استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
حولها سوى تلك الصور التى كان يقذفها إلى مخيلتها خلال كلامه .
إستعادة رباطة جأشها سريعا وهى تقول بقوة
_ قبل ما نقفل صفحة الماضى لازم نكشف كل الحقائق ... مين قتل بابا
حاولت بقدر الإمكان ألا تتعثر او تهتز منها حروف كلماتها فى آخر سؤال .. والذى بات أكثر اهمية عن كل ما قال .
رغم تكرارها الكثير أنه هو من دبر لقتل والدها إلا أنها أبدا لم تصدق ذلك لم تكن لتجمع بينه وبين الډم فى مكان واحد .. أدهم رغم القسۏة والجفاء إلا أنه كما قال لن يلوث نفسه بأى دماء .
_ لأ .. أنا مقتلتش والدك لكن أعرف اللى قټله....
وقبل أن يكمل كانت تقاطعه بحزم
_ عمك عثمان هو اللى دبر ودفع للناس اللى خبطت بابا بالعربية
كان اقرار بأمرا واقع أكثر منه سؤال فاومأ برأسه عاقدا حاجبيه .
لتأخذ نفسا عميقا محاولة لملمت شتات نفسها قبل أن تقول بصوت حزين
كانت تعلم بأن أدهم رغم كرهه لما فعله به أهله إلا أنه لم يكن ليلقى بعمه فى السچن ببساطة لأن بداخله طفل صغير يقف وسط الرجال .. يرى والده ينزل إلى مكان غريب لا احد يربت على كتفه مواسيا .. لا أحد يحنو عليه ببسمة لا أحد يشعر بأنه طفل فقد أباه .. بل إنه رجل والرجال لا تبكى أو تجزن .
فتوره وبرود مشاعره ما هو إلا نتائج لسنوات عانى خلالها من قسۏة البشر فكيف تلومه
صمت وكذلك فعلت .. لينظر كلا منهما للآخر بحزن منجرح .
سلطة أسمك على قلبى حين اذكره تشبه هيبة اللقاء الاول
أخفضت وجهها مبتسمة بحزن هل لهما عودة
هل للندوب أن تختفى
هل للغمامة أن تنقشع
لم تشعر بنفسها وهى تهمس بخفوت دون إدراك لتلتقط همسها أذن أدهم الحساسة فقال مجيبا إياها بهدوء مبتسما برقة جعلتها تشعر بالذهول فى اللحظات الأولى قبل أن تذوب عشقا بجمالها .
_ الندوب مش بتختفى لكن نقدر نحولها لشئ مبهج اوذكرى حلوة والغمامة أنتهت من يوم ما فوقت لفكرة أنى مش أسير لأفكار الماضى .
_زهور التوليب .. أنت استحملتى حجات كتير بسببى استحملى قسوتى عليكى .. استحملتى چرحى لكرامتك رضيتى ترجعيلى رغم إنك كنت تقدرى ترفضى وتحتمى بأخوكى ساعدتينى علشان أتغير وأخرج من أسر الماضى ..
مش هقدر أجبرك تانى على حاجة عاوزة تكملى حياتك معايا هتكونى بهجة لحياتى .. ولو قررتى البعد مش هقدر أمنعك .. اللى عاوز أقوله ومش عاوزه يأثر عليكى .. أنى بحبك.
يمكننى أن أرى ألمك ألمسه واشعر به حارا يلسع قلبى
أغمضت عينيها لتنساب الدموع على وجنتيها لم تعد قادرة على حپسها بعد الأن .
فتحت عينيها ثانية لتقول بحزم
_ قبل ما تاخد قرار إننا نرجع لبعض لازم تعرف حاجة .. لازم تعرف مين قتل والدك .. لازم تعرف الحقيقة وبعدها تقرر .
بعد أسبوع
كانت تدخل إلى غرفته ببطئ تنظر إلى جسده الساكن على فراش المشفى .
لقد تحسن حاله كثيرا بالنسبة لآخر مرة رأته بها حينما أخرجه حسام من المصنع .
لقد كانت لحظات قاسېة إلا أنها مرت وأنتهى الأمر.
جلست على كرسى بجواره لتقترب قليلا منه واضعة كفها على وجنتها برفق .
راقبت بيعينيها المتفحصة ملامح وجهه المجهده شحوبها الظاهر .. كدماته التى مازالت تترك أثرا خفيف.
لقد أخبرها أدهم عن حاله من اليوم الأول لكنها لم تشعر بهذا الألم كما الأن .. أن تراه بمثل هذا العجز الغريب عليه لم يكن بالأمر السهل عليه وعليها .
كلما أغمضت عينيها ترى نظرته الأخيرة لها قبل أن تندلع النيران كانت نظرة نادمة .. مټألمة .. بينما غرق جفنيه بدموع لأول مرة تراها .. دموع العجز التى تعلم جيدا قسۏتها عليه قبلها!!!
لقد همست له حينها بحبه عله يفهمها إلا أنه لم يقدر على ذلك .. فضاعت الهمسة وأنقضت الدموع وما عاد لأحدهم أن يلاقى الآخر .
خلال تلك الفترة القصيرة التى قضتها وحيدة بعد الحاډث كانت تفكر .. هل لتلك المشكلة أن تبعدهما عن بعضهما أم تعيد ربط شملهما
كان هذا هو سؤالها الشاغل .. حاولت معرفة الاجابة وحدها إلا أنها عجزت فمثل هذا القرار لا يتأخذ إلا منهما سويا!!
لن تنكر بأنها لاتزال تحمل بداخلها الكثير مما مرت
به بسببه لكن قبل الحاډث كانت تشعر بأنها أصبحت أفضل تخلصت من كل السلبية التى كانت تحملها ضده
متابعة القراءة