استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


سيؤثر على شركته وشركة أوس بالخارج .
لأنهما ثلاث شركات متحدات وضرر واحدة من ضررهم .
نهض پألم متشنجا من الجلوس على الكرسى طويلا ليشير إلى أوس وهو يلتقك سترته 
_ يلا يا أوس ولا هتبات هنا !
نهضت الآخر متململا .
_ كان بودى والله .
ألقى أدهم نظرة ساخرة وقال 
_ ليه مش عندك بيت وعيال .
زفر أوس بحنق مجهد ليقول بحدة 

_ مش عاوز أرجع البيت وأشوف جدتى وأمى وكلهم بيغنوا على نفس الوتيرة هات أم لأبنك .
إرتفع حاجب أدهم بإستنكار ليقول بهدوء 
_ وده اللى المفروض تعمله وبعدين إيه السبب فى إنك تبعد عن ابنك كده ! .. أنت كام مرة شوفته من وقت ما جيت !
أغمض أوس عينيه بسألم ليقول بإهمال 
_ ولا مرة يا أدهم عاوز إيه !
إلتفت له أدهم مذهولا ليقول بسخرية 
_ وبتقولها بنفس راضية وبتسألنى ببرود عاوز إيه .. هو ده مش أبنك ولا إيه ! 
وأزاى متشفهوش من وقت ما جيت إيه الأهم فى حياتك أكتر من أبنك !
مضى أوس إلى المصعد ليغلقه بعدما دخل أدهم ويقول بوجوم 
_ أدهم أنا مش بحب دور الأب النصوح ده ابنى وأنا حر فى تربيته .
صدر عن أدهم ضحكة مستنكرة قصيرة 
_ ده على أساس أنك موجود معاه علشان تربيه ولا حتى تشوفه .
أسمع يا أوس أنا مش بحب دور الاب الناصح ولا بحب حد يعيشه عليا لكن اللى بتعمله ده غلط أنت مش عارف أن ممكن فى اللحظة دى يكون ابنك محتاجك وأنت مش جنبه ممكن يكون عاوز يشكيلك وأنت مش مهتمله متكونش أب بالأسم وأنت مجرد هامش فى حياة أبنك لأن هيصادف يوم وهتحتاجله .. أو هتحن ليه ووقتها هتلاقى بذور البعد اللى زرعتها بينكم نمت وكبرت وغطت على شوق الاب لابنه والابن لابوه .
وابتعد مغادرا ما إن فتح المصعد ليقف أوس تارة بمكانه .. ثم يتحرك مغادرا .
حق قول أدهم رغم عدم أتفاقه مع فى بعض الأراء .. ولكن كيف السبيل إلى القرب 
....................................................................................................................
تشتت ومن ثم ضياع !!
نظر الى الأوراق أمامه بضيق ... منذ بضع ساعات وهو
منكب على هذه الاوراق بجهد ... يريد أن ينهيها الا أن عقله أبى أن ينصاع له .. فصورتها دائما ما تداهمة بقوة تجتاح عقله عاصفة بأفكاره وتخطيطاته .
ولا يعلم لما تتجسد صورتها وهى تبكى پألم .. تزرف الدموع ببطئ ... تناجيه بدموعها أن ينجدها ... يلحقها ولا يتركها لضياعها ..
لقد إعتقد منذ زمن بأنه نساها ... بعد أن تركته غاضبة حانقة ... وقد أهانته أمام جميع موظفيه برفضها له العلنى بوقاحة .... 
لا يستطيع طرد تلك العينين الخضراوتين من مخيلته ... وهى تبدوا الان حزينتان متلهفتان له ... تناشدانه كى لا يتركها فى ألمها .
يتسائل وجدانه ماذا بها ... يكاد يخرج من مضجعه ويهرب إليها ... لربما سبر أغوارها وعرف ما تكن له .
زفر نفسا ملتهبا وهو يلقى بالقلم من يديه ... تلك المحتلة ...إحتلته كليا ...إحتلت عقله .. قلبه وسكنت روحه .... فبأى حق تهرب بهذة السرعة وبأى حق تتركه مولية له ظهرها .
وبأى حق يخنع القلب عند قدمها متوسلا رضاها .
أغمض عيناه بقوة محاولا إبعاد صورتها التى تنهش عقلة بقوة ...تحتال على أحاسيسه .. وتتلاعب بدقات قلبه .
يا إلهى أنا مقدما على زواج ولا أزال متعلقا بتلك ... والاسوأ أنى أدعيت حبها !
وقف تفكيره عند تلك النقطة البعيدة ... وشردت عيناها على ذكرى قريبة ...
حين إتجه بكل عنفوان إلى منزل أخاها طالبا يد إبنة عمه لم يكن هذا ما صډمه .. بل تلك الكلمة التى خرجت بسلاسة غريبة من بين شفتاه ... لا يعرف أكانت تقصد بها هى أم سواها ... كلمة كالسيف صډمته قبل أن تصدم أخاها الذى تسمر من وقعها عليه 
أحبها متى أحبها وقلبه متعلق بأخرى ...
كيف أحبها وهو لا يزال على عشق أخرى هجرته ...
أهو عته أصابه فى تلك اللحظة التى سأله أخاها بحنق لما يريدها وهو الذى لم يريدها يوما ....
فتسلسلت الاجابة من بين شفتاه دون حساب أو تفكير ... لتصدمن من صدم ... وتسكت من سكت .
ليكون هو أول الصادمين ..... وآخر الساكتين .
وهو يدرك ببلاهة ذلك السهم الضارب الذى رماه لتوه ... سهما لم يتوقعه ولم يحسب حسابا لقوة وقوعه على ذلك الواقف أمامه حينها .
فتح عيناه بقوة وهو يزمجر بنفسه 
هل أصبحت الأن مشتت ولا أعلم ما أريده ... هل أصبحت ضائع القلب .. تائه الروح !
ماذا أريد .....
هذه أم تلك !
وكانت المقارنة سريعة بين هذه وتلك 
لتصبح النتيجة مفترق طرق ... أما هذا وأما تلك .... 
وبكلا الطرق الهلاك ...ولكن هلاك عن آخر يختلف 
فهناك الهلاح الحلو ... والهلاك المر .
وهو من المفترض أن يقرر أى الهلاكين يختار
نهض عن كرسيه پعنف متجها الى شرفة المكتب ...ليقف واجما .. مكتفا ذراعيه .. مستندا بجانبه إلى
 

تم نسخ الرابط