استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


بهزة مستنكرة من كتفه قوله 
_ بصراحة مستغرب ونفس الوقت فرحان علشان .
إقتربت نهاد منه ببطئ لتقف أمامه وتقترب برأسها من صدره لتستند عليه .. وتقول برقة 
_ طب أنا أعمل إيه .. فجأة لقيت ظهرلى أخ من العدم معرفش هو ظهر فجأة ليه ولا أزاى بس حاسة أنه كويس .. رغم أنه غريب شوية .
أخذ سيف نفسا عميقا ليحيطها بذراعيه ويجذبها إلى أحضانه هامسا بجوار أذنها 

_ أخرجى وأتعرفى عليه .. ده حقك اللى ضاع لسنين اسأليه كان فين طول السنين دى .. اسأليه عن والدتك .. خرجى كل اللى جواكى من استفسارات .. لأن ده حقك .
دفنت نهاد وجهها أكثر بصدره لتخفى ابتسامتها الواثقة .. يبدوا أن الدفع المشجع يمنح المرأ الثقة !
ابتعدت عنه قليلا لتقول بخجل 
_ يلا هطلعله .. زمانه قاعد لوحده برا .
إلتفتت لتفتح باب الغرفة إلا أنها توقفت بسبب ذراعه التى أدارتها له مجددا بهدوء .. لتجد يده تتشبث بيديها بقوة .. ليميل قليلا برأسه تجاهها ويهمس أمام وجهها بثقة مبتسما 
_ مع بعض .
إنتقلت ابتسامته الواثقة لوجهها لتتورد وجنتاها قليلا وتتنحنح بإحراج .. ليفت الباب ويخرج جاذبا إياها برفق .
طرق شاشة هاتفه بغيظ .. تلك الفتاة هى عمله الأسود فى الحياة .. بلى إنها تماثل ذلك اليوم الذى إلتقاها به .. إنها الشبح الأسود .. براء .
زفر بحنق بعدما لم تصله رسالة من الطرف الآخر بل لم ترى آخر رسالة بعثها لها .
نظر إلى باب الغرفة المغلق الذى إختفت خلفه شقيقته وزوجها .. 
لم يكن ينقصه سوى تلك الفتاة وزوجها .. هل استفاق ضميره فجأة من سباته ليبحث عن شقيقته ... 
زفر بحنق للمرة التى يجهل عددها لينتبه فجأة لصوت انفتاح باب الغرفة .. التى خرجت منها شقيقته ممسكة بيد زوجها .
جلسا أمامه متجاران ليبدأ بتعريف نفسه لهما إتبعه سيف بأن عرف عن نفسه كذلك .. معتذرا عن سوء إستقباله .
فركت نهاد يدها بتوتر .. السؤال يؤرق حنجرتها .. لا تستطيع ألا تفعل وتسأله !
فقالت بسرعة مندفعة 
_ هى .. هى كويسة 
كان سؤال بغير سؤال .. إلا أنه أجاد ترجمته فهز رأسه بأسف ليقول بحزن 
_ ماټت من سنة تقريبا .
أخفضت نهاد وجهها پألم .. كم حلمت بأن ترى والدتها .. أن ټحتضنها وتنسيها بعدها عنها لسنوات .. كم تمنت أن تعاتبها وتصرخ عليها لأنها تركتها وحيدة طيلة تلك السنوات .. كم تمنت وكم حلمت .. وكم رسمت لخيالاتها دروبا بما ستفعله حين تلاقى والدتها .. ولكنه لم يحدث ولن يحدث !!
أعادت سؤال بحزن غلف كلماتها 
_ معاك صورة ليها 
_ أنت صورة منها .
رفعت وجهها ببطئ إلى أن لاقته بعيناها الدامعة فابتسم لها قائلا 
_ أول ما شوفتك أفتكرتها علطول .. رغم أنها مش مفارقة خيالى .. تقريبا أنت الصورة الشابة ليها .
ابتسمت نهاد قليلا ... لتعاود سؤاله 
_ ليه مشافتنيش طول السنين دى 
أخذ راشد نفسها عميقا ليجيبها بهدوء 
_ اللى أعرفه .. والدتى أتجوزت والدى وجابونى بعد فترة قصيرة من الجواز .. حصلت بينهم مشاكل وأنفصوا .. صحيح أنا والدى لبنانى وهو ربانى وأخدنى لبنان أعيش معاه والدتك بعدها بفترة أتجوزت من مصرى وسافرت معاه ... 
صمت راشد مخفضا وجهه بحزن .. ليكمل بعدما أخذ نفسا آخر بعمق أكثر 
_ العڈاب اللى شوفته و والدى بيتعذب بحبه لوالدتى .. نفس عذاب أمى فى حبها لوالدك .
أستمر زواج والدك من والدتك خمس سنين أتحملت فيهم بيئة غير البيئة .. ناس غير الناس .. معاملة غير المعاملة ...
و والدك فجأة تبخر الحب والاهتمام .. وبعد ما كان بيساعدها علشان تتأقل على بيئة الزراعة والمكان المختلف بعد ما رفض أنها تعيش حتى فى المحافظة .. فهددته مرة بالاطلاق .. 
هى نفسها أتصدمت فى الوقت ده من ردت فعل والدك ... لأنه ضربها وأهانها وإتهامها ظلم .. لا وكمان حپسها ومنعها منك .. 
لما حست أن حبها لوالدك مش فارق معاه ولأنها تعبت من معاملته وقسوته قررت تمشى وتاخدك معاها .. 
لكن اللى حصل ان والدك طلقها .. وأخدك منها وقالها تسافر لوحدها .. 
هى فعلا رجعت تركيا .. وحاولت هى وجدك أنهم يتواصلوا مع والدك تانى علشان حتى تشوفك .. بس هو رفض .
بعد طلاق والدتك بأربع سنين .. والدى أتقدملها وطلب منها ترجعله ... 
وتخيلى أنها كانت طول الاربع سنين فاكره أن والدك هيرجعلها .. وده اللى محصلش وخلاها مقهوة أكتر على نفسها .
لما لقيت مفيش أمل انها ترجع للراجل اللى حبيته ... قررت ترجع لوالدى علشان تكون أمى ليا ومتضيعش طفليها .. اهو تبقى أدت دور الأم مع واحد .. 
وكانت ملهاش قصة غيرك ... ضحكة نهاد .. عياط نهاد .. خوف نهاد من كذه .. نهاد بتحب تلعب بالبازيل .. نهاد زكية .. نهاد ونهاااااد كتير .
كانت بتحبك أوى .
دمعت عينا نهاد بتأثر
 

تم نسخ الرابط