استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


كان يوم صعب .. كله لابس أسود وبيزعق .. لحد ما فجأة لقيت جدى بياخدنى من حضڼ أمى بعيد لمكان مش عارف لحد دلوقتى هو إيه .. قالى بكل شدة أنت دلوقتى بقيت الراجل بعد أبوك .. مش لازم ټعيط .. مسموح ليك ټعيط غير لما تاخد حق أبوك بس .
متخيلة أن طفل عنده خمس سنين يسمع الكلام ده كان ممكن أنساه بسهولة زى أى حاجة لكن لأن جدى كان دايما يفكرنى بالجملة دى فكانت محفوظة .. 

أنا مكنتش بفكر أنى انتقم من حد كنت نسيت خلال السنين اللى فاتت بعد مۏت جدى لكن هو السبب ... هو اللى رجع .
عقدت زهور حاجبيها بقلق لتسأله بحذر
_ تقصد مين
ابتسم أدهم بسخرية وهو ينظر إلى الطاولة الخشبية بينما اصبعه كان يطرق عليها بحركات رتيبة لا تتوقف .. 
ظل الصمت بينهما قائما حتى قال أدهم مقاطعا إياه ببرود
_ والدك .
اتسعت عينا زهور پصدمة ليكمل أدهم دون أنتظار تبعات انفعالها
_ والدك طلب يقابل عمى عثمان وطبعا فى البداية عمى قال مش هقابله بعدها وافق وفعلا عمى سافر القاهرة علشان يقابله بعد ما والدك رفض يجيى البلد .
لما سأله عمى عن اللى عاوزه قاله الصلح .. وده كان أكبر دليل ليا أن القاټل هو عمى قاله الصلح مش هيحصل إلا بواحد من عيلتكم .. وبالنسبة لأن عيلتكم ملهاش أصل فى البلد فكان المقصود هو أخوكى سيف .
طبعا والدك رفض وقاله أنه مستعد يدفع فلوس لكن ميقتلش ابنه .. عمى وقتها رفض وأنتهت القاعدة بخناقة ومجبتش أى نتيجة .
عمى بعد ما قابله جالى علطول وقالى تقبل العوض
سألته هو إيه .. فقالى روح أخوكى .
أنا مهما کرهت حد .. وحقدت عليه طول حياتى ابدا ما هفكر أقتل وده اللى قولته لعمى .
ولأنى عارف أنه مش هيسكت بدأت أدور على والدك وأجمع معلومات عنكم كلكم .. لحد ما قررت أنى أنتقم فى العضو الأصغر فى البيت .. أنت .
صمت أدهم قليلا دون أن يرفع ناظريها لها ليقول بعد ثانية متهكما
_ عارف أنها كانت ندالة منى أنى أنتقم منك .. أضعف كائن فى البيت لكن يوم ما شفتك فى المطار وأنا مقدرتش أخرجك من بالى .
ممكن تستغربى أزاى شخصية زي مش بتتأثر بسرعة تتعلق ببنت من نظرة واحدة لكن تعلقى بيكى مكنش من مرة .. لا من مرات وأنت مش عارفة .. أنا كنت أعرفك قبل ما تعرفينى بوقت طويل ..
أنا اللى بعت لأخوكى فرصة السفر والشغل فى الشركة الالمانية .. كنت عاوز أفكك العيلة واحدة واحدة أبعد كله عن بعضه وده كان أنتقامى الاول
.. 
كنت عاوز أشوفكم زى ما أنا طلعت لوحدى المفروض اقرب الناس ليا پيكرهونى!! ... وطبعا كنت محمل الذنب ده كمان لوالدك .. بصراحة أنا حملته الذنب فى كل حاجة حصلتلى .. لأن اللى خسرته بسبب قصة تافهة كان سبب فى تغيير حياتى .
كانت الخطوة التانية فى أنتقامى أنى أكسر والدك بيك كنت عارف قد إيه هو بيحبك ومتعلق بيكى .. كنت عاوز أقوله أنا كنت بحب والدى وأنت أخدته منى جرب الاحساس ده لما تفقد حد عزيز عليك .
وفعلا أتقدمتلك وهو وافق على اعتبار المعلومات اللى أنا بوصلهاله وفى يوم الفرح كان لازم أكسر فرحته ..فقلتله أنى ابن الراجل اللى قټله .. وأنت كنت شاهدة اللحظات دى .
هتسألينى كسب السعادة اللى بتطمح ليها .. هقول آه ولأ .. أيوه كنت حاسس أنى وصلتله ألمى ... ولأ لما لقيته كشف نيتى بنظره محتوية عرف فيها كل حاجة أنا مكنتش عاوز أقولها .
صمت أدهم قليلا قبل أن يعاود بنفس الهدوء
_ لو هنبدأ من جديد .. يبقا لازم أقولك على كل اللى عندى علشان كده قولتلك مشاعرى فى كل اللى مريت بيه .. لأنى عاوز أنسى عاوز ابدأ من جديد .. انسان بدون ماضى.
كتمت شهقتها وهى تحاول تمالك نفسها كم المعلومات التى حصلت عليها لتوها منه تشعرها بالإضطراب .
أعليها أن تشفق عليه أم تشمت فيه
لقد أراد بعائلتها سوء!!
أراد تفرقتهم
ولكن .. لكن ماذا!!!!
أغمضت عينيها بقوة عاجزة عن النظر إليه تشعر بأن رأسها سينفجر .. 
لم تعرف يوما بأن معاناته كانت أكبر بكثير مما تخيلت .. لقد تعاطفت معه حين قالت لها والدته ما حدث له من عائلته وهو صغير لكن حين تسمع منه كل هذا فلا تعرف ما تفعل فهذه بادرة غير جيدة تماما .
هزت رأسها ببطئ تحاول نفض أفكارها المتخاذلة لقد جاء فاتحا دفتر الماضى ليخطا به سويا النهاية ويلقيا به إلى بحر الكراهية بلا عودة .. فلما لا تحاول مساعدته كى يفعلاها سويا!!
مسحت دموعها پعنف وهى لا تعرف متى هبطت على وجنتيها او كيف لم تشعر بها .. لكن لها العذر فإنتباهها الكامل مع حديث جعلاها لا تشعر بأى شئ
 

تم نسخ الرابط