استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
على المضى قدما .
فإلتفتت ليتلقى التعازى وبجواره كان أدهم يقف صامدا .. بوجه قاسى متجمد .
بعد مغادرة جميع الناس إتجهت زهور إلى القپر المجاور لقبر عمتها .. لتجلس أمامه واجمة تنظر إلى أسم والدها بشرود .
لقد أنتظرت تلك اللحظة من زمن من ودعته فى نفس المكان .. تحتاج الان وفى تلك اللحظات الصعبة ضمته الحانية بسمته المتفائلة .. همسه القوى الدافع فى لحظات الشدة كتلك التى تعاشرها الأن ..
تشوت الرؤية من خلفت نظارتها بسبب غلالة الدموع التى إستحكمت عينها لقد أقسمت ليلة أمس ألاتبكى ثانية .. اقسمت أن تذرف آخر دموعها على صدره .. ثم بعدها لاتبكى ثانية ..
لكن مثل تلك الوعود أتخذت كى لا تفعل اتخذت كى يتم فصمها ..
ميساء .. رغد .. ونفسها كلهم تركتهم على قارعة الطريق .. لتجرى مثل العمياء خلف السراب وحين ظنت بأنها أمسكته .. تبخر بسرعة لم تتخيلها !!
شعرت بأحدهم يقترب ببطئ ليقف ورائها لم تحتج الكثير من التفكير كى تخمن بأنه هو .. تكفى رائحة عطره التى غزت حاسة الشم لديها ما إن اقترب .
أنتظرت أن يتحدث فلم يفعل ولم تكن لتفعل لذا تركت حالة الصمت تلك تتلبسهما .. بينما نظرهما مركز على مكان واحد .. اسم والدها .
_ البقاء لله .
لم يبدوا على زهور أنها سمعته للحظات قبل ان تتشكل ملامح السخرية على وجهها مع قول خفى فيك الخير .. إلا أنها
تماسكت قائلة بصلابة
_ الدوام لله وحده .
أجابته بإعتياد كأى شخص غريب لا تعرف وقد وصلت الرسالة له فقال بنفس الهدوء
_ لو أحتجتى أى حاجة .. أنا موجود .
_ الكل موجود علشانى .. علشان يغنونى عن العوزة ليك .. أتفضل يا باشمهندس .. أظنك أديت الواجب .
ظل أدهم للحظات واقفا أمامها شامخا دون أن تهتز له شعرة ولكن ملامحه بعد لحظات بدأت تأخذ شكل اللين .. والحنان !!
ثقة بالنفس لا محدودة .. عليها اعطائه وسام الاستفزاز العالمى ببروده المغيظ وإتزانه الامحدود .
على من كانت خائڤة هى ! .. على هذا الرجل الثلجى .. القادم من القطب الشمالى !!
على من !!!!!
بحث بكلماتها جيدا عن عبارة تفيد فى استفزازه او على الأقل ټهديد جبل الجليد وجعله يحدث أنهيار ثلجى علها تتمتع قليلا بمرآه يغضب مثل باقى البشر الطبيعيين ..
ولكن بعد بحث دام لدقائق لم يقاطعه هو خلالها أعلنت الراية البيضاء .. لايوجد ما يثير غضبه .
زفرت بحنق محاولة إخراج أكبر قدر من الطاقة المختزنة بداخلها لتقول بهدوء متماسك
_ اظن كده كفايا يا أدهم .. كل واحد لازم يروح فى طريقه وبتمنى اجرائات الطلاق تخلص بسرعة .. سلام .
إلتفتت بعد كلمتها الأخيرة مغادرة إلا أنها توقفت مصډومة حين سمعت رده الهادئ
_ للاسف يا زهور .. أنا مش ناوى أطلق لو مصرة اوى على الطلاق .. فيبقا الافضل تروحى للمحكمة .. سلام .
أنهى كلماته بأن عدل من وضع سترته السوداء قبل أن يضع نظارته السوداء ويلتفت مغادرا مشيحا لها بيده .
ظلت للحظات تنظر إلى ظهره مصدمة قبل أن تلتف وتسير بشرود إلى أن وصلت لأخاها الذى كان يراقبهما من بعد مسافة قصيرة .
إستقبلها أخاها بأحضانه هامسا فى أذنها
_ قالك إيه
دفنت زهور وجهها بصدره هامسه پألم
_ قالى لو عاوزة أطلق أروح المحكمة .
ربت سيف على ظهرها بحنو .
_ مش مهم ... المهم إنك تخلصى منه وترتاحى .
شعرت زهور بالدموع الحارة تبلل وجنتها فهمست شاهقة بإختناق
_ برأيك ممكن أرتاح لو بعدت عنه
هز سيف رأسه ببطئ قبل أن يقبل رأسها هامسا
_ أكيد .
_ بس أنا بحبه !
_ وهو مكنش عاوز غير ينتقم منك !!
شهقت زهور حينها پألم .. فزاد سيف من احتضانها هامسا برفق
_ ان شاء الله هتكونى احسن .. خليكى واثقة من كده .
اومأت زهور برأسها وهى تبتعد عنه ستصبح افضل ..بلى ستصبح كذلك ..لن تسمح لأحدهم أن يؤلمها ثانية لن تسمح له بالإقتراب من حياتها .. سيكون الخط الأحمر الذى
متابعة القراءة