استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


ميساء ليعلمها بعدما أنتهى أنها بحال جيدة ..
بعدما غادر جلست زهور إلى جوارها لتمسك بيدها وتقول بحب إمتزج بالخۏف
_ حمدلله على السلامة .. قلقتينى عليكى.
نظرت لها ميساء بتعب كانت تحاول تجميع أقكارها المبعثرة .. تحاول جاهدة تذكر آخر ما حدث لها قبل أن تغمض عينيها .
همست فجأة بفتور حين قفز شيئا ما برأسها
_ الحمل!!!

إرتبكت زهور بشدة ولكنها حاولت التماسك قائلة بهدوء
_ ربنا يعوضك .
كانت عاجزة عن إيجاد تكملة للجملة فتركتها معلقة .. لترى ميساء تغلق عينيها بشة متمتمة بكلمات خفيضة .
ولكنها سرعان ما فتحت عينيها آخذة نفسا عميقا لتسأل زهور بهدوء
_ إيه اللى حصل
أجابتها بإرتباك محاولة تجنب الحديث عن هذا الأمر
_ مش دلوقتى...
_ رجاءا ..
قاطعتها ميساء بحزم .. فقالت زهور بهدوء محاولة ألا تتعمق كثيرا بالقصة
_ كل اللى أعرفه أن حد كان عارف باللى حسام هيعمل .. كان عارف أنه ناوى على حړق المخزن وأن معاه رجالة مسلحة فطلب الشرطة والمطافى .. وقدروا أنهم يخرجوك أنت وهو ويطفوا المخزن قبل ما يولع كله .
راقبت زهور تعبيرات وجه ميساء فلم تجد أى تغير .. كانت ملامحها صلبة جامدة وكأنها حجر لا يتأثر .
ولكن خلف كل واجهة صلبة يكمن چرحا عميق يحتاج الوحدة كى يعبر عن ما بداخله .. لذا فليس عليها التسرع بإتخاذ
القرار .
أنتبهت حين سألت ميساء بهدوء
_ ومؤيد 
أجابتها بهدوء مماثل
_ عنده ضلعين مكسورين وچروحه طفيفة .. والحمد لله مفيش أى ثم فى جسمه .. ده كان مخدر وإن شاء الله هيفوق قريب .
اومأ ميساء برأسها بجمود .. لتنظر بعيدا وكأنها لاتزال مغيبة عن العالم .. لتتنهد زهور بتعب عاجزة عن فعل شئ .
خرج من المنزل الذى يقيم به والدها يا فرحتها بما علمت .. يا عظيم إنجازاتها الرائعة .
لم تكد تفرح بأنه اخبرها بقوله الوحيد حتى صدمها فى قوله التالى بأنه لن يقدر على قول شيئا آخر ..
حقا يا فرحتها بما أنجزت .
لقد ضاعت هيبة إنتصارها فى قوله التالى ولكن أنتهى الأمر .. 
لم تعد تملك الخيار لقد أنتهى كل الشيئ الأن ستراقب بصمت ما سيحدث لوالدها.
فتحت باب السيارة التى أوقفتها بعيدا نسبيا عن البيت لتجلس خلف المقود وتطرق بيدها عليه فى حركات رتيبة.
لتنقضى اللحظات ببطئ إلى أن فتحت عينيها على إتساعهما حين رأت سيارة الشرطى تقف أمام بوابة الفيلا .
دقائق آخرى أنتظرت بفارغ صبرها أن تمر لترى والدها مقيدا .. يلتف حوله عدد من رجال الشرطة بينما كان ينظر إليهم بذهول عاجز عن الكلام .
إنطلقت حينها بالسيارة لتقترب من سيارة الشرطى .. لتلتقى عينيها بعينا والدها التى إتسعت پصدمة .. بينما واجهته بابتسامة صفراء راقية بمعنى .. سلام والدى
زادت من سرعتها ما إن تخطت سيارة الشرطى لقد نفذت ما عقدت العزم على فعله .. أخيرا أصبحت هى من يلعب بهم .. أنتقمت ممن أذاها بلا أى ذرة ضمير تذكر .. 
ولكن الحقيقة هى لم تفعل شئ فالشكر لإياس الذى ألهمها الفرصة فى زياته الاخيرة .
ألقت بجسدها المنهك على السرير .. لا تكاد تصدق ما تعرضت له اليوم .
إياس طلب يدها للزواج!!!
أهذا جنون أم ماذا!
والأدهى أن والدها سيلقى بها كما فعل من قبل!!
أعليها أن ترفع القبعة لإياس على ما فعل!!
هل هى موعودة برجال لا يتمتون للكلمة بصلة!!
ستتزوج إياس!!
يا لها من کاړثة حطت على رأسها .
إنتفضت حين إرتفع صوت هاتفها فلم تعره اهتمام .. ليعاود أزعاجها برنة ثانية .. فإلتقطته بضيق لتغلق بوجه المتطفل وتغلق الهاتف بعدها ..
لكنها تسمرت حين وجدت الرقم الغير مسجل على ذاكرة الهاتف .. لكن مسجل برأسها .
لقد كان نفس الرقم الذى إتصل منه إياس قبل أن يبدأ فى الظهور لحياتها .. حين أخبرها بأنه عهده سيبدأ وبالفعل بدأ!!
نظرت إلى الرقم طويلا بينما تشعر بصراع قائم فى رأسها .. بين فكرة أن تجيب وألا تجيب وتجعله يطرق برأسه الحائط .. إلا أنها بالنهاية إستسلمت لفكرة أنها يجب أن تجيب لتعرف ماذا يريد ذلك الرجل منها.
فتحت الخط ليأتيها صوته المميز القوى فى نبرة جامدة
_ رغد ..شوفتى مش قادر على بعدك .
أغمضت رغد عينيها بقوة آخذة نفسا عميقا حربها معه لابد أن تكون خلالها هادئة باردة حتى تستطيع أن تعرف ماذا يريد .. فقالت بهدوء ساخر
_ كنت لسه بفكر فيك .. واضح أن فيه رابط خفى بينا .
ابتسم إياس على الطرف المقابل ليجيب ببساطة
_ أنت بترضى غروري .
ضحكت رغد بسخرية لتجيبه
_ كويس .. ممكن أعرف سبب أتصالك .. أكيد مش علشان تعرف رأيي فى قرارك أظن أنى محتاجة أفكر أو بابا أتخذ القرار من غير ما يقولى كالعادة وبلغك بيه .
تعجبت رغد حين جائها الرد بلهجه حازمة جدية
_ طلبى هستنى ردك أنت من غير أي ضغوط .. لإنك لو فاكرة أنى بهزر أو فعلا مش عاوزك تبقى غلطانة لكن أنا عاوز
 

تم نسخ الرابط