استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
الأصعب أن تتشبث بأحدها فتجد نفسك مصفوعا بغدر الزمن ..
لم يعد لفكرة المجازفة والحماس الشبابى يدفعها لكى تجذاف فى معادلة غير موزونة!!
بالنهاية حين تشعر بالتخبط .. لابد أن تلجأ لأحدهم كى يمد لك يد العون بالنصح لكن بين الأربع حوائط تلك لن تجد ابدا العون.
نهضت زهور بحزم لتتجه إلى طاولة الزينة حيث عبثت بأدراجها حتى وجدت هاتفها ..
زهور وحشتينى جدا .. أنا عارفة إنك عندك ظروف صعبة وكفاية اللى أنت فيه .. بس حبيت أشارك حد او بالمعنى الأدق حبيت أنى افرح حد يمكن أنا أفرح .. أنا حامل
ابتسم زهور بذهول وهى تعيد قراءة آخر كلمتين بالرسالة .
بعد لحظات الاولى من الإنبهار بدأت تتساقط الابتسامة الفرحة وتتشكل آخرى حزينة .. بينما عقلها ألقى بالخاطرة فى بالها .. فكرة أن تحمل طفل أدهم ..
شردت زهور طويلا فى تلك الفكرة التى بعثت لقلبها سلام لم تعهده .
قبل أن تنفض رأسها حين وصلت لفكرة أنهما لم يصلا سويا لقرار ثابت بعد فى حياتهما .
أنتظرت للحظات قبل أن يصلها الصوت المعتاد بأن الهاتف مغلق او غير متاح .
نظرت للهاتف بحنق قبل أن تغلقه .. يبدوا أن خيارها الأول بأخذ النصيحة من الأخت العاقلة الكبرى لم ينفع .. ستتجه للخيار الآخر .
بعد لحظات كانت تهاتف رقم رغد قبل أن يأتها نفس الجواب الذى تلقته منذ لحظات .
زفر ملقية الهاتف على الطاولة لتعود إلى فراشها لتجلس نفس جلستها المعتادة بضم قدميها لأحضانها بينما تتعلق عينيها بزاوية الغرفة بشرود .
أخفضت ناظريها عنه إلا أنها عاودت رفعها حين قال بهدوء حازم
_ أقدر أدخل
عقدت زهور حاجبيها بإستنكار وكادت تجيبه إلا أنه قاطعها قائلا بمرح
_ مش محتاج أذنك أصلا .
بعدما أنهى جملته دخل فورا الغرفة مغلقا الباب خلفه ليلقى بنفسه جوارها على الفراش بقوة جعلته تسقط على جانبها ..
_ بالراحة شوية .. السرير هيقع بينا أنت نش خفيف خالص .
أجابها سيف محاولا إغاظتها
_ ولا أنت خفيفة الظل يا خفيفة .
أشاحت عنه بضيق مصطنع إلا أنها تفاجأت حين شعرت بذراعه يلتف حول كتفيها ليقربانها من صدره محتضنا إياها .
إنقلبت ملامحها لآخرى حزينة وهى تستقر برأسها المجهد من شدة التفكير على صدره .. بينما كانت ذراعه تضمانها إليه بحنو مربتة على شعرها الأسود .
همس سيف برفق بجوار أذنها
_ وحشتينى يا زهرتى .
إلتمعت دموع أسيرة بعينيها لتجيبه بصوتا خاڤت
_ وأنت كمان وحشتنى أوى .. وحشنى وجودك جنبى وحشنى أحكيلك كل الى بمر بيه وأستشيرك .. وحشتنى أوى يا سيف كأننا كنا مسافرين لسنين وفجأة رجعنا .
داعب سيف خصلات شعرها بحنو ليهمس بحزن
_ فعلا .. مكنتش أتخيل فى يوم أنى هبعد عنك بالشكل ده ونبقى فى بيت واحد ومش قادرين نقعد مع بعض من غير ما نبقا شايلين من بعض .
آسف يا زهرتى أنا غلطت فى حقك كتير .. وأكبر غلط أنى وقفت ضك فى قرارك ودلوقتى مش عارفة أقف مع مين .. معاكى ولا معاه!!
زفرت زهور نفسا مرتجف .. لتقول بخفوت محاولة ان تصدق الكلمات التى تخرج من فمها قبل أن يصدقها هو
_ خلاص أدهم مبقاش خيار موجود فى حياتى.....
ابتسم سيف ليهز رأسه مجيبا
_ ردك أكبر دليل أن أدهم أهم حاجة فى حياتك وأنه خيارك الوحيد دلوقتى او بعد كده .. زهور أنت بتحبيه .
أغمضت زهور عيناها لتنساب دموعها برقة على وجنتيها لتهمس وهى لاتزال مغلقة عينيها
_بس حبى مش فارق معاه حاجة ولا هيفرق معاه .. الحب دلوش لازمة لما يبقا من طرف واحد .
حينها رفع سيف وجهها إلى ليهمس أمامها قائلا بحزم
_ متأكدة أنه من طرف واحد!!
قفزت إلى عقلها عباته التى كتبها فى رسالتها
زوجتى العزيزة زهور
أحببتك بقلب مجروح .. لم أعلم الحب سوى بين يديك .
كنت لى الحلم رغم بعد المنال ..
كنت لى الحب الاول والأخير ..
حلمى كان وجودك بين ذراعى وها قد اصبحت .
حبك تسرب
إلى قلبى
متابعة القراءة