استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


فجأة أترمت فى وشى مش قادر أستوعبها ولا قادر أتخذ رد فعل مناسب .
حاسس أنى زى اللى أترمى فى متاهة ومش قادر يخرج منها وأكتر حاجة تعبانى أنى مش عارف أتعامل أزاى مع زهور .. مش دى زهور اللى ودعتها قبل سفرى مش دى زهور اللى اعرفها .
أنهى كلامه متنهدا بتعب لتشعر نهاد بأن كلماته تجرحها وتؤلما مثلما تؤلمه .. 

إن كان قد عجز عن إختيار افضل الحلول فى مثل تلك اللحظة فماذا ستفعل له وهى تستشعر نفسها أكثر ضياعا منه .
الموقف يحتم أن تتدخل بقوة وتدعمه بشكلا خفى كى يتخطى أزمته ولكنه تجد نفسها بتلك اللحظات أضعف منه!
بللت شفتيها المتشققتين بلسانها لتقول محاولة الحصول على أكبر قد من الصلابة 
_ أنت تقدر يا سيف تقدر تقف جنب اختك .. تقدر تقف فى جنازة عمتك .. تقدر تستحمل اللى جاى لإنى أعرفك دايما رجل حكيم .. صابر شجاع .
مش هقولك أخفى مشاعرك وأدعى القوة والصلابة لكن أختار أفضل حل يريحك أنت وزهور ..
قرب منها فى الفترة دى أدعمها ولو بنظرة إسندها لو وقعت .. متبينلهاش إنك محتار زيها متسألها عن التفاصيل دلوقتى .. متسألها عن زوجها استنى لحد ما تيجى هى وتقولك ..
متفتكرش أنها مش بتثق فيك لأنها لو كانت كده مكنتش لجأت ليك لما بقت لوحدها .. زهور عنيدة وقوية لكن لكل واحد نقطة ضعف ونقطة ضعفها كانت فى قلبها فبلاش تزيد الحمل عليها واصبر .. أنا متأكدة من إنك قدها .
اخفض سيف رأسه مبتسما بحزن ليرفعها ثانية ناظرا امامه بشرود قبل أن يسألها بخفوت 
_ زهور ممكن تسامحنى 
قالت نهاد بهدوء 
_ زهور سامحتك قبل ما تطلب .
_ لكن أنا سبب اللى هى فيه أنا السبب فى أنها تتجوز الراجل ده .. أنا السبب أنها تبقى وحيدة أنا اللى مكنتش جنبها من الأول لما إحتاجتنى .. انا كنت بعيد وهى بتطلب أنى أرجع أنا كنت أنانى وهى بسببى بتعانى .
خفت صوته فى آخر كلماته بحزن إلا أن نهاد قالت بصوتا صاخب مرتفع 
_ أنت غلطت فى بعدك عنها ماشى لكن الحياة مشاغل .. وده حقك أيوه أنت غلطت لكن مش لازم تحمل نفسك كل حاجة .. بدل ما تلوم نفسك على كل اللى بيحصل فكر فى أزاى تخرجها من اللى هى فيه أزاى ترجعلها ثقتها بيك .. أزاى تساندها فى لحظة هى مش عاوزة حد يشهد ضعفها ..
إنك تحمل نفسك الذنب وتعاقب نفسك باللوم والعتاب مش هفيدك أو هيغير حاجة زهور محتاجة منك صبر .. صبر ونفس طويل مۏت عمتك مش اللى كسرها .. بعد زوجها عنها وأنه تركها هو اللى عمل فيها كده .
ابتسم سيف على الطرف الآخر بمرارة قائلا
_ للاسف .. زهور مش هتقدر ترجع لنفسها إلا برجوعه زهور بتحبه بجد .. الحالة اللى فيها لأنها عارفة أنهم مش هيقدروا يكملوا مع بعض ولانها عارفة انه هيتعب بسبب الماضى .. زهور خاېفة عليه وخۏفها وحزنها
هو اللى وصلها للحالة دى .
نظرت نهاد إلى الهاتف بيدها بعدم فهم أحقا قد يحب أحدهم بتلك الطريق .. أيصل به الحب كى ېخاف ويحزن على من تتذب على يديه !!
زهور رقيقة وقوية بذات الوقت إلا أنها لم تتصور ان تكون حساسة بتلك الدرجة !!
تسائلت نهاد بحيرة وهى تشعر بأن الأمر أكثر تعقيدا مما ظنت 
_ هتعمل ايه !
سمعت زفر سيف المرهقة إتبعها بأن قال بوجوم 
_ هقف معاها وأساندها لحد ما تمر الفترة دى بعدها لازم أقابل الحق .. أقصد أدهم لازم أفهم منه باقى القصة .. وأزاى عرفوا مكان عمته وليه مكناش نعرف عنها حاجة طول السنين دى .. عندى اسألة كتير ومفيش غيره هيقدر يجاوبنى .. بس الفترة دى تعدى .
اومأت نهاد برأسها لتتوقف بعدها بثانية شاعرة بالغباء فسارعت القول 
_ ربنا معاك .. بس ...
عقدت سيف حاجبيه مستغربا ليسألها 
_ بس إيه 
_ ماما ..
زفر سيف واضعا يده على جبهته بارهاق يا الاهى لم يكن ينقصه سوى أمى والدته التى سيقلب عليها مۏت عمته الالامها .. وستعاد التسائل على مسامعه مستنكرة .. 
لو كان بيده فلم يكن ليخبرها يكفى انها لاتزال متعبة وحزينة بعد مۏت والده .. فماذا بعمته التى بالطبع لم تكن لتعلم عنها شئ .
_ قوليلها يا نهاد .. بس خليكى جنبها أنا بكره هكون عندكم ان شاء الله .
تمتمت نهاد موافقة لتودعه بقولا لطيف ليغلق الهاتف مغمضا عيناه بإرهاق ومستند بظهره على الحائط من خلفه .
....................................................................................................................
_ بدون مقدمات ياميس .. أنا عاوز أتقدملك .
ابتسمت ميس بهدوء متزن لتقول
_ اظنك تملك رقم والدى .
أخذ قصى نفسا عميقا قبل أن يجيب 
_ ايوه .. لكن أنا عاوز أكلمك الاول قبل ما أتقدم .
أنت عارفة أن مراتى توفت فى حاډثة وأنى لسه مرتبط بيها .. وأنت كنت خلال الفترة دى بتساعدينى
 

تم نسخ الرابط