاااح .
ولكنه لم يسمعها فقد سبقها بعدة أمتار ووصل الى المنزل .
إلتفت إلى زياد الذى كان يراقبهما بحاجبين معقودين ليقول بهدوء وهو ينظر إلى يدها الممسكة بقوة بيده 
_ لو خلصتوا .. فأنا جعان وإيدى وجعتنى .
خففت ضغط يدها على يده لتتقدم بسرعة تجاه المنزل شاعرة بالڠضب يتأجج بقوة بداخلها .. يكاد ېحرق ذلك ال أوس وابنه .
أنتهت من تجهيز الطعام بعدما فرغ الاب وابنه من حمامهم جلست على الطاولة الصغيرة فى أحد أركان المطبخ ليجلس أوس أمامها و زياد بجانبها .
بدأوا فى تناول الطعام فى هدوء كان الطعام مكونا من معكرونا نجريسكو وقطع الدجاج المتبلة المطهية على الفحم .
نظرت إلى الطعام أمامها بفخر إنها طاهية مبدعة .. ولكن ليس هناك من يمتدحها .
تنحنحت قائلة بطفولية 
_ احم .. إيه رأيكم فى الأكل 
نظر الأب وابنه إلى بعضهما عاقيدين حاجبهم ليلتفتوا له ناظرين
 

تم نسخ الرابط