استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


.. لينتشل الخۏف من قلبها ويبدده بالامل .. 
أمل فى مستقبل أفضل .. لها ولطفلتها التى لا يزال يا يعلم عنها شيئا .. أمل فى نسيان الماضى .
إلتقطت هاتفها من جوارها حين شعرت بهزاته الصامته لتجيب بهدوء 
_ السلام عليكم .. كويسة .. أنت ايه اخبارك ..
_ ماما عوزاكى تيجى تقعدى معاها .. أنت عارفة أنها لوحدها الفترة دى .

ابتسم برقة لتهمس بإرهاق مغمضة عينيها 
_ أنت عارف اللى فيها يا شهاب .. لو خالتوا عرفت مش هتسكت خالص .. وهتصر أنها تكلم مؤيد وتقولوا .
صمت شهاب قليلا ليأخذ نفسا عميقا .. بينما أخفضت ميساء وجهها لتعمض عينيها منتظرة الكلمات المتوقعة .. لتأتيها على عجل كما توقعت 
_ ميساء .. أنت عارفة أكتر منى أن الهروب مش هيجيب فايدة .. وإنك هتقوليله فى كل الاحوال فبلاش تأجلى المواجهة او تفكرى إنك مش هتقولى .. دى مش حياتك علشان تاخدى قرارها لواحدك .. دى حياة طفلة للأسف إرتبطت بعيلة مدمرة .
إلتمعت عينا ميساء بالدموع .. لتغمضها بأسى شاعرة بأن الكلمات تمزق نياط قلبها ... 
لم يأتى على بالها يوما أنها ستحضر طفلا إلى عائلة مدمرة .. بل كانت دائما ما تنصح صديقاتها المقبلات على الزواج بتوخى الحذر فى الفترة الاولى .. 
ولكنها بغبائها اللامتناهى سقطت فى تلك الکاړثة .. 
أن يكون لابنتها ابا مثل مؤيد .. هذا كان أبعد تخيلاتها .. فماذا بها إن لاقت كل تلك الصدمات بآن واحد !!
_ ميساااء 
أنتبهت لصوت شهاب .. فأجابته بسرعة 
_ طب أنا هقفل دلوقتى وأكلمك بعدين علشان عندى مشوار ضرورى .
أغلقت الهاتف معه .. لتزفر بقوة مغمضة عينيها پألم .
لم تمض سوى لحظات على جلستها البائسة حتى فتحت عيناها بعزيمة لتنهض ملتقطة حقيبتها وتسرع بمغادرة المنزل .
....................................................................................................................
وتجبرنا الحياة على التمسك ببقايا قوة ضائعة لتتحملى نتيجة ظلم الناس لك .
أغلقت الأوراق أمامها بضجر لتمسد رأسها بإرهاق .. 
منذ تحدث مع ذلك الرجل إياس وهى لا تستطيع النوم تؤرقها تلك الأوراق التى يستحوذها ضد والدها وللعجب ضدها .. 
فكان الحل الأمثل هو محاولة البحث عن ثغرة تخرجها من تلك القضايا المريعة لذا إستعانت بفريق كامل من المحامين المختصين .. ولكن أحدا منهم
لم يجد مخرجا لقد حاوطها ذلك الخبيث إياس بمهارة تامة .. وفى زمن لا يذكر !!
عليها أن تعترف بأنها تلعب من رجل أكثر منها خبرة وأكثر مكرا ..
رفعت سماعة الهاتف الداخلى لتطلب من سكرتيرتها كوبا من القهوة ليأتها قول السكرتيرة المتوتر 
_ أستاذ إياس عاوز يدخل لحضرتك يا بشمهندسة .
زفرت رغد بقوة حانقة من الطرف الثانى محاولة أن توصل ضيقها إلى إياس منعدم المشاعر .. وقبل أن تسمح له بالدخول تفاجأت بباب غرفتها يفتح بقوة ليدخل مغلقا إياه خلفه .
نظرت رغد نحوه پحقد لم تحاول كبحه لترى ابتسامته البغيضة ترسم مجراها على شفتيه .. بينما يتقدم نحوها ببطئ دارسا خطواته بحذر أعطاه هيبه وتسلط .
ليقف بالأخير أمام مكتبها معاودا حركته التى بدأت تعتادها .. يده تستند على سطح المكتب رأسه يميل ليقترب من وجهها .. عيناه تحمل مجموعة مشاعر مختلطة .. إلا أن النظرة الطاغية عليهم كانت تلك التى تستشف أفكارها ومشاعرها بوضوح .
همس بقوة ناظرا إلى عينيها 
_ لقيتى اللى كنتى بتدورى عليه 
كان سؤال ساخرا .. متشفيا .. فأجابته بنفس السخرية 
_ أكيد لأ .. مفيش ولا ثغرة فى الورق وكأنى فعلا مشتركة معاهم فى الصفقات .. بحييك على ذكائك ..
لعجبها ضحك .. ولكن لما تعجب وهذه طبيعته منذ عهدته 
أجابها بتشفى ڠرقت به كلماته 
_ للاسف مش أنا اللى دبرت الورق ده .. والدك هو اللى قام بالمهمة .. وأنا كملت .
ألا تكفى كل تلك الصدمات من والدها .. ألا يكفيها 
لما .. لما يفعل بها هذا .. ماذا فعلت ليكون هذا جزائها 
هل تبكى وتصرخ بأنها تكره ذلك الرجل .. هل تبكى وتعاود إذلال نفسها أمامه ثانية 
بالتأكيد لن تفعل .. ستعلم ماذا يريد .. ستواجهه بضبط النفس .. كى تفوز فى تلك الحړب المستترة .
رفعت رأسها بحزم لتسأله بثبات 
_ أتفضل استاذ إياس أقعد .
أشارت بيدها تجاه الكرسى المقابل فطالعها بنظرة متسلية .. وكأنه يخبرها بصراحة أنه لا يريد فتاة ضعيفة .. بل يريد خصما قوى ..
لم تعر نظراته المتفحصة أى إهتمام .. بل تابعت الاوراق أمامها لتسأله دون أن تنظر إليه 
_ بما إنك رفضتى تمضى على تنازل بملكية الشركة .. فأنا هطالبك بتنازل عن نص الشركة وأهى هتبقى شراكة مزدوجة بين أسم شركاتى واسم شركتكم .
إعتدلت رغد فى جلستها .. لتضع قدما فوق الآخرى ناظرة إليه بتعالى لتسأله ببرود 
_ أنت ليه عاوز تدخل أسم شركاتك .. فى اسم الشركة اللى أنت عارف كويس أن أمورها كلها ماشية غلط .. أظن أن ده هيرجع عليك بالخسارة 
أخرج إياس من جيب بنطاله علاقة مفاتيحة .. تدلت منها حجرا بيضاوى الشكل
 

تم نسخ الرابط