استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


أنها تحمل جنين فى بداية الشهر الثالث!
لقد كانت حينها صدمة كبيرة تلقوها وإكتملت حين ولادته التى تمت رغم أنفه وأنفها ولكنهما أتخذا الطريق الأمثل بعدها ..الا وهو الطلاق ثم تنازلت له عن حضانة الطفل بإدعاء أنها تريد بناء طموحها العالية ليتنازل هو عن ابنه لجدته شاعرا بكل الرضى والقبول لما فعل .
وبعد ثمان سنوات يرى نفسه كان مچرما بحق كل دقيقة قضاها فى العمل .. بحق كل دقيقة قضاها فى البعد عن ابنه بحق كل دقيقة امضاها فى العبث مع فتيات الغرب ليضيع وقته بينما كان طفله بحاجة إليه .

يقال أن الأمومة فطرة ... والأبوة تكتسب إذا لماذا لا يكتسب الابوة .. لماذا لا يستطيع منح ابنه الدعم والسند ...
وفى الرحيل الراحة المنشودة 
هكذا أقنع نفسه حين صعد إلى متن الطائرة وهكذا قال حين حط على أرض ألمانيا .. 
تفقد بعيناه المنزل الخامدون دون أهله الحوائط التى بدأ يكسوها الغبار اللأرائك النوافذ .. السجاد .
كانت قدماه
تدفعانه ببطئ تجاه ما يريد منذ البداية غرفة نومها .
دفع بابها برفق ليدخل الغرفة التى اشتاق إليها هذه الغرفة تحديدا إشتياقه لهما منذ خمسة عشر عاما .. منذ أتخذت خالته قرارا صارما بعدم دخول الأولاد إلى غرفة غنى .
وقد كان الأكثر تمردا على هذا القرار إلا أنه حين فهم الأمر أزعن بإمتعاض ... ليعد نفسه بأنه سيدخلها حين تكون غنى من نصيبه .
وها هو يدخلها ولكن بدونها يدخلها ليبحث عن أثرها بها .. يبحدث عن بقايا عطر عالق باحدى الوسائد او الألبسة .
تقدمت قدماه ببطئ على الأرض الخشبية طالعت عيناه بتفحص السرير الموجود بجوار الباب .. كان صغيرا يناسب ضئالة حجمها .. مرتب بعناية كما هى عادتها .. يعلوه طبقة صغيرة من الغبار .
جلس على طرف السرير ببطئ بينما أمتدت يداه لتلامس شراشف الفراش بعناية إلى أن وصلت لوسادتها فجذبها إليه ليحتضنها مستنشقا عطرها بقوة .
إلا أن سرعان ما تركها ببطئ والخيبة تعلو وجهه فلم تحمل وسادتها أى رائحة لها .. عدا رائحة المنظف النافذة منها .
أعاد الوسادة إلى مكانها ليلقى بجسده على الفراش مستلقيا .. ينظر إلى سقف الغرفة وكأنه ينظر إلى شريط حياته الذى تشاركه معاها .
لقد عاش حياته كلها ملازما لخالته كان الابن الثانى لها بعد إيهاب الذى يكبره بعام .. وكانت هى أخته وفتاته منذ لحظة مولدها .
كان صديقها وأخاها وطفلها المتذمر كان لها كل شئ مثلما كانت حياته .. وبعدها لم يعد هناك حياة !
علاقته معها لم تكن حب مراهقة إختطفها من نظرة لشعرها او جسدها بل كانت علاقة روحية تجمع بينهم .. علاقة أكبر من أن تقال أو تفسر .. 
أغمض عيناه بقوة مانعا عقله من التفكير لقد تعب .. تعب من تذكر كل لحظة كانت معه .. تعب من كل لحظه كان فيها وحيدة ېقتله ألمه فى غيابها .
أنتبه إلى صوت هاتفه الذى صدح فجأة أمسكه لينظر إلى الرقم فبدا غير مألوف لعينه .. لم يعر الأمر أهمية كبيرة .. وترك الهاتف إلا أن صاحب الرقم لم يتركه .. وأعاد إتصاله فأجاب قائلا بوجوم بالغة الألمانية 
_ مرحبا .. من يتصل .
أجابه صوت أنثوى رقيق حمل بين حروفه لهجة الدلال 
_ مرحبا سيد قصى .. أنا ميس عماد .. أظن بأنك تتذكرنى سيد قصى .. لقد تقابلنا فى مصر منذ خمسة أشهر .
عقد قصى حاجبيه بتفكير ... ميس ... ميس إن الأسم ليس غريب .
أكملت ميس بالألمانية 
_ هل أزعجك إن دعوتك لفنجان قهوة غدا 
أجابها قصى بزفرة حادة .. تلاها قوله الهادئ 
_ لا بأس .. ليس لدى ما يشغلنى .
ابتسمت ميس على الطرف الآخر من الهاتف لتجيبه بثقة إمتزجت برقة أنثوية 
_ شكرا .
أغلق الهاتف بعد كلمتها الأخيرة فنظر قصى إلى الهاتف قليلا باستغراب بينما حاول عقله المرهق تذكر صاحبة الأسم إلا أنه عجز .. فألقى هاتفه بالأخير على الطاولة المجاورة للفراش بعدما أغلقه ... ليغمض عيناه محاولا النوم والاسترخاء .
ألقت الاوراق من يدها پصدمة .. لتنظر حولها بذهول .. 
لقد أوقعها والدها !!
ببساطة فعل .. وبغبائها أنساقت ورائه !
إلتقطت الاوراق ثانية .. تعاود قرائتها علها قد اخطأت بشيئا ما .. ولكن النتيجة واحدة .
سقطت على كرسيها شاهقة پألم لتوها صدمت بوالدها .. لثانى مرة تشعر بأنها مطعونة بنصل الغدر منه .
كيف له أن يفعل هذا بها !! .. كيف لأب أن يورط ابنته فى كل هذه المؤامرات !!
بل الأدهى أن تسأل .. كيف لها أن تنساق ورائه بمثل هذا الغباء 
لقد استغل والدها جهلها بأمور إدراة الاعمال ليوهمها بأنها كل أكور الشركة على ما يرام ولكن الواقع عكس ذلك .
أغمضت عيناها پألم .. لتنساق دمعة ثقيلة من بين جفونها إلى وجنتها .. تحفر مجراها ببطئ على وجنتها ..
أنتفضت من جلستها البائسة على دخول أحدهم .. نظرت
 

تم نسخ الرابط