استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


ماجدة!!
إلتفتت إلى صديقه الجالس إلى جواره على كرسى منفصل فقال بهدوء به اللهفة
_ ميساء فاقت
رفع أدهم وجهه لينظر إلى مؤيد عاقدا حاجبيه مؤيد لم يتحدث منذ استفاق .. بل كان صامتا شاردا ينظر بعيدا .. وحين قرر الخروج من صمته سأل عنها .
إنهما حقا بحالة بائسة عاشقون لدرجة ميئوس منها .. ويذعون فى النهاية أنهم لا يتأثرون!!

أجابه بهدوء
_ أيوه فاقت وأتنقلت لأوضه تانية .
زفر مؤيد مرتاحها قبل أن يقول
_ أقدر أروح أشوفها
هز أدهم رأسه برفض قائلا
_ الدكتور قال لازم ترتاح ومتتحركش من مكانك علشان الضلعين المكسورين .
أنتبه مؤيد فجأة لأمر ضلعيه لقد تناسى أمر إصابته خلال تلك اللحظات الفاصلة!!
لم يستطع أن يكتفى بهذا الكم القليل من المعلومات فعاود السؤال
_ فيه حد معاها .. أقصد مراتك معاها
اومأ له أدهم برأسه دون أن يتحدث ليجد مؤيد يتململ فى مكانه بعد راحة فإتبعت قائلا
_ متخافش .. ميساء بقت أحسن وزهور معاها وإن شاء الله قريب هتقدر تجيلك .. 
_ أتخطت الصدمة
أشاح أدهم عنه بضيق إنه يجلب إنه الاحزان.
_ زهور بتحاول تساعدها على كده بس العمل إنك أنت تبدأ بنفسك وتحاول تتخطى صدمتك لازم تقابل شذى وكريم وتعرف منهم قصة مرام كاملة .. واللى هتعمله بعدها إنك هتواجه حسام .
إضطربت ملامح مؤيد بضيق قبل أن يقول بتبرم
_ هو .. هو عامل إيه
أجابه أدهم بهدوء
_ اللى أعرفه إنه هيبقى كويس حروق وشه وجسمه كلها من الدرجة التانية .. وبعمليات تجميل هتروح لكن.......
هتف مؤيد حين توقف أدهم
_ لكن إيه
أخذ أدهم نفسا عميقا ليقول بهدوء
_ لكن هيتنقل لمصحة نفسية علشان يتعالج .
أخفض مؤيد ناظريه يكاد حقا لا يصدق ما يمر به .. كيف تنقلب عليه الأيام بمثل تلك القسۏة
كيف يكون الصديق .. الأخ .. الرفيق عدوا!!
كيف له أن يصدق بأن هناك صداقة بعد اليوم
كيف سينسى أن من قتل ابنه وكاد ېقتل زوجته هو رفيقه الذى كان يمده هو بالمعلومات عن حياته!!!!
الأمر كله لم يعد يصدق .. أو أنه هو من يمتلك عطلا بعقله يجعله لا يستطيع الفهم مثل باقى البشر .
عاود مؤيد النظر للنافذه حيث كانت السماء صافية السؤال الذى يستحق البحث عن إجابته هو .. ماذا سيفعل الأن معها
هو لم يملك يوما أى رصيد مشاعر لديها سوى الكره والحقد ... فماذا بعدما فقدت جنينها بسببه!!!!
لن يستطيع أن يحدد رد فعلها حتى تخبره هى فلينتظر ويرى ما سيحدث.
نظرت إلى يد ميساء المستقرة بين كفيها لقد عانت كثيرا تلك الفتاة .. حتى ما عادت قادرة على تحمل المزيد من التعب .
إمتدت يدها الثانية لتربت على وجنتها برفق حين طلب منها أدهم رقم أحد اقرباها كانت عاجزة عن أخباره .. فهى نفسها لا تعلم بمن تتصل .. لذا فضلت أن تترك الأمر لميساء نفسها.
تنهدت زهور بحزن لتمسح دمعة هربت من أسرها لقد كانت منذ عدة ساعات فقط تطير من الفرحة لأن ميساء سترزق بطفل .. كانت تتخيلها ببطن منتفخة تعد أغراض الطفل القادم .. وها هى أمامها شاحبة الوجه كالأموات قد فقدت طفلها .. فماذا ستفعل إن كانت هى لم تتحمل الخبر!!
نهضت من جوارها ببطئ لتتجه إلى شرفة الغرفة .
قد ټصدمنا الحياة بعواصب رعدية قد تهدم بيوت .. وللعجب قد تساعد على بناء بيوت!!
ليست كل المصائب تكسر ما بداخلنا من قوة بل قد تكون دافعا لقوة آخرى!!
ذلك الكلام كان من وحى تفكير أدهم العجيب ذلك ما اخبرها به حين كانا فى طريقهما للعودة من المشفى مساء أمس .
عجيبا ذلك الرجل .. يمتلك عقلا يصعب تفسير أفكاره ... يمتلك مشاعر من الصعب وصفها كذلك!!
ليلة أمس كانت من أصعب ما عاشت كانت المواجهة المطلوبة منذ زمن مع أحد .. كانت أكثر ما تمنت .. وأكثر ما خاڤت .
كانت مواجهة قاسېة لكليهما ومدمية قلبهما ولكنها أنتهت على خير .. دون ضحاېا .. لكن لازال الجفاء موجودا بينهما .
فحين جاء اليوم لإصطحابها للمشفى لم يحادثهل ولم تبادر هى بفعل ذلك .. أكتفى هو بكلمة باردة تتمثل فى صباح الخير تجيبه بنفس البرود .. ليعم فوق قلبيهما صمت عجيب إمتد لحين وصولهما ليفترقا ما إن دخلا من باب المشفى .
زفر نفسا مرتجفا .. لن تكون ابدا النهاية .. لن تكون .
إلتفتت لتعود إلى الغرفة وأول ما رأته هو وجه ميساء الملتف تجاهه .
إتسعت عينها بذهول لتقترب منها بسرعة جاسة على طرف السرير .. لتهمس أمام وجهها بلهفة
_ ميساء .. ميساء أنت كويسة
إرتفعت عينا ميساء لتنظر لها بدهشة قبل أن تحاول الكلام لعدة مرات .. حتى خرج حديثها متحشرجا
_ زهور!
إلتفتت تنظر حولها بتعجب هى لم تمت!!!
لقد رأت النيران بعينها تلتهم المكان من حولها تقترب منها ببطئ .. بينما كان الدخان الأسود يطبق على أنفاسها .
نهضت زهور بسرعة قائلة
_ هشوف دكتور .
بعد لحظات عادت بطبيب بدأ فحص
 

تم نسخ الرابط