استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


تعبيرات الوجوه إلا أنها معه فقدت قدرتها على ذلك أو أنه هو من يتعمد أن يخفى مشاعره عنها كما اعتاد طويلا .
إلا ان قوله الذى جاء بعد لحظات الصمت تلك كان ضاربا لكل الاحتمالات متمثلا فى كلمة حلمت طويلا بأن تسمعها منه .
_ آسف .
أبتسمت زهور بمرارة .. بينما تجمعت الدموع بعينها ثانية لتكمل لوحة الأسى المرتبطة بوجوده .

يعتذر!!
أدهم يعتذر!!
بعد كل هذا يعتذر!!
لقد تأخرت كثيرا يا أدهم .. حتى فات الآوان!!
أكمل بهدوء قائلا 
_ اتأخر أعتذارى .. لكن لازم اقوله أنا آسف يا زهور على كل لحظة ألم عشتيها معايا .. على كل خطأ ارتكبته فى حقك وأنت سامحتينى من غير ما اعتذر ... بعتذر عن ظلمى ليك بعتذر عن الوقت الطويل اللى ضيعته من حياتك .. بعتذر عن قلبك اللى أتجرح كتير بسبب .. بعتذر ليك عن أدهم اللى كان سبب لألمك طول الفترة اللى فاتت .
بعتذر عن ماضى حملتك عقابه .
أخمضت زهور عيناها بأسى لتنساب دموعها برفق على وجنتها .. واحدة تلو الآخرى تتخذ مجراها على وجنتيها الناعمة .
شعرت فجأة بيده الخشنة تلامس وجنتها برقة تتلمس دموعها الساخنة .. لتزيلها ببطئ .
قبل أن يقترب هامسا بحزن فى أذنها 
_ أنت حلم جميل يا زهور أجمل حلم مريت بيه .. لكن للأسف مقدرتش أتمسك بحلمى رغم عنادى وقدرتى على كده .. بس....
فتحت زهور عينيها حينها لتقول بصوتا مرتجف 
_ بس انا بفكرك بالماضى أو انا مفتاح لقسۏة أيام الماضى اللى مش قادر تنساها .. أنا سر كل نظرة عجز ملت عينك فى يوم .. انا سر شعورك بالنقمة على نفسك .. أنا نقطة ضعفك وقوتك فى نفس الوقت .
أنا وأنت مش هنقدر نكون كده فى يوم من الأيام .. مش هنقدر نكون مع بعض لأن اللى واقف بينا أقوى من أننا نتخطاه .. أو حتى نقف ضده .
أنت مش هتنسى فى يوم أن قاټل والدك هو والدى وأنا مش هقدر أبعد الشك عنى أن قاټل والدى هو أنت ..
للأسف يا أدهم هى دى النهاية .. ده آخر الطريق هحاول أتحلى بروح رياضية وأقولك .. أتمنالك الخير مع غيرى .
راقب أدهم ملامح وجهها خلال كلامها فكانت تتحول من الرقة الحزينة .. إلى الصلبة القاسېة حتى أنتهت على تكشيرة مستائة.
فقال أدهم بهدوء وهو ينظر إلى السماء
_ للاسف زهور التوليب خاصتى مش هقدر أعمل كده .. مش هقدر أسيبك لأنى جزء منى ...كل اللى هقدر أقوله أننا محتاجين فترة راحة محتاجين نصفى قلوبنا من كل الاحقاد ونفكر كويس أدى لنفسك فرصى وأدينى فرصتى .. وان شاء الله هننجح .
ابتسمت زهور بمرارة وهى تراقب تعبيرات وجهه الهادئ لتهمس بخفوت
_ الفرصة ضاعت من زمان يا أدهم أنا وأنت شوهنا الماضى ومش هنقدر نتخطاه وإلا كنا أتخطناه من مدة طويلة .
أخفض أدهم ناظريه ثانية قبل أن يعاود رفعهما لينظر إلى وجه زهور بتمعن .. 
أشاح عنها بعد لحظات لينهض قائلا بهدوء
_ أحنا محتاجين وقت نرتاح فيه لكن ده ابدا مش نهاية الطريق .. أنا قررت أتخطى الماضى وأعيش لمستقبلى وأنت كمان هتتخطى الماضى بمساعدتى او من غيرها .
أنهى كلماته مغادرا بصمت بينتابها شكا خفى فى كونه لم يحضر من الاساس وكانت تتوهم إلا أنها استنكرت الفكرة فهى لم تصل إلى تلك الحالة بعد ولكن ان استمر أدهم على تقلباته الغريبة بكلامه الأكثر غرابة فلا شك أنها ستصل إلى حالة من العته .
أنت هتعيش وأنا وميسا ھنموت .. وده قمة
العدل
قالها حسام بشيطانية جعلت مؤيد ينتفض فى مكانه بړعب.
لم يكن حسام بحالة سوية لاستنكار كلامه بل على العكس تماما .. كان مندفعا بتهور لفعل كل ما يعذب مؤيد ويؤلمه.
شعر فجأة مؤيد بيدين تجذبانه بقوة كى ينهض نظر إلى الخلف ليجد أحد معاوني حسام يمسك به بقوة .
صړخ مؤيد بۏحشية محاولا دفع حسام عما ينوى
_ خذنى أنا بدلها .. أقتلنى أنا .
ضحك حسام بالمقابل ليصيح پجنون 
_ بجد الدور لايق عليك .. شابوه مؤيد عجبتنى .. ممكن تلتحق بمعهد للتمثيل هيناسبك جدا بعد المشهد ده .
حاول مؤيد التخلص من قبضتى ذلك الرجل إلا أن قوته الواهنة لم تكن لتفعل أى شيئ فقال صارخا
_ اللى أنت هتعمله يا حسام غلط صدقنى اللى بتعمله مش هيأذى حد غيرك .. فوق يا حسام فوق أرجوك مش عاوز أخسرك .
إقترب حسام فجأة من مؤيد بهدوء ليقف أمامه مباشرة ويميل عليه هامسا أمام وجهه
_ للأسف يا مؤيد .. الوقت فات بس قبل ما أمشى من الدنيا عاوز أقولك آسف .. آه آسف لأنى بصراحة بعاقبك وبعاقب نفسى معاك .. 
أنت كنت زيي عملت معاها مرام زى ما أنا عملت معاها يمكن أنا ساعدتها لكن نبذتها أما أنت فأوهمتها وخدعتها علشان لقيتها وحيدة ضعيفة وعلشان كده أنا بنتقم منك فيها
 

تم نسخ الرابط