استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


الغرفة ويدخل رجل تراه للمرة الاولى ... 
دققت النظر به .. كان يرتدى ملابس عادية خالفت الجلبابات التى يرتديها أغلب سكان القرية بنطال من الجينز وقميص ازرق .. بينما حملت ملامح وجهه الشيب البسيط الذى استحكم شعر رأسه وذقنه .. 
وقف الرجل قليلا مستندا على باب الغرفة التى أغلقه لتوه .. ليقترب يعدها من أدهم ملقيا كلمات عادية عن السؤال عن الحال وإذا ما كان على ما يرام .

أنتهت بأن طلب منه أدهم أن يعرف بنفسه لها فإتجه بالكلام ناحيتها ليقول 
_ دعمرو العامرى .. ابن عم أبو أدهم .. خطيب عمتك السابق .
نظرت بملل إلى ألبوم الصور الذى يحوى فساتين عدة خاصة بالأفراح .
لقد بدأت الترتيبات لزفافهما منذ اليوم الذى عادت فيه بصحبته من زيارة عائلتها ... 
ما جعلها تشعر بالاستغراب أن سيف بعد هذا اللقاء الغريبة زاد إهتمامه بها فأصبح أكثر قربا منها .. يحاول التواصل معها بكل طرقه المختلفة .. يأخذها لمتجال الأثاث والتسوق ويشعرها بأنها عروس مكتملة الاركان ..
كل ما يفعله معها يجلعها تشعر بالسعادة لكونها وجدت من يهتم بها بصدق .. بعدما اعتدات طيلة سنوات حياتها أن تكون شيئا مهملا لا قيمة له .
ألقت الألبوم من يدها لا تشعر بتاتا بالألفة لفكرة أن تكون عروس بفستان زفاف .. ترى الأمر صعبا بعدما تعود على فكرة كونى بألف رجل كى لا يقربك أحد .. والأن تجلس لإخيار فستان زفافها !
خرجت من غرفتها لتتوجه لغرفة حماتها .. فى هذا التوقيت من المساء يكون زوجها الحديث يلعب الكرة مع أصدقائه فى الفناء الخلفى لمنزلهم .. فلا تجد من يسليها سوى والدة زوجها .
دلفت إلى غرفتها بعدما طرقت باب الحجرة فوجدتها تجلس على سريرها تتلوى آيات القرآن فى صمت .
لم يكن من الغريب عليها فعل ذلك كل مساء لكن الغريب أنها كانت تبكى بحزن .
إقتربت منها لتجلس بجوارها تنظر إلى وجهها بتفحص .. إنتبهت لها سمية فصدقت وأغلقت القرآن لتنظر لها مبتسمة بحزن .
ابتسمت لها نهاد وهمست لها 
_ بتعيطى ليه ياسمسمة .
أخذت سمية نفسا عميقا لتقول بتعب 
_ أشتقتلهم .. أشتقت لجوزى .. وبنتى وابنى .
غامت عينا نهاد الخضراء بغشاوة دموع لامعة لتكمل سمية پألم 
_ مكنتش أتصور أنه هيجى اليوم اللى أكون فيه وحيدة فى البيت .. بعد ما كنت عايشة على حسهم .. 
لما سيف سافر مرضيتش أمنعه وقولت خليه يبنى مستقبله فى مكان هيضمن فيه تحقيق حلمه .. لما زهور أتجوزت قولت مكانها فى بيت جوزها .. وهتكون سعيدة وده كل اللى اتمنيته .. 
لكن فجأة أختفى أبوا سيف ... فجأة طلع قاټل ومقتول .. فجأة سيف أنقطعت أخباره .. فجأة أتجوز من غير ما يقولى .. فجأة زهور رجعت مطلقة وزوجها بيتهم أبوها بأنه قاټل ..
مرارت إنه تشوفى ولادك كل واحد متشتت فى حياته وأنت بقيتى عاجزة عن عطاء الأمل والتخفيف عنهم .. مش قادرة اوصفها .
أنهت كلماتها بشهقت بكاء خفيضة لتقترب منها نهاد محتضنة إياها .. لتهمس بحنان 
_ أنا متأكدة أن عمو مقتلش حد .. وإن الحقيقة هتظهر .. وزهور بتحب زوجها رغم كل حاجة .. ومتأكدة برضوا أنها هتقدر تخليه يتغير أما عن سيف .. فأنا متأكدة أنه متغيرش ... لسه جواه طيب وحنان لسه بېخاف على اخته .. وهيفضل أكيد سندك فى الحياة .
أومأت سمية رأسها فى إستسلام .. فظلت نهاد بجوارها تحكى لها عن قصص مرحة عاشتها مسبقا .. ليقطع إنسجامهما صوت جرس الباب .
قالت نهاد وهى تنهض بسرعة 
_ هروح افتح .. شكله سيف جاى بدرى .
فتحت باب الشقة بعجلة بعدما لفت حجاب خفيف فوق رأسها ليظهر لها رجلا غريب .
سألت بخشونة 
_ مين حضرتك 
لم يجيبها .. بل ظل محدقا بها وكأنه يتأكد من هويتها .. فعاودت سؤالها ليجيبها بسؤال 
_ نهاد الشافعى 
نظرت له حينها باستغراب فرسم ابتسامة ثقيلة على وجهه ومد يده لها ليقول 
_ راشد السنهاوى .
نظرت نهاد إلى يده الممدوة بإستغراب لتتراجع قليلا صائحة 
_ مش بسلم على حد غريب .
أعاد يده ليكز على أسنانه قائلا بنفاذ صبر 
_ أنا اللى جبته لنفسى من البداية .. 
_ حضرتك عاوز إيه 
صاحت به نهاد بحدة .. فقال ببساطة ساخرا 
_ عاوز أكلمك .. ينفع 
نظرت له نهاد بعدم تصديق لتقول 
_ لوسمحت يا أستاذ تمشى .
أخذ راشد نفسا عميقا ليقول بهدوء 
_ هى غلطتى من الأول انى عندى ضمير وبدور عليكى .. 
بصى أنا راشد .. ابن مجد السنهادى .. زوج والدتك الاول يعنى أنا أخوكى .
فغرت نهاد شفتيها بذهول فهز راشد رأسه بتفهم ليضع يده فى جيبه ويخرج حافظته ومنها أخرج هويته .. ليمدها لها قائلا 
_ أتفضلى علشان تتأكدى .
نظرت إلى الهوية التى أعطاها لها .. لقد كانا يحملان نفس اسم الام !
إذن فهذا حقا أخاها !!!!!
قبل أن تقول او تفعل أى شيئ .. كان راشد يندفع لها
 

تم نسخ الرابط