استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
كان البعد حليفهما تغير كما تغيرت ..
لا تكاد تصدق بأنه هو من قال لها تلك الكلمات لا تصدق بأنها ممن يقال لهم مثل ذلك الكلام .. الذى للعجب لم يكن حبا .. لكن تعبير عن ذاته يريد إيصاله لها .
نهضت بسرعة بعدما شعرت بأنها ستنهار الحواجز المنيعة التى وضعتها لنفسها كى لا ټنهار تهدد بالسقوط الأن كبت الأيام السابقة وحتى ذلك الذى حدث يومها .. كله سينهار الان بلا هوادة إن لم تهرب من أمامه .
_ سيب أيدى .
لكنه ببساطة هز رأسه رفضا قبل أن يجذبها إليه بقوة لتسقط على صدره .. وكأنما كان يعلم بأنها محتاجة إلى صدره الدافئ كى تترك لنفسخا العنان وهى تبكى بصوتا عالى كما الأطفال .
تركها تخرج ما بداخلها ليستمع بإنتباه إلى كلامها المتعثر أسناء بكائها العالى .
كانت تتمتم بتلك الكلمات دون وعى بينما كان يحاول ربطهم ببعضهم ليحصل على جملة مفيدة ..
ليفهم بعد لحظات أنها نادمة لأنها لم تخبره بأمر الحمل كما إنها تحمل نفسها ذنب مۏته!!
لم يشأ أن يخبرها بأنها غبية وبلهاء فتركها تخرج كل ما بداخلها ثم يخبرها هو بما لديه .
وتبقى بقايا الدموع عالقة على أطراف رموشها الطويلة بينما كانت شهقاتها تقطع صمت المكان .
يداه لم تتركها للحظة بل كانت تربت على كتفها برفق .. لم ينبت ببنت شفة خلال عاصفة بكائها .. بل تركها تخرج ما بداخلها على صدرها .
بعدما هدئت تماما قال بهدوء متغزلا
_ أنت جميلة ك ذاك الشعور الذى أستسلم له كليا وأنا مغمض العينين .
الهدوء
_ الحمل مش مكتبله يكمل وده قدره موضوع حسام ومرام لازم يخلص وكل واحد ياخد حقه .. شذى قالتلى على كل حاجة .. قالتلى أنها قابلتك وقالتلك على كلام كدب حسام كان عاوز يوصلهولك هى كانت بتشتغل معاه فى الأول ... لكن لما عرفت أنه مش ناوي على خير قررت تبعد وتساعدنا .
أما بالنسبة لحسام فأنا قررت أسامحه فى حقى لكن حقك وحق ابنى هيدفع تمنه .
إلتفت له مشيرا باصبعه إلى عينيها وهو يقول مضيقا عينيه
_ قبل ما تبصيلى كده .. القضاء هو اللى هياخدلى حقى منه لأن الموضوع بقا تحقيق رسمى .
صمت قليلا وهو ينظر إلى وجهها القريب من وجهه قبل أن يزفر حانقا ويقول بضيق
_ وأبعدى عنى علشان أنا تفكيرى راح لبعيد وأحنا مش متجوزين .
أحتقن وجهها فجأة وهى تعى صدق ما يقول لم يعد يربط بينهما أى شيئ لتستلقى بحضنه الأن!!
هبطت بسرعة عن السرير وهى تشيح عنه شاعرة بالضيق من نفسها لكن يده يالتى تشبثت بمعصمها لم تدع لها المجال كى تبتعد أكثر .. بل كان يعاود تقريبها منه هامسا أمام وجهها بشغب
_ تيجى نروح عند المأذون دلوقتى .. أنا معنديش أى مشاكل وأهو نرتكب ڤضيحة علنية على سرير المستشفى.
شهقت واضعة يدها على فمها ... الحقېر نواياه قد ذهبت بعيدا .. بعيدا للغاية .
حاولت إزالت حرجها فقالت بغيظ
_ أنت أصلا تعبان ومينفعش تتحرك من السرير .
حينها قهقه بمرح قبل أن يقول غامزا
_ على فكرة أنت كنت رامية نفسك على جانبى اللى فيه ضلعين مكسورين .
إتسعت عيناها پصدمة .. قبل أن تهتف بسرعة دون وعى
_ أنت كويس .. أكيد.....
قاطعها حين قربها أكثر حتى باتت مشرفة عليه بوجهها ليهمس بحرارة
_ علشانك ممكن أستحمل أى حاجة .. هتتجوزينى دلوقتى ولا إيه يابنت الناس ..
تورد وجنتيها ثانية وهى تحاول الابتعاد عنه لتجيب بخفوت
_ أنت قولت أن الدكتور منعك من الحركة .
تهللت أسارير وجهه وهو يقول
_ بسيطة .. نكلم أدهم ونخليه يجيب المأذون هنا .
يرضيكى أنى أقعد لوحدى هنا من غير حد يسلينى حتى أدهم اللى افتكرت أنه صاحبى باعنى وقالى أنه مش فاضيلى.
تزامن قوله مع دخول أدهم من باب الغرفة عاقدا حاجبيه قبل أن يقول ببرود
_ أنا مش فاضيلك
أشاح مؤيد بوجهه مغتاضا بينما وجدتها ميساء فرصة لكى تبتعد عنه .. فإتجهت إلى آخر الغرفة .. بينما تقدم أدهم إلى مؤيد ليقترب منه هامسا
_ أنا بعتك .. ماشى .. تحب أكمل على الضلعين اللى فاضلين لك
هز مؤيد رأسه قائلا بتذمر كطفل مشاغب
_ كدبة بيضة بقا يا أدهم علشان الحال ستصلح .
اومأ أدهم برأسه وهو يبتعد
متابعة القراءة