استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


أنهى كلماته حتى شعرت بأحدهم يضع شيئا مخدرا على أنفى من الخلف .
تململت قليلا محاولة الابتعاد عن ذلك الشخص المجهول إلا أنها لم تقدر فاستسلمت للظلام الذى استحكمها .
....................................................................................................................
ابتسم بسعادة حين رآى رقم اخته ينير هاتفه.

خلال تلك المدة لم يتصل بها .. بل كان يعرف معلوماتها من زوجها والذى رغم بغضه له إلا أنه تنازل وحاډثه من أجلها .
بطبيعة الحال مع زهور فهى لا تحب التواصل مع أحد حين تكون حزينة أو منشغلة فلم يفعل ويتصل لأنه يعلم بأنها لن تجيب .. 
ولكن معنى اتصالها به الأن .. أنها قد صفحت عنه وتناست ما فعل .
فتح الخط بلهفة وقبل أن يسألها عن حالها او يتحدث بأى شيئ كان صوت زهور القاسى يضرب أذنه بكلمات ثقيلة بالمعنى 
_ عمتى ماټت .
ماذاااااا عمة .. عمة من تلك 
هل تعنى حقا زهور كل حرف تنطق به ! .. أم أنها اخطأت الإتصال 
تسائل محاولا فهم ما ألقته بوجهه 
_ عمة مين 
زفرة طويلة هى ما وصلته .. تلتها بقولها الهادئ 
_ عمتنا يا سيف .. أخت بابا الله يرحمه .
أنتبه فجأة سيف فى مجلسه ليصيح بإنفعال 
_ أنت متأكدة يازهور من اللى بتقوليه .. بابا كان ليه عمة .. وأنت لقيتيها .. وهى أتوفت 
عاد الصوت البارد اللامبالى يضرب سمعه 
_ مش دلوقتى ياسيف .. انا محتجاك تقف جنبى علشان نقدر نثبت قرابتنا ليها وڼدفنها فى مقاپر العيلة .
نهض سيف من مكانه ليقول بإرتباك وهو يجمع حاجياته 
_ فين .. أقصة انت فين دلوقتى 
نظرت بشرود من الزجاج لتجيبه بارهاق 
_ فى قرية اسم المستشفى 
_ وهو فين 
أغمضت حينها زهور عينيها لتنساب دمعة وحيدة من مخبأها ولكنها مسحتها بسرعة لتجيب بثبات 
_ أنا لوحدى وعاوزاك جنبى .
صمت سيف حينها للحظات قبل أن يقول بهدوء 
_ خلاص هجيلك حالا .. مټخافيش أنت مش لوحدك أنا معاكى .
اومأت زهور برأسها لتغلق الهاتف بصمت شاعرة بالخذلان يتملك جسدها حتى عظامها فتهاوت پألم على الكرسى .
.الفصل 35 
مضت الساعات بسرعة عجيبة .. ساعة ترجل تلازمها شقيقتها .. إلى ان تفاجأت بنفسها توضع أمام الواقع المرير .
لقد وصل أخاها منذ بضعة ساعات تولى أمر المشفى وساعده الدكتور عمرو لإثبات قرابتهم بعمتها ..
وخلال القليل من الوقت .. كانت الاجرائات الروتينية للډفن قد تمت .
شعرت بأحدهم يجلس بجوارها مزفرا بإرهاق فنقلت نظرها إليه ليتجد أخاها .
ابتسم بحزن وهى تنظر لوجهه الحزين المرهق.
_ آسفة ياسيف .
إلتفت إليها سيف عاقدا حاجبيه باستغراب ليسألها متعجبا 
_ آسفة على إيه 
دمعت عينا زهور پألم وهى تشيح عنه قائلة بصوتا متهدج 
_ آسفة أنى مسمعتش كلامك وروحت معاه .. كنت غلطانة افتكرت أنى ممكن أغيره .. بس للاسف هو غيرنى .
نظرت سيف إلى وجه زهور الباكى بأسف يشعر بأنه مقيد بأغلال حكمته منذ فترة ... منذ عاد ليفاجأ بأخته متزوجة ومطلقة !!
تلك الأغلال اللعېنة لا تكاد تترك له المجال كى يتحرك .. أو يجيد أتخاذ خطوته .
حاوطها بذراعه مقربا إياها منه لتستند برأسها المتعب من كثرة التفكير على كتفه .. 
فقال سيف متنهدا بتعب 
_ مش مصدق لحد دلوقتى اللى أنا فيه .. عارف أنه مش وقت اللى هقوله بس أزاى متقوليش أن عمتى عايشة .. او كانت عايشة.
أغمض زهور عيناها بتعب لتجيبه بخفوت 
_ وانا مكنتش مصدقة يا سيف .. لكن كل حاجة جت بسرعة .
كان عندى عيلة بيجمعها الحب والمودة وفجأة أختفى العمود الرئيسى فى العيلة وإنهارت وكل واحد راح فى طريق .
متخيل أن الوحيدة اللى تعرف قصة القتل ماټت متخيل أن بابا هيفضل فى نظر أهل بلده قاټل وهارب .. أنا مش قادرة أصدق اللى بيحصل معانا .. 
أنهت زهور كلماتها بصوتا باكى متقطع فربت سيف على ظهرها برفق .. لا يعلم ماذا يقول او يفعل فى مثل تلك اللحظة .. فهو لايزال على أثر الصدمة ..
صدمة التهمة الملقاة على والده .. صدمة وجود عمته ثم اختفائها للابد .. صدمة بقاء شقيقته وحيدة حائرة وضعيفة .
لن ينكر القول .. إنه الأن فى أضعف وأشد حالاته تشتتا .
ولكن ما
يراود عقله ويشغله بشدة هو فكرة واحدة وهى أن يتجه لزوج أخته النذل ويلقنه درسا فى كيفية أن يصبح رجل .
ولكن عليه التريث الأن .. سيدفن عمته فى البداية ويتلقى عزاها ثم سيتفرغ له فأبدا لن يصفح عنه لكل ما فعله باخته .
همس محاولا تغيير مجرى الحديث 
_ أنا هكلم ماما زمانها قلقانة علينا لما نزلت مقدرتش أقولها عن مۏت عمتنا .. بس يارب تقدر تستحمل .
اومأ له زهور برأسها فنهض متهجا إلى أحد الزوايا فى الممر لكنها استوقفته قائلة بهدوء شارد 
_ هنزل أجيب حاجة أكلها من الكافيه عاوز حاجة 
_ ياريت قهوة علشان أقدر افوق .
اومأت له ثانية وإلتفتت مغادرة .
بعدما أحضرت ما أرادت من الكافيه إتجهت إلى حديقة المشفى الخلفية .. لتجلس على أحد الكراسى المتهالكة .
نظرت زهور
 

تم نسخ الرابط