استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
ينظر أمامه
_ واضحك أن باقات زهور التوليب مش جايبة تأثير .
أخفت ابتسامتها بمهارة لتقول مدعية اللامبالاة
_ ممكن تكون جايبة تأثير لكن فى الإتجاه الخطأ .
رفع حاجبيه باستغراب ليومأ برأسه بعد ثانية قبل أن يقول بهدوء
_ مش هتسامحين
لم تستطع تلك المرة كتم ابتسامتها وهى تلتفت إليه لتقول ببساطة
_ أنت عارف كويس إنى سامحتك من زمان ... لكن عاوزة أنتقم لكل اللى عملته فيا .. وبعد تفكير طويل قررت ان البعد مش أنتقام .
_ يعنى إيه
ضحكت وهى تكمل سيرها قائلة برقة
_ يعنى أنا هنتقم منك لكن بطريقة جديدة .. أحنا نجيب عيال وهما ياخدوا بحقهم منك وأنا متأكدة أنهم هيعملوها .. بس أشوف شكلك وأنت شايل واحد منهم ومتغاظ أنه بهدل هدومك ده حلم .
ضحك أدهم بذهول متسع العين للحظات قبل أن يتبعها قائلا بحب
_ موافق .
وقفت إلى جوار زوجها ينظران إلى العروسين بفرحة .
مال أدهم على أذنها قائلا برقة خشنة
_ إيه رأيك تروحى معايا النهاردة البيت .
إلتفتت له عاقدة حاجبيها بتفكير قبل أن تقول ببساطة
_ ماشى .. اصلا البيت فضى بعد ما سيف ومراته وماما راحوا يعملوا العمرة .. وأنا مش بحب أقعد لوحدى فممكن أقعد عندك ضيفة لحد ما يوصلوا .
_ ضيفة!! .. لأ يا زهور التوليب أنت مش رايحة فندق ده بيت الأسد ... واللى بيدخله مش بيطلع .
رفعت حاجبيها بإستنكار قائلة بتذمر
_ هنشوف .
أحاط خصرها بذراعه وهو يقربها منه هامسا بحب
_ تحبى نعمل فرح!!
ضحكت زهور قائلة بسرعة
_ لا .. لا بعد اللى شوفته من ميساء النهاردة لأ ...... بس مش هتنازل عن شهر كامل عسل .
_ تحبى نروح معاهم إيطاليا
رفعت رأسها إليه عاقدة حاجبيها بتفكير مصطنع لتقول بعد ثانية بمرح
_ لأ طبعا .. خلينا نروح مكان لوحدنا .
غمز بعينه خفية وهو يقول بشغب
_ تركيا .
ابتسم بفرح هاتفة بسرعة
_ كان حلمى أنى أروح تركيا .
إحتضنها أكثر إليه هامسا بحب
_ وأنا وجودى إيه فى حياتك غير تحقيقى أحلامك .
لاتزال تتذكر تلك الليلة التى أخبرته بها عن قاټل والده .
_ قبل ما تاخد قرار إننا نرجع لبعض لازم تعرف حاجة .. لازم تعرف مين قتل والدك .. لازم تعرف الحقيقة وبعدها تقرر .
صمت أدهم فى ترقب فقالت بصوت مرتجف
لما فتحت الرسايل عرفت أنها كانت من بابا ليها بعد ما هرب من البلد اول رسالة بيطلب منها ترفض فلوس حسين ومتاخدش منها حتى لو احتاجت .. مكنتش أعرف مين حسين فى الأول ..و اللى كان بيتذكر فى التلت رسايل اللى لقيتهم .. تانى رسالة كان بيقلها أنه اكتشف أن حسين بيشتغل حرامى وان ماله حرام وبيحذرها أنها تقبل المال .. تالت رسالة بيقلها أن حسين أتقتل على إيد شريكه بسبب خلافات هو مش عارفها .. ومش هيقدر يعمل حاجة .
فتحت الدفتر علشان أعرف مين حسين ده وايه علاقته بالقصة وعرفت .. عرفت أنه القاټل وأنه توأم بابا .
رفعت عينيها بحذر لتراقب تعبيراته فوجدتها جامدة كما الرخام .. فأكمل متنهدة بتعب
_ عيلة بابا مش من أصل البلد اللى والدك منها وأنت عارف كده جدى قبل ما ينتقل لبلدكم كان معاه الأتنين حسن وحسين .. بابا وعمى لكن حسيت جاتله سخونة جامدة وقالوا أنه ماټ بسبب اهمال أمه .. فجدى طلقها فيها وسابها واخد بابا وعمتى وسافر بيهم لبلد تانى وهى بلد والدك .
بعد سنين رجع ليهم حسين لكن لما كبر ..كان بيجيلهم فى زيارات .. وكان عايش فى القاهرة .
اللى كانوا يعرفوا أن بابا ليه توأم قليل .. غير أن عيلة بابا مكنش ليها اختلاط باللى حواليهم لأنهم يعتبروا أغراب .
فى يوم حسين عرف أن بابا أتطرد من بيتكم بطريق مهينة .. غير ان جدك اساء لبابا وجدى وعلشان ياخد لبابا حقه قتل والدك ..
فى اليوم ده رجع لبابا البيت وقاله يهرب لأن الناس هتلاحقه ولما بابا عرف أنه قټلك والدك قاله هقول الحقيقة .. بس للأسف الحقيقة فى الوقت ده مكنتش هتفرق كتير لأن الطار كان هيتاخد منه .
جدى مقدرش يتحمل فكرة أنه يفقد ولد من ولديه فقالهم يهربوا سوا وكانت التكملة فى الخطابات دى .
أتبعت قولها بأن أخرجت من حقيبتها الدفتر الجلدى القديم والخطابات المهترئة الثلاث ومعهم كانت صوره بالأبيض والأسود لشابين صغيرين نسخة عن بعضهما!!
نظر أدهم إلى الاوراق پصدمة دون أى تعبير آخر بينما كانت تجلس أمامه مخفضة رأسها .. لتقول بعد فترة بصوت مخټنق من البكاء
_ أنا عارفة
متابعة القراءة