استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
لتقوم أخيرا بالرد ليأتها صوته المعتاد والذى يبدوا أنه يشوبه التوتر مثلها
_ إزيك يا رغد .
ماذا الأن ! ... هل إتصل من أجل أن يلغي عرضه الثمين أم يطلب منها أن ترفضه أم يقول لها بأنها الفتاة غير المناسبة .
هى ليست متفرغة لكلماته القاسېة التى يصبها فوق رأسها كل مرة لذا فلتنهي الأمر سريعا .
_ ياسين .. لو عاوز تتكلم عن موضوع الجواز فأنا فكرت كويس وقررت ...
_ لا يا رغد متتسرعيش أنا عارف كويس أنت بتفكرى فيا أزاى وأكيد مستغربة الموضوع لكن أنا عاوز أقعد معاكي ونتكلم بالراحة .
نظرت إلى ساعة معصمها فوجدت أن الوقت المتاح لها قبل موعد طائرتها هو ثلاث ساعات فقالت بإستسلام متعجل
_ طيب هستناك فى بيت قصي متتأخرش لأن ميعاد طيارتي بعد ثلث ساعات ونص .
_ أنت مسافرة !
زفرت بحنق ذلك الياسين إنه سيبدأ فى فرض نفسه على عالمها والسؤال والإستفهام لقد صدق الدور بالفعل .
_ ياسين لما تيجى هشرحلك .
أغلق الهاتف فعادت إلى ما تفعل والأسئلة تحوم برأسها .
ما الذى يريد ياسين أن يخبرها به !
فلتنتظر ولتستمع .
إتجه إلى مقر الشركات التى يتواجد بها أدهم أغلب الوقت .
ميساء بين ذراعيه ..
برائتها مما أتهمت فيه ...
خداع زوجة أبيها ..
ربح زوجة أبيها من وراء غبائه ...
أين ميساء في هذه اللحظة !
ومن أخبر أدهم بطلاقه !
لكل سؤال إجابة ولكل ظالم عقاپ والعقاپ يبدأ منه لذلك حرم نفسه منها .
هو لم يطلقها لأنها طلبت بل طلقها لأنه يعاقب نفسه و ليحررها من سجنها معه .
وصل أخيرا إلى مكتب أدهم فأشارة له السكرتيرة بأن يدخل .
دلف إلى مكتبه ليشعر بالرهبة والرغبة فى الهروب لطالما كان أدهم نسيج غريب ما بين القوة والشراسة والسواد القاتم والبرود الثلجي المهيب ومع لمحة من الثقة اللامتناهية والعقل الكبير .
للعجب أن قامت صداقة بينهما وهما النقيض لبعضهما ولكن كما يقال فهناك رابطة بينهما يدفع أحدهم الآخر عند سقوطه .
وجد مؤيد أدهم يجلس على كرسيه موجا إياه تجاه الحائط الزجاجي وقد أزاح الستار الأسود عنه ليدخل النور ويبدد سواد الغرفة التام .
فقال أدهم مختصرا بتجهم
_ ها الباشا جايلي بإيه المرة دي !
زفر مؤيد بحنق ها هو أدهم سيلعب دور الأب
_ أدهم .. بلاش دور الأب هاتلك عيل عيش الدور عليهم لكن أنا سيبني ف حالي .
إرتفع حاجب أدهم بإندهاش مصطنع ليقول بصوتا جليدي
_ إخلع إنت لبس البرائة و قولي حصل إيه !
اخفض مؤيد رأسه بتراجع ماذا يفعل ! .. لقد وقع بأسر أدهم ولن يتكرهه حتى يبوح له بالأمر كاملا .
_ أدهم الموضوع كبير وابعادة متضاربة معايا فبلاش أرجوك تدخل .
إستند أدهم بمرفقيه على المكتب وأمسك بقلم موضوعا بإهمال يلاعبه بين يديه ليقول بجدية
_ الموضوع فعلا كبير واللى حضرتك متعرفوش أن أنت متراقب وأن اللي بيراقبك هو اللي قاللي على طلاقك .
رفع مؤيد رأسه إلى أدهم مذهولا ليكمل الآخر بتجهم
_ وفوق كده فيه حجات غريبة بتحصل فى شركتك ولا إنت موجود فى الحياة علشان تحس بيها .
ألقى أمامه بعض الأوراق ليسارع الأخر بقرائتها والذهول يرسم طريقه إلى وجهه .
_ أكتر حاجة بكرهها فى حياتي أن الحياة الشخصية تدخل فى الشغل ... حضرتك شايف العقود اللي إنت ماضي عليها وكمية الفلوس اللي ضيعتها على شركتك بسبب أنك بتكون نايم و إنت بتوقع .
صمت فعم السكون الغرفة لېصرخ أدهم به
_ ده مش اسمه شغل
حياتك يا مؤيد إنت حر فيها سواء تتجوز تطلق .. ميهمنيش كل اللي يهمني الشغل يبقى مظبوط .
فوق يا مؤيد من اللي رميت نفسك فيه أنت بتتغير و مش للاحسن لأ ده للأسوأ كل مرة ألاقيك بتنزل السلم درجات لحد ما قربت تخسر كل حاجة .
خفض مؤيد رأسه واضعا إياها بين يديه الألم يكاد يفتك بها من شدة الصداع الذى يعانيه والذى تفاقم بما يراه أمامه من أوراق .
بينما اكتفى الآخر إلى هذا الحد وصمت ينظر إلى حاله فهو لا يفرق كثيرا عن مؤيد فى الحالة العاطفية فهو أيضا طلق زوجته والجدير بالضحك بأنهما أختارا اليوم ذاته ليطلقا زوجاتهن .
قال أخيرا بصوتا خفيف أراد بأن يبدد الألم الذى يعيشه رفيقه
_ يعنى مش لاقي غير اليوم اللي اطلق مراتي
متابعة القراءة