استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
الجدار بجواره .... رافعا نظراته إلى السماء المظلمة والتى إختفى منها القمر .
أى ليلة مظلمة هذة والتى تشابه ظلمة روحه وعقوق نفسه ...وجحود عقله وقلبه .
فك عقدة يديه ليرفع إحداهما إلى قلبه متنهدا پألم .
لما أنت هنا تسبب الالم ... لما لا تكون عضوا صامتا كالباقى ... كانت لتكون معادلة الحياة أفضل لولاك ... فأنا قط لم أحسب لك حساب ايها المخادع المراوغ
تذكر حديثهما الاخير حين ذهب إلى منزل شقيقها استقبلته بالحديقة الخارجية .. وعلم حينها ما حدث لأسرة زوجته .
كان يريد أن يذهب معها إلى مصر ولكنها أوقفته بحزم
_ ياسين .. إلى هنا وكفاية انا مش بحب اللف والدوران أنا وأنت ملناش حياة مع بعض .. وموضوع الجواز ده لازم ينتهى أنا مش عاوزة جواز على أساس الشفقة لأنه ملهوش أى قيمة ولا لزمة وهيتهدم بأسرع من لما يتبنى .
_ أيا كان اللى قاله او عمله عمى خلاك توافق تتجوزنى فأنا مش موافقة ... اللى حصلى مزدنيش إلا قوة والقوة دى هحارب بيها اللى هيحاول يوجعنى تانى .
ثم وبكل هدوء أنهت الجلسة وذهب بطريقها إلى المطار .. وذهب هو بطريقه إلى الضياع
....................................................................................................................
ومن لا يؤمن بذلك ولكن نقطة الضعف هى الفراق وإن كان فراق الاحبة فهو نقطة كسر .
الضړبة تلقاها كاملة على رأسه عائلته كلها وقف ليحملهم إلى قبورهم .
والأكثر ألما حين حملها هى ليهبط بها بهدوء إلى الارض الباردة الموحشة ويلقى عليها التراب مدثرا إياها تحت الارض .
فيصبح وحيدا بعدما غادرته الروح ساكنة بجوارها .
يعد أيامه للوصول إلى النهاية .
انفلتت دمعة من أسرها لتهبط على المصحف الذى يمسكه بيده .
لقد فر من الناس جميعا إلى بيت الله المسجد يقضى به اليوم بطوله وحين يأتى وقت النوم .. يذهب إلى بيته غير متعجلا يوم لو تختضنه الشوارع المظلمة عوضا عن الكوابيس المؤلمة .
_ يارب أغفر لها ذنوبها واغفر لى ذنوبى واجمعنى بيها فى الجنة .
هذا كان دعائه على مدار شهرين متتابعين يستغفر ويصلى ويدعوا ويبتهل بالليل كى يغفر الله ذنوبه وذنوبها ويجمعهم فى الجنة فقد فارقت بينهما الحياة .
الټفت إلى هاتفه الجديد لقد ترك هاتفه الآخر فى المنزل لأنه لا يريد أحد أن يتواصل معه أو ببساطة لأنه هرب من الناس !!
رفع الهاتف إلى أذنه ليقول بهدوء
_ السلام عليكم .. آه كويس .. وأنت .. هتروحى فين ! ... عندك اصحابك .. طيب روحى بس متتأخريش واتصلى بيا طمنينى إنك وصلتى .
اغلق الهاتف معها على وعد بإتصال قريب حين تصل إلى رفيقاتها .
....................................................................................................................
الفصل 21
وصلت أخيرا إلى وجهتها .. منزل زهور .. صعدت الطوابق المتبقية لتصل لمنزلها بسرعة .
دقت باب البيت ليفتح لها ذلك الوجه الطيب الرقيق والدة زهور .. وتستقبلها بأحضان رافئة وهى تقول باسمة بمحبة
_ رغد ياااه غيبتى اوى المردة دى عاملة يا بنتى !
امتلأت عيونها بالدموع وهى تهمس لنفسها كانت غيبة كويلة ومئلمة قالت شاهقة پألم والدموع تلمع بمقلتيها
_ مفيش حد بيسلم من القدر .
ربتت والدة زهور سمية على ظهرها بحنان وهمست تحاول تطييب روحها
_ القدر ليه طرق مختلفة يا رغودة ومش كلها متشابهة .. فيها الحلو وفيها الاختبارات وربك لما بيبتلى عبد .. بيبتليه علشان يختبر صبره وإن شاء الله الحال هيتغير وهتتحل الازمة .
دعت الله بسرها بأن يفرج همها الذى أثقل قلبها بألمه .
اومأ براسها لتهمس بخفوت
_ فعلا مفيش مهرب من قدرنا .
ابتعدت قليلا عن أحضانها وهى غير راغبة لتقول بلهفة طفولية وهى تمسح وجهها من أثار الدموع
_ هى زهور فين !
عل الألم ملامح والدتها وأشارت تجاه الداخل لتقول بهدوء كساه الالم
_ من وقت ما رجعت وهى بالحالة دى قافلة على نفسها الاوضة وعلطول شاردة .. ومش بتاكل وحالتها حالة .. الله يسامحه اللى كان السبب .
اخفضت رغد وجهها پألم لم تكن تتصور بيوم أن تعود وتلاقى زهور أصبحت بهذا الحال من الالم .
وماذا بعد
ما النهاية لطريق أهلك كاهلنا
افسحت لها والدة زهور الطريق فإتجهت ناحية الغرفة التى تعرف تماما بأنها لزهور .
طرقت الباب بعجلة فلم تسمع إجابة لطرقها ففتحته ببطئ ويعينيها تتسارع لترى من بالداخل .. إلى أن وقعتا عليها .
تجلس على سور شباك غرفتها المفتوح ترتدى حجابا واسع تطاير مع النسيم تضم قدميها إلى صدرها بحزن وتدير وجهها تجاه الشباك المفتوح .
التفتت لها فأصابها الذهول من حالها .. عينيها ضائعتين
متابعة القراءة