استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
إليه متعجبة لم يبدوا مألوف الوجه لها .
إلتفتت الى سكرتيرتها التى قالت بإرتباك
_ الأستاذ دخل من غير معاد .. ومرضيش يستنى لما ابلغ حضرتك .
عادت بنظرها إلى ذلك الرجل الذى تراه للمرة الأولى .. يقف بخيلاء فى منتصف حجرتها .. ينظر حوله بسخرية نالت منها جزئا يرتدى سترة رسمية فخمة .. بعينه إلتمعت نظرة تشفى لم تفهما ..
_ إياس عمار الشريف .
قال اسمه بثقة لا متناهية .. أكملها بابتسامة ساخرة مع تغضن بزاوية شفتيه .
اشتعلت عينا رغد پحقد .. وكادت تصرخ به إلا أنه سارع بالتحدث قائلا لسكرتيرتها بتسلط
_ أتفضلى أنت .. أنا مش غريب .
نظرت السكرتيرة بحيرة تجاه رغد إلا أنها أشارت لها بأن تغاد .. فلابد لها أن تواجهه .
أخذت حقها فى فرصة البداية فقالت بحدة
_ عاوزة أفهم إيه ده .
وألقت بالأوراق أمامه إلا أنه لم يلتفت ولو بنظرة لتلك الأوراق بل قال بسماجة
_ هشرب قهوة مظبوطة .
_ وحضرتك بقا أتفقت مع بابا على صفقة المرة دى .. ولا ناوي على حاجة جديدة
ضحك إياس بإستمتاع .. لينهى ضحكته بقوله الهادئ
_ رغد أنت ظلمانى الاوراق دى كلها حقيقة و والدك عمل كل ده .. لكن المشكلة أنه للأسف دخلك فى الموضوع .
لم تملك رغد فى تملك اللحظة إلا البكاء لم تقدر على منع نفسها من ذلك .. لم تقدر !!
لم تراعى كل ضوابط النفس المرجوة أمام رجل غريب تراه للمرة الأولى .. فقط إنساقت وراء شعورها بالغدر من الرجل الذى يفترص أن يكون والدها .. حضنها الدافئ وسندها فى الحياة !!
أمامها كان إياس .. يراقبها بوجوم يسأل نفسه بتعجب .. لما لم تؤثر به دموعها المنكسرة ..
قال إياس بحدة جعلتها تجفل بفزع
_ لو خلصتى ممكن نتكلم فى المهم .
كتمت رغد شهقاتها .. أغمضت عيناها ترجوها بأن تكف عن إذلالها أمام ذلك الحقېر ..
فركت بيداها بقوة عيناها حتى تحول لونهما للأحمر القانى أكملت بأن مسحت وجنتاها پعنف .. لتقول بصوتا قاسى
لم يعر مشاعره أى أدنى تفكير .. فالتعاطف او الحزن او الذنب .. لغيت من قاموسه حين تعلقت بكل ما يخص مختار باشا .
إعتدل فى مجلسه ليقول بقسۏة
_ الأوراق اللى معاكى تثبت أن مختار باشا متورط فى صفقات غسيل اموال .. وصفقات غير مشروعة .. ده غير الاختلاسات .. والشيكات الضاربة ..
ورق زى اللى فى إيدك ده هيودى والدك السچن فى اقرب وقت لكن اللى مستغربله إنك مشاركاه بإسمك فى بعض
الأوراق .
أشاحت رغد بناظريها .. عاجزة عن إجادة الرد المناسب .. فرغم كل شيئ تجد نفسها مشتركة لوالدها فى أعماله .
ضحكت بخفوت ساخرة لم تكد تفكر بإعادة ربط الوصال مع والدها حتى وجدت نفسها تقع بکاړثة جديدة بسببه .
عادت رغد بناظريها لإياس لتسأله بحيرة
_ المطلوب .. أنت عاوز إيه
ببساطة ممكن تاخد الورق ده للنيابة من غير ما تيجى وتقولى .. لكن حضرتك عاوز حاجة تانية .. ينفع أعرفها
ضحك إياس بخفوت ليقول بخبث
_ أحلى حاجة إنك ذكية .. طيب ندخل فى المطلوب .. عاوز الشركة و...
_ و إيه
صاحت بها رغد بإندفاع .. فابتسم إياس بسخرية شاملا إياها بنظرة مدققة .. ليقول فى النهاية ببساطة
_ طيب خلينا فى المطلوب الأول .. عاوزك تمضى على تنازل ليا بالشركة .
ابتلعت رغد ريقها بتوتر لتهمس بتشتت
_ مش هقدر .
نظر إياس إلى وجهها الذى بدأ يتعرق من شدة الإنفعال فقال بهدوء
_ خمسين بالمية من الشركة .
رفعت ناظريها إليه بإستغراب لما تشعر بأنهما يفاصلان فى قفص برتقال !! ... إنه شركة عالمية .. عائدها الثانوى يقدر بالملايين !!
أخذت رغد تنهيدة طويلة قبل أن تقول بهدوء
_ ليه عاوز الشركة
_ لأنها حقى من البداية .
أجابها إياس ببساطة فنظرت له بذهول .. حقه !!
قالت ولايزال الذهول يلاعب حروف كلماتها
_ حقك !!
ابتسم إياس بسخرية .. يبدوا أن الرقيقة لا تعلم شيئا عن كوارث عائلتها .
_ مش هندخل فى تفاصيل هيجى اليوم اللى تعرفى فيه كل حاجة لكن مش دلوقتى ومش منى .
دلوقتى إيه قرارك النهائى ابعت الورق للنيابة ولا تمضى
أغمضت رغد عيناها بعدما شعرت بالمكان يدور من حولها لم تكد تصدق ما فعل والدها بها .. لتتلقى الصدمة التالية وهو ذلك الكائن الذى لا تعرف عنه شيئ بينما يعرف هو الكثير عن حياتها .
رفعت رأسها ببطئ لتومأ بها بضعف فإبتسم إياس بتشفى ونهض بخفة من كرسيه
متابعة القراءة