استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


وتشارك بصمتها فيما سيفعل حسام .. أو تتحرك وتخبر أحدهم .
وقد فهم !!
فلحظة واحدة وكانت أظافره تنشب فى رقبتها بضراوة .. وصوت مزمجر بشراسة فى أذنها قائلا 
_ متفكريش حتى .. مجرد التفكير يا شذى فيه روحك خليكى عاقلة وأقفى مع الكفة الرابحة .. لإنك للأسف مش هتقدرى تعملى غير كده او إنك تبقى معاهم وتكون نهايتك معاهم وعلى إيدى .. 

الخيار خرج من بين إيدك من زمان يا شذى .
حاولت شذى التنفس تحت وقع يديه الضاغطة على عنقها وكأنها ستخنقها بالفعل إلى أن سعلت بشدة فخفف من وقع أصابعها ببطئ إلى أن نزعها عنها .. 
ليلتفت بهدوء عائدا إلى كرسيه ليضع قدما فوق الآخرى ويقول بتسلط 
_ تقدرى تقومى تجهزى حاجتك علشان هتنورينى شوية .
مسدت شذى عنقها پألم .. لتسأله بصوت متحشرج 
_ هنروح فين 
عاود حسام الضحك بطريقة جعلتها تجزم بأنه مريض نفسى وبحاجة ماسة للعلاج بأسر وقت ..
بينما إتبع قوله ببساطة مستنكرا 
_ من أمتى يا شذى أنت بتسألى الاسئلة دى .. حسام يأمر وأنت تطيعى .
شعرت شذى بإهانة فى كلماته .. فقالت پحقد 
_ زمن العبيد أنتهى يا حسام .. وأنا عمرى مكنت جارية تحت
رجلك .. وإن كنت معاك كسبانة فأنا عاوزة أكون خسرانة مع غيرك .. 
أنت إنسان مريض يا حسام ولازم تتعالج ... هوسك بالإنتقام من مؤيد بدأ بفكرة أفتكرت أنها أحسن عقاپ ليه وصدقت أنه لازم يتعاقب علشان اللى عمله مع مرام ..
لكن لما أتعاملت مع مؤيد إكتشفت أنه ميستحقش يتعاقب على حاجة هو معملها .. وأن أكيد فيه حاجة ورا مرام مش عادية زى حياتها اللى كانت كلها مش عادية .
كلنا كنا عارفين ان مرام غير سوية وبتحب ټأذى نفسها واللى حواليها .. ومع ذلك كنا جنبها علشان نساعدها .. لكن أحنا ظلما مؤيد .
فوق يا حسام .. مؤيد مش هو عدوك عدوك ممكن يكون أقرب إليك من أى حد .. لأن عدوك جواك .
أنهت شذى كلماتها لاهثة .. وكأنها أخيرا أخرجت كل ما بداخلها تجاه حسام .. قالت كل ما كان يؤرقها .. قالت ما تظنه صحيحا لتنتظر رده الذى طال بصمته ولا تعبير الذى حل وجهه .
لتنتهى حالت السكوت بقذيفة كلامية غير متوقعة تمثل فى كلمتين سوداوتين 

الفصل 34
بعد اسبوع
خلال ذلك الاسبوع لم تترك المشفى مرة واحدة .. ظلت تراقب الغرفة بأمل كغريقة تتشبث بحبل النجاة الأخير .. كحلم تعبت كثيرا عليه ولا تفكر فى تركه .
وكذلك كان هو .. كان يلازما طوال تلك الفترة يتمنى مثلها ألا يفقد العمة .. ف فقدانها يعنى فقدان قصة القتل .. وضياع نسبة بقاء حياة بينه وبين زهور وهو لا يريد ذلك .
ولكن ليس هناك شيئا بالتمنى !!
وها هو الطبيب يطلب منها أن تدخل وتلقى نظرة أخيرة على عمتها قبل فصل الأجهزة عنها ..
رغم قسۏة تلك اللحظة التى تعاد على مسامعها للمرة الثانية .. إلا أنها فعلتها قاومة شعور الخۏف بداخلها ودخلت لترى عمتها لأول مرة فى حياتها !!
وقفت أمام السرير الذى مدد عليه جسدها .. نظرت بعيون دامعة إلى وجهها .. تفحصته بدقة .. لتجد بأنها تشبهها !
إنها الصورة الحية لعمتها !!
كانت هى نفس الملامح ولكن كساها الإرهاق وتعب سنوات .. أضاعها إنهاك العمر الذى مضى بسرعة كخطڤة عين .
حاډثة واحدة فى حياتها حاډثة وقعت دون ذنب منها كلفتها باقى حياتها كلها !!
لماذا نعاقب على ما لا نقترف من أخطاء 
لماذا 
كان هذا السؤال هو شاغلها الوحيد منذ علمت قصة عمتها .. قبل كانت قصة والدها والأن قصتها !!
هى عقبت على شيئ ليس لها دخل به بل ليس لها دراية به .. وها هو الزمن يجسد لها أنثى عوقبة دون سبب مثلها .
إقتربت أكثر من فراشها .. لتنظر إلى عيناها المغلقة يداها التى كستها التجاعيد الخفيفة ترتكز على بطنها بسلام .. وجهها الشاحب أكد بأن خيط الأمل ...... قد إنقطع !!!!
إنحنت ببطئ تقبل جبينها .. وتلتقط كفها البارد لتقبله .. لتضعه برفق على سطح الفراش .. وتلتفت مغادرة الغرفة .
خرجت من غرفة عمتها بالمشفى لتنظر إلى ذلك الذى يقف مستندا بجذعه إلى الحائط يراقبها بشرود .
إقتربت منه ببطئ لتقف أمامه مباشرة وترفع رأسها إليه لتلاقيه بعينين زائغتين مبللتين بالدموع وتقول بصوتا باهت مټألم 
_ عمتى ماټت .
كم هى عبارة باردة فى المعنى ... ومتوحشة فى الحقيقة .
لقد ضاع مفتاح الامل لمعرفة قاټل والده !!
ماټت العمة وماټت معها قصة الماضى .
الشك يبنى جسورا تؤدى إلى الكراهية ...
فهل يستطيع .. فهل يستطيع الاستمار معها .. فنظرة الشك بعينه لن تمحى ونظرتها التى تتهمه پقتل والدها ستبقى قائمة .. 
إنها النهاية لقصة عشق أسود خط تحت وقع الإنتقام !
إلتفت موليا إياها ظهره ليسير وحيدا تاركا إياها خلفه .. تنظر فى أثره بوجوم !
....................................................................................................................
أين وضعت هاتفها .. لقد تركته هنا
 

تم نسخ الرابط