استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


خلال تلك السنوات .
ألقت نظرة خاطفة على وجهه .. لتجده شاردا يحمل تعابير غير مقروئة .. 
كنت لك طريق غير ممهد كلفك الكثير من مواد البناء لتقوم أعوجاجه .. أما أنت فسطر مظلل فى نص طويل ..أتجاهلك وكل قلبى
منتبه أليك .
أغمضت عيناها متنهدة بإرهاق الارهاق لم يكن جسديا .. بل عقليا لعقل عنيد أتعب نفسه بماضى هو الألم بعينه .

فتحت عيناها بإنتباه حين شعرت به يقف بجوارها ليمسك يدها مانعا إياها من مواصة السير .
إلتفتت إليه بنظرة إستنكار متعجبة لترى الجدية مرتسمة على وجهه بصلابة .. إتبعها قوله الهادئ 
_ بحبك !
وحين تصل إلى مرادك .. تشعر بالخواء !!
هذا ابسط تعبير لتعاقيد مشاعرها بتلك اللحظة .. ما زاد عجبها أنها تشعر بالفرحة وكأنها وصلت إلى حلم ثمين .. وتشعر فى ذات الوقت بأنها ناقمة عليه .. حاقدة على تلك الكلمة التى تكررت على فمه بعدد فتياته .
خلف عاصفة التناقض إرتدت قناع الصلابة لتقول بترفع 
_ للاسف كلمتك دى مش محتجاها فى حاجة ده إذا كانت صادقة اصلا .. يلا نرجع الشاليه علشان اطمن على زياد .
إلتفتت مغادرة بسرعة دون أن تنتظر رده إلأ أنه أوقفها ممسكا بذراعها بحزم .. ليجذبها برفق كى تقف أمامه .
ليقول بهدوء حذر 
_ ينفع أعرف مشاعرى مش مهمة بالنسبالك ليه 
ابتسمت أهلة بإستخفاف لتجيبه بسخرية 
_ قلت مش محتاجاها .. لكن مهمة مسألة تانية .. ومش هنكر أنى مهتمة .
عقد أوس حاجبيه بضيق ليقول مستفهما 
_ تقصدى ايه 
تقلبت ملامحها من السخرية واللامبالاة للڠضب الحاقد .. لتصيح بحدة 
_ مطلوب منى إيه لما تقولى إنك بتحبنى أقولك أنا كمان بحبك وأنا مش بحبك .. أقولك صدمتنى بكلمة على لسانك سهلة جدا وبتتقال لكل البنات .. 
لما قولت أنى مش محتجاها .. فأنا بعنى كل كلمة بقولها وياريت تنهى الجدال الفارغ ده .. فيه أهم منه .
غادرت أهلة بسرعة هذه المرة ليقف أوس مكانه عاقدا حاجبيه بضيق ... يحاول ترجمة ما قالت وما كان سيقول .. 
ليجد نفسه دون مجال .. يلوم نفسه لغبائه وتسرعه .
....................................................................................................................
_ إزاى كل ده يحصل فى المدة دى بس !!!
تسائلت رغد پصدمة .. تنظر إلى العامل الواقف أمامها متحرجا .. 
ليجيب بضيق 
_ كلها قرارات إياس باشا .
إياس .. إيااااااااس رمز ۏجع الرأس الحالى فى حياتها .
ماذا .. حقا ماذا الأن ... ألم يكتف من تعذيبها 
الأن يخرجها بمظهر المديرة الحمقاء .. والتى ستذهب بشركتها إلى الضياع !!
حقا ما عادت حياتها تنقص سوى ذلك الإياس بعقده النفسية من عائلتها ..
لقد غابت اسبوع واحد بسبب المړض المفاجأ الذى تملكها .. لتعود وتجد كل تلك المصائب التى لا دراية لها ..
كونها جديدة فى مجال عمل رجال الأعمال جعل منها سازجة فى أول إجتماع ضمھا وإياه على طاولة واحدة مع الموظفين ..
نهضت پعنف جاذبة الأوراق التى أعطاها إياها العامل بالمصنع منذ لحظات .. لتخرج من الغرفة مندفعة بتجاه الغرفة التى إتخذها مكتب له .
طرقت بابها پعنف تبعت بأن فتحت الباب بسرعة لتغلق خلفها بقوة جعلته يصدر صوتا عاليا .
بحثت بعينها عنه بأرجاء الغرفة فلم تجد أحدا .. أنتظرته لدقائق ظننا بأنه خارج الغرفة وسيعود ولكنها إكتشفت عكس ذلك .. إنه غير متواجد !
هزت رأسها بإرهاق واضعة يدها على جبينها لقد تحاملت عليها المشكلات فجأة .. سقطت جميعها على رأسها بقوة وسرعة لم تحسب لهم حساب .. وأكبر عقبات حياتها تتمثل به .
من يعلم كل مداخلها ولا تعلم عنه شيئ .. من يعلمها وتجهله .. من يستنزفها ولا تستطيع ردعه .
إنه ذلك الرجل الغامض .. محتل حياته الأخير .. إياس الشريف .
رغم كل الأحقاد التى تسيطر على تفكيرها فى تلك اللحظة لوالدها الذى كان السبب الرئيسي فى كل ما يحدث لها الأن .. إلا أنها ترغب بمقابلته بشدة ..
ليس حبا به بالتأكيد .. ولا خوفا عليه اوقلق إن ظن ذلك ولكن الأهم هو المطلوب .. والأهم هى علاقة إياس الشريف بوالدها .
ما فعله والدها فى الماضى لإياس هو المراد ..
نهضت ببطئ لتقف أمام مكتبه بينما عيناها تدوران على سطحه بسرعة متفحصة .. 
لم يكن هناك أى شئ غير عادى .. أوراق بلا قيمة .. وغيرها من الأشياء إلا من صورة كانت مدارة لها .. 
فإلتقطتها بسرعة لتديرها وتجدها صورة قديمة لطفل مع سيدة ثلاثينية العمر .
دققت إلى ملامح الطفل الذى تجاوز السادسة من عمره .. لتجد إياس!!
فتح باب الغرفة حينها ليدخل إياس بإندفاع .. إلا أنه توقف حين وقع بصره عليها واقف أمام مكتبه تمسك تلك الصورة .
ظل للحظات كل شيئ على موضعه .. هى لاتزال تمسك تلك الصورة وتقف مولية إياه ظهرها .. وهو لا يزال يقف مكانه ينظر إلى ظهرها بلا تعبير .
ليكون أول من خرج من حالة الجمود .. حين تحرك ببطئ ليقترب ويقف بجوارها ويقول بجدية 
_ نورتى
 

تم نسخ الرابط