استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


ثانية ...
لقد أكتفت من كونها لعبة يحركها والدها أينما وكيفما يشاء اكتفت من ان تكون لعبة أنتقام لإياس باشا الذى لا تعلم سبب أنتقامه منها .
أكتفت من ان تكون لعبة الجميع وحان دورها لتكون من تلعب بالجميع.
قالت رغد بمكر وهى تلحظ تردد والدها فى البوح بما لديه
_ إياس كان عاوز تنازل عن باقى نصيبى فى الشركة .. علشان تنضم شركتنا رسمى لمجموعة شركات المغيرى .

إتسعت عينا والدها أكثر لتبتسم هى بدها .. لابد أن تطرق على الحديد وهو ساخن كى تنجح فى الوصول لما تريد.
صاح والدها بإنفعال شاتما فقالت رغد بهدوء واثقة
_ أنا عارفة أن إياس بيلعب بينا عاوز ياخد الشركة منا بدعوى تجميع المصالح لكن الأمر
لسه مخرجش بين أيدينا .. لو قولتلى سبب دخول إياس لحياتنا فجأة وقتها ممكن أقدر أوقفه قبل ما ياخد اللى عاوزه .
أخفض مختار وجهه بضيق قبل ان يرفعه قائلا بخفوت
_ إياس كان ابن شريكى القديم .
ابتسمت رغد شاعرة بنفسها تكاد تنهض لتصفق بجذل لقد نجحت أخيرا فى أمر .. ووالدها سيخبرها بعلاقته بتلك العائلة.
لكن لحظة .. ابن شريكه!!!!! 
هل كان لوالدها شريك
دائما ما كانت تسمع أنه بنا أملاكه بنفسه دون أى مساعدة .. فما حكاية ذلك الشريك!
تركت فرشاتها حين شعرت به خلفها ينظر إلى اللوحة بتقييم كما إعتادت منه حين تنهى لوحة .
لقد تركت الرسم منذ فترة شعرت خلالها بأنها كالنبات بلا ماء لقد إكتشفت مؤخرا أنها تعشق الرسم لأنه الطريقة الوحيدة للتعبير عن نفسها .. فلم تكن الكلمات ابدا تسعفها فى وصف ما بداخلها .. ولكن رسم لوحة مضطربة الالوان هو ما كان يبدد مزاجها .
إلتفتت ببطئ لتنظر لترفع رأسها إلى سيف الواقف خلفها .
للحظات أستمر فى تفحصه للرسمة قبل أن ينظر إلى وجهها المرتفع له مبتسما بإرهاق .
تحدث سيف مشيرا إلى اللوحة
_واضح أنك بتعانى من إضطراب فى المشاعر مزجك فى الرسمة بين الجانب المظلم والجانب والمنير بيشير لجوانب السعادة والحزن .
ابتسمت نهاد برقة وسألته
_ عرفت ازاى .
إقترب سيف أكثر ليميل بوجهه حتى أصبح مقابلا لها فإستند بجبهته على جبهتها برفق قائلا
_ لأنى بقيت أفهمك .. أفهم المنحة اللى أخذتها من غير ما أحس أفهم إنك نهاد .. بتشكيلة مختلفة عن أى بنت شفتها .
توردت وجنتيها بخجل وهى تسمع للمرة الأولى غزله الرقية الراقى .
نظر سيف إلى عينيها الخضراء بعمق قبل أن يقول بحزن متأسف
_ آسف يا نهاد .. كان نفسى أعوضك.
حلت الحيرة على ملامحها ثانية إلا أنها سرعان ما فهمت عن ماذا يعتذر فقالت برقة ملامسة بيديها لحيته النامية
_ أنا مقدرة كويس اللى أنت فيه وعارف أن اللى حصل خارج إرادت وبعدين إن شاء الله خير .. كل تأخيرة وفيها خيرة .
غمزت بنهاية كلماتها ليبتسم سيف بالمقابل إلا أنه عاود القول بحزن
_ كان نفسى أشوفك بالفستان الأبيض .
قرصته نهاد حينها بوجنته الخشنة قائلة بامتعاض متذمر كطفلة
_ وأنت فاكر أنى هسيبك متعمليش فرح لأ أنت هتعملى فرح .. وكبير ومختلف وأنا هلبس فستان أبيض وأنت بدلة ... وهنكون زى أى أتنين متجوزين .
إحتضنها سيف بقوة متنهدا براحة .
_ شكرا لإنك وقفتى جنبى الفترة اللى فاتت .. كان ليكى تأثير كبير على زهور أنها تخرج من حالة الصمت اللى دخلت فيها .. وماما بدأت بمساعدتك تتخطى الموضوع .. شكرا ليك يا نهاد حاسس أن الكلمة لوحدها مش هتوفيك حقك .
إرتفعت يدا نهاد لتلامس خصلات شعره وتعيد ترتيبها بينما عينيها لاتزال معلقة بعينيه .. 
همست برقة مبتسمة 
_ أنا وأنت مفيش بينا شكر عيلتك بقت عيلتى لما أشوف حد منها زعلان أو تعبان أزعل لزعله وزهور فعلا أختى وكنت زعلانة للحالة اللى وصلت ليها .. بس متنساش أن أدهم كمان كان بيحاول علشان يخرجها من حالتها .
زفر سيف بحنق حين جاء ذكر الأدهم ليشيج بوجهه ولكن نهاد لم تتركه فأدارت وجهه لها ثانية قائلة بحزم 
_ أنت مش متقبل أدهم .. خالص!
كان إقرار بالأمر أكثر منه سؤال فأكملت دون أن تنتظر جوابه
_ يمكن أنا معرفش الشخص ده ولا أعرف هو ليه عمل كده مع زهور .. ولا أعرف إيه علاقته بيك وليه بتكرهه لكن هو غلط فى حق زهور وخلاها تتألم كتير بسببه وهو برضوا عاوز يصلح غلطه .. 
مش هقولك انه بيحبها لأن هو اللى يقرر إذا كان بيحبها ولا لأ لكن تمسكه وتغيره علشانها يحسب لصالحها .. 
عارف إنك لسه زعلان من زهور علشان أختارته ورضيت تمشى معاه فى طريق هى عارفة أن ملوش نهاية انت زعلان منها لأنك كنت عارف أنها هترجع مکسورة انت بتشيلها وبتشيل نفسك ذنب اللى وصلتله .. لكن خلاص.. اللى حصل حصل ورغم ان زهور أتغيرت أدهم كمان أتغير ..
سيب الماضى وأنسى زى ما هو نسيى أفتح صفحة جديدة .. عنوانها التغيير بص لأختك
 

تم نسخ الرابط