استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
تستطع !!
فهربت جريا من أمامه .. لتتجه إلى مكتبهاو تجمع حاجياتها بسرعة .. لتغادر الشركة .
تمالكت نفسها خلال تلك المدة الفاصلة بين هروبها من أمامه ووصولها منزلها .
أول ما فعلت حين دخلت منزلها هو رمى حقيبتها ورمى جسدها على الأرض لتطلق لحنجرتها وعينها العنان .
فصړخت .. صړخت حتى تحشرج صوتها بكت ..بكت حتى تورمت عيناها .
لقد ضاعت نفسها وللأبد !!
....................................................................................................................
لماذا نختار الصمت بينما نملك القدرة على المواجهة !
لماذا نحزن ونحمل قلبنا المزيد من الهموم .. بينما نستطيع تخفيفها .
_ جمعى حاجتك هنرجع النهاردة .
كانت تلك عبارته الوحيدة الهادئة قبل أن ينصرف ليختفى خلف باب غرفته .
من بعد ما قال و بعد ما قالت .. لا مجال للحديث ثانية الأفضل أن تنفذ ما طلبه منها .. فبقائهما سويا لن ينتج سوى القټلى .
عادت إلى غرفتها لتجمع حاجياتها كما طلب .. ولكن إستوقفتها تلك الصورة التى تلازما لسنوات .
كانت صورة لفتاتين فى مرحة المراهقة ترتديان نفس الزى المدرسي .. إحداهم تنظر لكاميرا التصوير بابتسامة عريضة .. والآخرى تنظر إلى الإتجاه الآخر بابتسامة صفراء باردة .
أعادت الصورة إلى حقيبة السفر .. لتكمل تجميع حاجياتها .
بعدما أنتهت وضعت حقيبتها جانيا وتوجهت إلى غرفة أوس ..
_ عاوزة أتكلم معاك .
رفع حاجبه باستغراب .. إلا أنه ابتلع دهشته ورد بهدوء مماثل
_ استنينى تحت .
فعلت ما طلب وسبقته لغرفة الجلوس لتقف تراقب البحر الهائج من النافذة ..
الجو غائم يبدوا أنها ستمطر !
_ أتفضلى .
إلتفتت ببطئ لتجده يقف فى نهاية الغرفة عاقدا ذراعيه مستندا على الحائط خلفه بجذعه .
_ أسما تبقى إيه بالنسبالك .
بدت الصدمة ظاهرة على ملامحه .. للحظات عم صمت مشحون عبث خلالها الإرتباك بملامح وجهه الشاحب ..
أسما .. اسما أعاد له ذكريات بعيدة .. ذكريات قد ظن بأنه نسيها بينما قد تركت أثرها بداخله واضحا !!
أسما .. أهلة هل وقع بشرك أعماله
أن يقول بشرود
_ مراتى السابقة .
عقدت أهلة حاجبيها بعدم تصديق لتكمل متسائلة بشك
_ متأكد
أجابها أوس بثبات
_ أيوه .
صمتت أهلة لثوانى تتستشف خلالها مشاعره من النظر إلى عينيه .. إلا إنها لم تقدر على فهم الكثير من المشاعر فعاودت السؤال
_ ايه سبب مۏتها
إهتزت حدقتا أوس بإرتباك وكاد يتحدث إلا أنها سارعت بمقاطعته قالها بصرامة
_ بلاش كدب .. أعتبرها لحظة صراحة مع نفسك قبلى .
ابتلع أوس ريقه الجاف .. ليأخذ نفسا عميقا ويقول
_ أظن ان من حقى أعرف ايه اللى أنا فيه .. قبل ما تطلبى قصة أسما .. قوليلى أنت تعرفيها منين إيه علاقتك بيها .. وإيه علاقتى بيكى قبلها .
أخفضت أهلة ناظريها قليلا بتفكير لتعاود رفعها قائلة بثبات
_ أسما تبقى ... تبقى
....................................................................................................................
_ وصلنا .
قالها الملثم ببرود قبل أن يخرج من السيارة ويلتف حولها ليتجه ناحية الباب المجاور لها ويفتحه .
خرجت ميساء ناظرة إليه بسخرية .. لترى ابتسامته اللامعة تبرق فى عينيه بنصر .. فأشاحت عنه شاعرة بالڠضب .
لقد أمت ثلاث ساعات حبيسة تلك السيارة مع ذلك الرجل اللعېن .. إلى أن وصلا أخيرا إلى ذلك المكان الغريب ..
حين دلفت إلى ذلك المكان تبين لها أنه مجرد مخزن !
مخزن كبير يحوى الكثير من البضائعة المعلبة فى علب كارتونية ضخمة .
إلتفتت لتنظر إليه مستنكرة .
_ مش خاېف على البضاعة دى !
ضحك حسام بإستهزاء ليجيبها بلامبالاة
_ لأ مش خاېف .. بالرغم أن البضاعة تمنها يضرب فى الملايين .. بس مش أنا اللى هيخسر .
تلبست الصدمة ملامح ميساء فبدت جليه فى تقطع حروف كلماتها
_ الب .. البضاعة تخص مؤيد !!
اومأ برأسه ببطئ مستلزا بنظر الخۏف التى سكنت عينا ميساء .. ولكنها سرعان ما تلاشت حين صاحت ميساء بحدة
_ أنت أكيد مچنون .. ليه كل ده .. ليه ټنتقم من مؤيد بالبشاعة دى
مهما وصلت اخطائه مش لازم تعاقبه كده !
اخفضت حسام رأسه قليلا بتفكير لحظات صمت تلتها ضحكاته التى تعالت پجنون ليتبعها قوله الهازئ
_ مش كلنا بنعاقب زيك يا ميسا .. مش كلنا طيبين وبنصفح عن الناس ..
فيه حجات منرش نسامح فيها .. وأولهم القتل !
كان رد ميساء حين سمعت كلمة قتل صيحة حادة مستنكرة ببسالة
_ أنت كداب .. مؤيد ابدا مش هيقتل حد ابدا .
سار حسام بهدوء فى المكان متفقدا العلب الكارتونية الضخمة .. ليستقر فى النهاية على إحداهم ويجلس عليه واضعا قدما فوق الآخرى بتعالى .
_ فعلا .. مؤيد مقتلهاش بس كان الدافع لقټلها .. مؤيد لعب فى الوقت الضايع وللأسف أنه كسب ورجع خسر .
كفاية عليكى لحد دلوقتى .. هنحتاجك قريب .
ما إن
متابعة القراءة