استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
... لقد عقدت العزم على اخباره بالحمل ... الذى لم يكتمل!!
أخفضت وجهها پألم لتمسح دموعها التى أنتهزت الفرصة لتجرى على وجنتيها .
جذبت يدها الآخرى إليها إلا أنها تفاجأت حين شعرت به قد أمسك بها بقوة واهنة .
إلتفتت له بسرعة لترى عينيه قد فتحتا أبوابها إليها .. وتزينت شفتيه بابتسامة رقيقة خشنة لم تعهد مثلها قبلا .. وبالأخير يده التى اعتقلت يدها .
أنتبهت حين قال مؤيد برقة خشنة
_ وحشتينى .
توردت وجنتاها بخجل وهى تود الفرار من أمامه إنها لا تريد المواجهة .. حقا لا تريد يكفيها ما عانت فى الايام السابقة من الوحدة عدا مجيئ زهور .. لكن الشعور بالوحدة كان ېقتلها .. وتزايد أكثر حين فقدت جنينها .
رفعت عينيها بحذر إلى عينيه لتشعر بالدهشة تنتابها وهى تلحظ البريق الغريب عليها يلتمع بعينيه وكأنه حصل لتوه على كنز ثمين!!
تابع مؤيد حين وجدها صامتة تنظر إلى عينيه بإنشداه غريب
_ كنت فاكر إنك مش هتيجى تزورينى .
حاولت التركيز فى اجابة جيدة لا تؤذى أحدهما
_ كنت محتاجة أرتاح .. وأنت كمان كنت محتاج الراحة دى لكن مقدرتش .. ولقيت نفسى هنا فل أوضتك مش عارفة حتى بعمل إيه .
إلا أن قوله التالى جعلها تنصدم بنفسها قبله
_ وأرتحتى
إتسعت عيناها بذهول .. لقد وجدت راحتها بقربه وهى لا تشعر بنفسها!!!
عضت على شفتيها بقوة وهى تخفض وجهها المواجهة صعبة للغاية .. بل أصعب مما تتخيل تشعر بأنها تواجه نفسها فى مرآة .. عليها الخلاص سريعا قبل أن تفقد اعصابها .
_ ميساء قبل ما ندخل فى تفاصيل للى حصل هسألك سؤال ومحتاج اجابتك .. أنت مصدقة اللى حسام قاله عن حكايتى مع مرام
رفعت رأسها ببطئ لتواجهه .. عينيها تعلقت بعينيه دون جواب ..
عم الصمت للحظات طويلة كان مؤيد يشعر خلالها بالخۏف وكأنه أمام أمر مصيرى .. ولكن جاء رد ميساء هادئلا
لما سمعت حكاية مرام من شذى قبل حسام مصدقتش .. مقدرتش أصدق أنك ممكن تعمل كده رغم كل حاجة شوفتها منك .. إلا أنى أقدر أقول مش أنت اللى تعمل كده .
تنهد مؤيد مرتاحا .. ليبتسم لوجهها بحب لقد صدق حدسه .. ميساء لم تصدق ذلك الحقېر .. ولن تصدق سواه .. إنها إشارة لبداية جديدة جيدة .
قال بعد فترة من الصمت
_ ميساء تقبلى ترجعيلى
أنا عارف أن اللى عملته كتير أن حد يتقبله عارف أنى كنت انسان سيئ فى حياتى أنت غيرتينى وأنا للأسف غيرتك للأسوأ .
أنت خلتينى أرجع أشوف حياتى بعيون تانية ناقدة وبعدها ابدأ اصلح فيها ..
عاوز أنسى اللى فات .. عاوز أنسى كل حاجة معاكى ونرجع سوى تانى عاوز ناخد فرصة تانية لحياتنا ..
قبل ما أعرض عليكى فكرة أننا نرجع لبعض وبعد اللى مرينا بيه تحديدا .. كنت عارف أن شفى جروحنا فى قربنا .
مش هقول أنى أتغيرت تماما لكن هحاول أكون زى ما أنت عاوزة .. هحاول أكون الزوج اللى بتحلميه بيه .
لن أكون متطلب كمن حولي من الرجال لن أطلب منك أن تتواجدي دائما ولن أمتلك مدونة أجدول فيها ساعات يومك وبرفقة من وأين تقضيها لن أتصل بك يوميا ولن أطلب منك أن تكتبي إلى الرسائل الطوال وإنما فقط اكتبي لي كلمة صغيرة كل يوم لا حاجة حتى لأن تكون بليغة ورقيقة
إتسعت عينا ميساء وهى تسمع كلماته الرقيقة المعبرة عن حاله ببلاغة أذهلتها.
ألهذه الدرجة يحبها ويريد قربها
لكن صډمتها لم تكتمل .. فأكمل هو بنفس اللهجة الدافئة
_ ذاك العجوز الذى ملأ قلبه من الدنيا حتى أرتوى تكور على ذاته عند الزاوية
يغمض عينيه هربآ ينفض كفيه من وسخها .. فهل تقبلين به بعد كل ما كان
فهل تقبلين به بعد كل ما كان
أغلقت عينيها عند رجائه الأخير لتنساب الدموع برقة .. جارفة معها آخر دموع الحزن والألم لتنبثق آخرى مستبشرة بالقادم .. فرحة بما جاء .
مؤيد تغير .. تغير طيلة تلك الفترة التى
متابعة القراءة