استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


هتدخل تشوفهم 
نظر إلى الممرضة التل وقفت أمامه تناظره بحزن وشفقة .. 
هل طلبت منه أن يراهم للمرة الأخيرة
المرة الأخيرة!!!!
الاخيرة!!!
أحقا لن يراهم ثانية
نهض ببطئ وجسد متهالك ليرتمى بثقله على الحائط من خلفه .. ليقول بوجوم
_ هدخل .
قادته إلى الغرفة المنشودة ليقف أمام بابها صامتا يناظر المۏت المحتم على بعد خطوة واحدة منهم .

رائحة الغرفة كانت تعبق برائحة المۏتى .. كانت خالية من أى ألوان غير الأسود الذى أغشى عينه .. كانت باردة ومظلمة .
خطى أول خطواته ببطئ إلى الداخل ليقف متجمدا حيث أشارت له الممرضة برفق الطبيب المختص .. والذى سارع بفتح باب ثلاجة المۏتى ليسحب چثة غظت كامل ملامحها بالأبيض .
وقبل أن يزيل عنها غطائها .. كان قصى يتهاوى أرضا فاقدا لوعيه .
الفصل 19
ها هي الروح تغادر مسكنها تسافر إلى أبعاد السماء لتترك جسدا هالكا ظن بيوم أنه ربما حيي و لكنه علم بأن الحياة تحصر بها وحين اختفت هي إختفت الحياة وهاجرت الروح .
من كان يظن أن يحب فتاة حد العشق أن ېموت لأجل ذهابها .
ميسائه .. حياته كلها غادرت بهدوء .. تاركة إياه يجلس وحيدا بغرفة بأربعة جدران .. مظلمة كظلام النفس لا يدخلها نور بعدما إنطفأ نور القلب .
ألقت حمل زواجهما وتفلتت بين يديه بسهولة والأكثر سهولة هى تلك الجملة التى نطقها بسرعة وتسرع .
أنت طالق 
ليجلس الأن نادما عليها !
وقف بترنح يتجه إلى مرآة بمنتصف غرفة تبديل الملابس .
نظر إلى هيئته من أخمص قدميه إلى وجهه يتعمق كثيرا بالنظر وكأنه يستكشف نفسه للمرة الأولى .
بلى هو يستكشفها للمرة الأولى هنالك تغير والتغير ليس سطحيا بل عميقا حد القلب !!
أيفيد الندم بعد الضياع !
سأل نفسه بإستغراب .
لتجيبه 
أيفيد الذكاء بعد الغباء !
والإجابة واحدة لا إجابة !!
لم تكن ميسائه كما إتهمها لم تكن يوما إلا شريفة وهو لم يكن كذلك !!
قسى عليها وصدق زوجة أبيها سار بالطريق الذى رسمته له كالأبله .
نالت كل ما منحه لميساء من هدايا كيف لم يسأل عن هذه الأشياء أين ذهبت !
من سيارة وفيلا ومجوهرات
باهظة وغيرها من الهدايا .
تلك الحقېرة أجادت لعبتها وحكمت عليه وعلى ميساء بالإنفصال منذ اليوم الاول .
أخرج هاتفه سيهاتف الشحص الذى سيمده بالمساعدة لا ريب .
أجرى إتصال بذلك الشخص الذى فتح ليقول بإختصار وعمليه 
_ عاوز إيه يا مؤيد !
عملي هو حد الهلاك فى تصرفاته وكلامه الجاف المختصر للمقدمات ولكنه هو الآخر غير متفرغ للمقدمات التى تسأل عن الحال وغيرها فرد بصوتا مېت 
_ عاوز كام شاب من بتوعك .
إرتفع حاجب الآخر بتعجب ليسأله بوجوم 
_ مش لازم أعرف هتستخدمهم فى إيه .
أجابه مؤيد بإختصار شارد 
_ هرد حق حد .
فاجأه الآخر مباغتا 
_ مؤيد تعالى الشركة النهاردة عاوز أفهم طلقت مراتك ليه .
والذهول إرتسم على محياه وبنظرة مصډومة رمى الهاتف يتأكد من إسم المتصل ليأته التهكم فى إجابة لم يسأله بصراحة عنها 
_ لما تيجي هتعرف عرفت إزاي .
أغلق الهاتف بوجوم هو ليس متفرغا لمشكلات مؤيد التي لا تنته ولكن بحكم الصداقة التى تجمعها والصداقة التى تجمع طليقته بزوجته لابد أن يساعده .
بينما فى الجهة الأخرى كان الأخر يضرب أعدادا ببعضها ومعادلات يحل شفرتها عله يصل إلى من أخبر ذلك الأدهم عن طلاقه والذى لم يتعد الساعتين منذ حدوثه !!
ضاقت الدنيا فلم تجد لها مكان فيها ستهرب ولكن إلى أين أو من !
الأمل .. ضاع الأمل الحب ... كان سرابا الخداع .. كان حقيقة !!
اين السبيل إلى الخلاص !
سألت نفسها بتعب وقد تهالكت على كرسي خشبي قديم متهالك مثلها فى إحدى الحدائق .
منذ ثلاثة ساعات وهى تسير بالطرقات تجوب الشوارع بلا هدى كالعمياء حين تسير بطريق النور .
نظرت إلى حقيبتها الصغيرة والتى أودعت بها أغراضها بعجلة بعدما حدث ما حدث وهربت تجوب الشوارع أفضل من أن ترى وجهه.
ألم ېحرق أحشائها بالبطئ وېمزق روحها التى لم تهدأ للحظة منذ دخول تلك المرأة إلى حياتها .
زوجة أبيها الماكرة منذ اللحظة الأولى لها بحياتها و هي شوهت مظهرها أمام والدها پتهمة قتل جنينها والأدهى هي حكاية الماضي التى لا تزال قائمة تطوف بالعقل .
إلى أين ستذهب الأن ! 
لا مأوى لها ولا منزل تلتجأ إليه !
أتلقى بأثقالها على رفيقتها 
لا هى ليست بحاجة لها فيكفيها ما تعانيه مع ذلك الأدهم السمج .
تسلل إلى أذنها صوت أذان المغرب فإنتبته إلى المسجد القريب وأتجهت إليه سريعا .
ستفضى إلى ربها بما فى صدرها وتذرف الدموع كما تريد ستحكى له ما حدث معها وستطلق العنان لنفسها فليس للنفس مكانا إلا عند الله .
مضت تلملم ملابسها بسرعة فما سمعته من شقيقها لا يصدق .
أحقا ماټت غنى !
الملاك الأبيض ذا الجناحان !
المحبة للأخرين بتفاني !!
الأخت الحنونة التى تلجأ إلى دائما .
كلمات شقيقها لا تزال تتردد بعقلها ولكنه لا يستوعبها من ثقل معناها .
قطع شرودها صوت هاتفها فأمسكته بتردد
 

تم نسخ الرابط