استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


ميساء .. أنا مدبحتكيش لو فكرتى بمنطقية هتلاقى أن اللى عملته معاكى كان رد فعل ضعيف بالنسبة للصدمة اللى أخدتها .
أيريد أن تمطره سبابا وتخرج الكائن الهمجى بداخلها !
الوغد .. بدلا من
أن يقر بذنبه يتبجح بكونه كان لطيفا فى المعاملة مع الوضع الشنيع .
لا تعرف لما وبهذه اللحظة تماما إندفعت ذكرى ليلة الزفاف بعقلها .. لتعصف بكل مشاعرها الحمقاء تجاهه .

فها هو المتيم بحبها كما لقب نفسه يقف امامها كالۏحش .
يترقب الفرصه ليهجم على فريسته
اخذت نفسا عميقا .....وواجهته بقوة 
_ أنا معملتش حاجة غلط .
صاح پغضب اعمى فى وجهها 
_ بتقولى ايه ......امال الصور دى لمين !
توترت نظراتها واختفت الشجاعة من صوتها 
_ سيبنى اشرحلك .
كانت تلك الكلمات التى نطقت بها كافية بأن يهجم عليها ويلتقط شعرها بين يديه
ليهمس لها بفحيح بجوار أذنها 
_ أقسم بالله لتشوفى ايام محلمتيش بيها ... أنا مؤيد عبدالرحمن واحدة ذيك تضحك عليا .
صړخت پغضب وهى تحاول أن تتملص من يديه
_ أنت تعرف ربنا اصلا .
هوى بكفه على وجهها بقوة ... فترنحت من شدة كفه ولكنها لم تسقط ارضا .
صاح بها پغضب شديد 
_ متعليش صوتك عليا
أنت لسه مشفتيش حاجة .
اتجه الى خاج الغرفة فظنت أنه سيتركها ولكن بعد بضع دقائق عاد محمالا ببعض الاوراق .
مد لها الاوراق قائلا 
_ امضى .
التقطت الوراق بيد مرتعشة وعيناها تلتهم السطور رفعت ناظريها من الوراق الى عيناه الغاضبتان لتقول بسخرية 
_ عاوزنى اتنازل عن كل حاجة ادتهالى ... أنا بالفعل اتنازت عنهم .
اتقدت عيناه بشرارة ڠضب اعمى والتقطت شعرها بقوة اكبر حتى كاد أن ينتزعه من مكانه 
_ أنت بتقولى ايه .. أتنزلتى عن كل حاجة علشان حبيبك .
ودون أن تجد الفرصة للرد كان كفه الآخر يهبط على وجنتها .
تشوشت الرؤية امام ناظريها من قوة تلك الصڤعات التى تلقتها .
احست بتمزق فستانها بفعل يديه المتوحشتان وصوته يهمس بأذنها 
_ أنت هتبقى هنا مجرد خدامة عندى .
يداه أتخذت طريقها لتكشف جسدها بفظاظة ... فكادت أن تسمح له بنيل ما يريد ولكنها قررت أن تعزبه فهو ليس مثال الشرف 
فهمست بصوت ضعيف 
_ هتقرب منى بعد ما قرب منى غيرك !
احست بتوتر عضلات جسده المحيطة بها ... وشعرت بجسدها يلقى على الارض بقوة .
انتفضت من شرودها والذى كانت صوره تتلاحق أمام ناظريها وكأنها تحياها بهذه اللحظة .
_ ميساء .. أنا عاوز أقابلك .
إن كان الغباء داء فهو مصاپ به !! وعلاجه مستحيل المنال .
_ مؤيد .. لو سمحت أحنا مبقاش فيه حاجة بينا فمتتصلش عليا تانى .
وكادت أن تغلق قبل أن يرق قلبها له ولكنها أوقفها قائلا بجمود 
_ اظن أن اللى هيشفى غليلك منى ومن مرات أبوكى اللى هتشوفيه .
انتفضت بإنتباه لتقول بحذر 
_ مؤيد .. أنت عملت إيه فى سها ! ... أنا قولتلك سيبها .
سمعت ضحكته المتهكمة تلاها صوته الخشن يهمس بفحيح 
_ أصل أنا مش اللى يتلعب بيه اللعبة القڈرة دى ولازم تدفع تمن غلطها والتمن بقا غالى أوى يا ميساء وأنا مش بحب أسيب حقى .
صړخت به مذهولة 
_ أنت أتجننت يا مؤيد عملت فيها إيه !
همس بإشتياق غلب على كلماته 
_ تعالى وأنت تشوفى .
تلبستها حالة البرود المعتادة 
_ أنت فاكر أنها تهمنى فى حاجة ! .. أنا مش عاوزة مشاكل بس .
أتاها صوت ضحكته ليقول بسخرية 
_ منا عارف أنها متهمكيش لكن أنت تهمينى وتهمنى سعادتك .
والتهكم كان من نصيب الأخرى وكلمة السعادة تصف موصوفا آخر لا يمت لها بصلة 
_ سعادة ! ..
عل الحنق الاسود نبرة صوته وهو يقول بإيجاز 
_ ماشى يا ميساء لما تيجى وتعرفى اللى أنا عملته علشانك هتعرفى إنى بدور على سعادتك .
واغلق الهاتف حانقا فسكنت هى بمكانها .. وسكنت كل حواسها .. فلتنتظر ولترى من مؤيد وهى تجزم بأنها سترى العجب !!
....................................................................................................................
العمل المتراكم .. كم يبغضه ويبغض ضغوطه عليه .
القى نظرة خاطفة على الجالس أمامه منكبا يطالع الاوراق بإنتباه .
لقد تجاوزت الساعة الحادية عشر !!
كل هذا الوقت أضاعاه فى هبائا وهما لا يشعران بشئ سوى تلك الارقام والاحجيات الصعبة .
صفقات تعد وحسابات تراجع وأموال ضائعة والفضل يرجع للتائه من نفسه مؤيد .
زفر حانقا لقد تعب منه ومن أفعاله الطائشة هو ليس بوالده لكى يشعر بهذه المسؤلية تجاهه .
ولكنه كالطفل المشاغب حين يريد شئ .. لا يكف عن البحث عنه حتى يجده فلا يوقفه تنبيه ولا عقاپ .
قال اخيرا منحيا التفكير عن ذلك المؤيد 
_ كفاية كده يا أوس نكمل بكره .
ألقى أوس الاوراق من يده بسرعة وكأنه تم الافراج عنه للتو ليرجع رأسه إلى الخلف ويتنهد بإرهاق قائلا 
_ أنا مش عارف شركة مؤيد دى كانت ماشية أزاى بالبركة !! ...ده كل الشغل بايظ تقريبا .
اغلق أدهم عينيه بإرهاق مماثل فهو الآخر يتعجب من سير الشركة بمثل هذه التدبيرات الغريبة .
ولكن ماذا يفعل ضياع شركة مؤيد ..
 

تم نسخ الرابط