استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
الكوارث التى ألقت فجأة فوق رأسه هكذا!!
من أين ظهر له كل هذا وفى نفس الوقت!!
ألا تكفيه مصېبة أوس فى الصباح وهو يأتيه بحال يشابه حال المجانين ليطلب رجاله كى يعاونوه فى البحث عن تلك المرأة التى إختطفت ابنه ..
والأن مؤيد بكارثته الأكبر حجما وما حدث معه ناهيك عن الخسائر الضخمة التى سينالوها بسبب إندلاع النيران فى المخزن الكبير .
للحظات ظل على جلسته البائسة تلك إلا أنه تفاجأ حين شعر بيدا رقيقة تحط فوق كتفه لتمسده برفق .
حينها رفع وجهه ببطئ لينظر بجواره حيث كانت زهور تنظر إليه بالمقابل بثبات تعجبه!
همست زهور وهى تنظر بقوة إلى عمق عينيه الرماديه
_ إن شاء الله خير .
كانت عبارة بسيطة .. رقيقة وخاڤتة لكن حملت الكثير من التشجيع والدعم الذى كان بحاجة إليه .. وكان ما يجعل السلام يعم نفسه أكثر هى يدها التى كانت ترتب برفق على ظهره .. حتى شعر فجأة بحاجته لحضن دافئ..
إلتفت أدهم لينظر أمامه قائلا بهدوء
_ إن شاء الله ميساء هتفوق ومؤيد هيبقى أحسن .. وربنا يعوضهم .
_ إيه سبب إرهاقك! .. أنت مش فى حالت الطبيعية .. وواضح أوى إنك تعبان ومرهق .
هز أدهم رأسه موافقا وهو يخفضها بلى إنه كذلك .. مرهق ومتعب حتى الهلاك .. يشعر بأن كل عظامه تأن من شدة إرهاقه .. ولا يكفيه كى تخرج ماردة أفكاره لتتجسد أمامه فى تلك الصورة من الرقة التفهم بطريقة تجعل الأمر مغرى بأن يلقى بنفسه بين أحضانها وينعم بسلام أفتقده لمدة طويلة .
_ أنت شايفة اللى أنا فيه كل حاجة فجأة أتلغبطت .. غير أن والدتى فى المستشفى .
إتسعت عينا زهور بذهول وهتفت بإنفعال
_ والدتك أزاى تدخل المستشفى ومتقوليش طب هى مالها!
_ أزمة قلبيه .
أجابها بهدوء لتتشنج ملامحها وتعاود سؤاله
_ من أمتى
ركز أدهم ناظريه تجاه الأرض البيضاء بشرود إلا أنه أجابها بعد لحظات
إنعقد حاجبيها بضيق لماذا لم يخبرها بأن والدته مريضة تلك المرأة الرقيقة أصبح لها مكانة غالية فى قلبها لا تعلم متى او كيف وصلت لها لكنها أصبحت بها .. ربما لأنها والدة مالك قلبها!
لكن للحق .. هى سيدة جميلة ترى بها جوهرة خالص رغم ما عانت وما قاست إلا أنها لاتزال تحتفظ بذلك الجوهر النفيس .. لتبدوا أكثر تقبل للروح .
_ قولى اسم المستشفى علشان أزورها بكره .
إلتفت لها بملامح واجمة قائلا
_ لو هتروحى لأمى يبقا أنا اللى هوصلك .
عقدت حاجبيها بإستنكار إلا أنها قالت بسأم
_ ماشى .
إلتفتت لتنظر أمامها هى الآخرى وتكتشف أنها لاتزال تضع يدها على ظهره.
نظرت له بإرتباك وبدأت بسحب يديها ببطئ ولكن قبل أن تستكين على قدها وجدت يداه تعتقلها .
نظرت إلى يديه التى إقتحمت يداها لتفتحها وتتخلل أصابعها ثم تطبق عليها بقوة وكأنه يخبرها بلا كلام بأنها أبدا لن تنفك من أسر حبه .
حاولت عدة مرات أن تسحبها ولكن ما إن بائت كل محاولاتها بالفشل حتى تركته يهنأ بها ليعم صمت ثقيل عليهما .
قاطعه أدهم بعد مدة تجهل مقدارها قائلا بهدوء وهو ينظر إلى ساعته
_ الوقت اتأخر وقعدتنا مش هتفرق كتير هروحك بيتك وبكره الصبح هعدى عليكى بدرى .
نهض بعدما أنهى كلامه إلا أنها لم تنهض بل ظلت للحظات تنظر إليه بملامح غير مقروئة .. بينما يديها لاتزال عالقة بأسر يده .
فقال وهو يشيح عنها
_ هنتكلم .. هنتكلم بس أكيد مش هنا .
اومأت حينها برأسها لتنهض وتسير بجواره فى طريهما لإلقاء نظرة أخيرة على مؤيد قبل أن يرحلا .
بعد أسبوع
زفر مؤيد بتعب وهو ينظر إلى النافذة البعيدة بغرفته من كان يظن
أن يعيش فى مثل هذا الړعب .. ومن أقرب الناس له!!
أكثر ما صډمه بالأمر أن فاعله هو حسام!!
صديق عمره .. أخاه الذى لم تلده امه!!
كيف يفعل به هذا!
كيف يكذبه ويصدقها!
كيف كانت شقيقته ولم تخبره مرام كانت كما قال حسام النقطة السوداء فى حياتهما ... كان يظنها ملاك وقد قارب على اعطائها كل ما يملك من أجل أن تبقى معه إلا انه حين علم بأنها خانته مع أحد أصدقائه تركها مكسورا .. شاعرا بنفسه تلقى ضړبة قوية على رأسه ..
كيف استطاعت الكذب على حسام وتبديل الأماكن بينهما .. لتنال لقب المظلومة ويأخذ لقب الظالم!!
الأمر معقد بكل تلك الأطراف التى لا يعلم سبب دخولها فجأة .. شذى .. كريم ..
متابعة القراءة