استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


غير صحيحة .
إذا فهناك تعاقيد بالأمر .. فكر راشد قليلا قبل أن يقول بحسم 
_ عاوز تفاصيل .. يعنى عرفت نهاد أزاى فى ألمانيا .. إيه المشكلة اللى تخلى أهلها رافضين أرتباطكم 
نظر سيف إلى نهاد قليلا قبل أن يحسم أمره ويقول بهدوء 
_ أتعرفت على نهاد فى الشغل .. كانت بتشتغل معانا متدربة وكنت المسئول عن تدريبها .. وحصل أنى أعجبتك بشخصيتها وطلبتها من مديرى .. وهو وافق وكان عاوز يكتب الكتاب بس ظروف مرضه منعته ..

مشكلة عيلة نهاد إنهم كانوا عاوزينها لابن عمها .. علشان الورث ميخرجش بره إطار العيلة .
صمت سيف منهيا ما لديه من حديث لينظر راشد إليها قليلا بصمت .. بينما عقله يحلل القصة التى سمعها لتوه .. ليتخذ بالنهاية قراره ويقول مبتسما 
_ أنا هقف مع نهاد علشان ترجع ورثها .. أنا واثق أنها أختارت صح وإنك الشخص المناسب .
لم يكن قراره بناءا على كلامها .. بلى كان قليلا ولكنه لديه خلفية عن حياة شقيقته .. فلم يكن من الجيد أن يخرج فجأة من الظلام ليتفاجأ بحياتها ... ومما عرف عن عائلة والدها ومما حكت له والدته عنه ... يستطيع القول بثبات أن أخته على حق وأنها بحاجة إلى مساعدته .
إتبع قوله بأن أكمل 
_ مش هقول أنهم أول ما يعرفوا حقيقتى هيوافقوا على زواجك او يدوكى حقك .. لكن أنا عامل قوى فى أنهم يرضوا ولو شكليا قدام الناس .
اومأت برأسها بثبات .. تعلم أنه على حق... ولكنها ستنتظر النتيجة وعلها تكون مرضية .
أنتبهت فجأة حين نهضت ليقول معتذرا 
_ آسف أنى جيت فجأة من غير مواعيد .. بس عارف أن حاجة زى كده كان لازملها مقابلة .. 
أنا عيشت فى مصر مدة طويلة ... وهفضل فيها الفترة دى معاكى .. وبعدها هسافر فرنسا .
وإن شاء الله المرة الجاية هعرفك على خطيبتى براء .. هى كمان مصرية وبتمنى ليكم حياة هادية ..
ودع سيف ونهاد وغادر منزلهم .. ليتوجه إلى سيارته حيث إلتقط هاتفه ليحادثها قائلا بحب حين فتح الخط 
_ شكرا .
قابله صمت كئيب من الطرف الآخر قبل أن يسمع صوتها 
_ العفو .
أغلق الهاتف متنهدا يشعر براحة غير معتادة .. يبدوا أن براء قد صدقت حين قالت بأنه سيتغير بعد لقائه بشقيقته .
....................................................................................................................
_ عاوزة أشوفها .
كانت تلك العبارة الوحيدة التى قالتها زهور حين بدأت تستعيد وعيها بعد بكائها الحزين لفترة .. فاومأ لها برأسه فى صمت .. 
ليغيب بضع دقائق ويعود طالبا منها أن ترتدى ثيابها .. وقد فعلت على عجل .. شاعرة بأنها على موعد .
بلى إنها كذلك .. فهى على موعد مع الحقيقة على موعد مع إنكشاف حقيقة القتل التى طال اختفائها .. على الموعد مع رؤية عمتها التى لم تكن تعلم بوجودها ..
بعد ساعة .. إنتقلت خلالها من قرية لآخرى كانت تقف أمام ذلك المشفى الذى أخبرها عنه أدهم .
لم تشعر بقسۏة كلمة مصحة نفسية إلا حين وقفت أمامها .. تنظر إلى سورها العالى كقلعة تخاف أن يهرب سجنائها .. بوابتها من الحديد الصلب .. وكأنهم مقدمون على دخول سجن عتيق .
كانت قديمة مهترئة تجذم بأنها غير صالحة للإستخدام البشرى .. إلا أنها كانت تستعمل .
أخذت نفسا عميقا قلب أن تخطوا أول خطواتها خلف أدهم داخل ذلك المكان الغريب لتتشبث به لا إراديا خوفا من القادم .. فقلبها المنقبض يدل على شدة إرتعابها .
وهو أبدا لم يقصر .. بل إحتضن يدها برفق ابتسم لها مشجعا .. قال لها بأن حياتهم ستبدأ قريبا .. حين ينتهى الماضى .
وقد صدقت وحلمت بافتتان بأنه سيحدث !!
دخلا إلى مبنى المشفى بعد السير فى حديقتها إلى أن وصلا لمكتب الاستقبال .. فواجهتم ممرضة واجمة الوجه سألها أدهم عن عمة زهور فنظرت لهم مستغربة قائلة بتعجب 
_ طول السنين اللى إشتغلتها فى المستشفى دى مكنتش أسمع أن حد جه زار زهيرة .. ودلوقتى وفى الوقت ده جايين تزروها ناس غريبة !
نظرت زهور إلى أدهم بإستغراب .. ليلتفت إلى تلك المرأة ليسألها باستفسار 
_ يعنى إيه .. حضرتك تقصدى إيه 
نظرت الممرضة بين وجهيهما لتقول بسأم 
_ تقربولها إيه الأول 
تحدثت
حينها زهور قائلة بإرتجاف 
_ بنت .. بنت أخوها .
شملتها الممرضة بنظراتها المتفحصة .. لتقول بخبث 
_ بس أنا معنديش دليل إنك تقربيلها ... ومينفعش أدى معلومات المرضى لحد غريب .
شعرت زهور حينها بقلبها سيتوقف من شدة إنفعاله .. لا ينقصها ابدا تلك المرأة المستغلة إنها ستموت من الإنفعال لتقابل عمتها وتلك المرأة تتلاعب بها أكثر .
نظرت زهور حينها إلى أدهم .. الذى إقترب منها هامسا فى أذنها 
_ مټخافيش .. ثوانى وهنعرف كل حاجة .
وبالفعل ثوانى وقد تم إرضاء الممرضة اللعوب ببضع وريقات مالية .. لبتسم برضى وتقول ببساطة غير مهتمة 
_ زهيرة بتحتضر زى ما بيقولوا .
شهقت زهور پصدمة .. لتشعر بأن قدماها
 

تم نسخ الرابط