استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
متصور أنى هلاقي زهيرة عمتك فى مكان شغله .. ده كان ابعد تصوراتى لكنه حصل .
زهيرة مريضة نفسية ليها سجل فى المستشفى اللى بيشتغل فيها الدكتور .. والسجل بدايته من بعد خروجها من البلد بخمس شهور .. ومستمر ليومنا ده .
لحظة .. أمهلوها لحظة كى تعى كل ما يقال .
عمتها مريضة نفسية !! .. تجلس بالمصحة !!
بل ولديها سجل مرضى هناك !!
دمعت عينا زهور پقهر .. إلا أنها أبت أن تنحنى بعجز او تحتاج لمن يواسيها .. فأشاح أدهم عنها بعدما كاد يقترب ليحتضنها ليقول بغلظة مكملا حكاية عمتها
_ لما اتأكدت أنها عمتك واجهت عمرو وهو قدام الحقيقة الواضحة اعترف انه اخفاها عنا ... وقالى اللى حصل معاها فى الماضى .
_ أنا مكنتش عاوزكم تلاقوا زهيرة لأنى عارف أنها هشة جدا ومش هتقدر تستحمل رجعة تانى للماضى بقصة القتل دى .. شوف تقاريرها الطبية والنفسية وهتعرف أن حالتها متستحملش أى ضغوط تانية .
أخدتها بيتها وخلتها تشتغل معاها فى بيع الجبن والزبد والحجات دى كانت معاملتها بردوا مش ملوكى .. يوم تاكل وعشرة لأ ..
وفى يوم ماټت الست اللى كانت عايشة معاها وجت الناس طردوها .. بس بطريقة اسوء من اللى قبلها يعنى فيه ناس تعدت عليها بالضړب .. ووقتها اصيبت بالمړض النفسى المتعارف عليه بالعامى .. جنون !
مش هقولك أنى قابلتها فى المستشفى لأنى كنت شغال فيها .. لأ انا دور عليها وبالمصادفة عرفت كل قصتها .
لما روحتلها المستشفى فى زيارة عادية اكتشفت انهم كانوا هيطردوها لأنها معهاش ملوس تكمل علاج والناس اللى كانت بتساعدها شفقة خلاص نسيوها .
خلال الوقت ده كانت اتعالجت ورجعلها عقلها لكن كانت رافضة الكلام غير أنها مش بتسمع .
خلال السنين دى كلها اخد مېت قرار أنى أتجوزها وبعدها اتراجع .. اخدت مېت قرار أنى أفرج عنها واسيبها تخرج من المستشفى واتراجع .
زهيرة بالنسبالى كانت حب حياتى .. وطفلتى اللى بخاف عليها من أى راجل ميستحقهاش .
هتقول عنى أنانى ومستغل .. هقول للأسف أيوه أنا كده لكن بردوا مقدرتش اتغير .
وآه علشان تكرهنى كمان .. أنا أتجوزت وكملت حياتى وجبت عيال ومكمل مع مراتى .
أنهى أدهم كل ما قاله عمرو بالتفصيل لينظر إلى زهور من الأعلى بحزن .
لقد كانت منحنية الظهر بعدما تعاهدت بعينيها ألا تتخاذل أمامه .. لقد كانت تبكى بحړقة بعدما منعت هذا الحقل لنفسها أيضا أمامه .
لقد كانت تحتاج حصنه !! ... وسيفعل !
إقترب منها ببطئ من الخلف محيطا بذراعيه كتفيها جاذبا إياها من الخلف تجاهه .. لتسلقى رأسها فى تجويف عنقه بسلام .. تاركة لشهقاتها العنان ..
....................................................................................................................
رغم كون البحر الصافى من أجمل المشاهد .. إلا أنه حين يكون ثائرا غاضبا وهائجا بتلك الطريقة .. فيفضل الابتعاد عنه .
ولكن لم تقول !! .. لزوج من المجانين مثلهما !!
إتبعا سيرهما ببطئ على الرمال متجاوران فى السير متفرقان فى العقل .. كلا منهما يسرم طريقا لحياته يخالف الآخر .. رغم كونهما يفكران ببعضهما ..
كانت أفكارها تدفعها لتلقي مسبب إزعاجها الاول والوحيد فى ذلك البحر الهائجى .. عله يبتلعه ولا تراه ثانية ..
بينما كان يجاورها السير تدفعه افكاره ليفصى عما بداخله .. ويترجاها كى تخبره بما بداخلها .
قد يكون من الغريب لمن هم فى مثل سنة مقبلين على الاربعين من العمل .. لديه طفل يماثله عقلا ... أن يظل على طيش الشباب فى اختيار من تريح القلب لتكون زوجة .
ولكن بما أنها تريح ابنه كذلك فلما لا تكون !
الاستقرار حلم بعيد كان دائم الركض خلفه كالعداء السريع .. إلا أنه لم يلحقه فأى جولة من جولات حياته ..
فشابت جوانب رأسه .. إلا أنه لم يتوان للحظة عن إعادة تبديل لونها للأسود كى يظهر للعالم أنه مازال شاب طائش بينما بداخله رجل مرهق من كل تلك الأحمال الثقيلة التى توالت على ظهره
متابعة القراءة