استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
بتشتت لم تعرف يوما وجهها شاحب بدرجة مخيفة .. حول عينيها إرتسم السواد بقتامة عظام وجنتها بارزة من شدة الهزل الذى لحق بها .. وشفتيها كانت تحكى قصص عن الألم بلونهما الازرق .
إقتربت بإرتجاف تنظر إلى هيئتها الذهول بدأ ينكشع وتبقى الألم لمرآتها بهذا الحال .
ألالام الحياة كثيرة ولكن حين تهبط جميعها على الظهر مرة واحدة فهى تقسمه .
والأن زهور تعانى من قسۏة الايام التى تجسدت فى هيئة ذلك الأدهم الذى من هيئتها يبدوا أنه أذاقها من الألم كؤسا وربما الحال هكذا أيضا مع الميساء التى إبتليت بزواجها من حقېر وغد يدعى مؤيد .
وقفت أمامها مباشرة فإرتفعت عينا الاخرى لتناظرها فلم تستطع رغد سوى سحبها بقوة إلى أحضانها والبكاء على ما ول وما سوف يأتى .
فزادت رغد من ضمھا إليها ودموعها هى الأخرى لا تنضب .
لم تشعرا بالوقت دقائق أمضوها بالبكاء أم ربما ساعات كله يتشابه حين ينهار المرأ ويحتاج إلى من يثق به ليخرج ما عنده من كبت طال حپسه .
بعد دقائق من العناق والبكاء سمعوا صوت باب الشقة فخمنوا بأن الطارق هى ميساء .
لترتمى بأحضان زهور التى إرتعدت لرؤيتها بهذه الحالة وكذلك كان حال رغد التى كانت تربت على ظهرها .
أرتفع نشيج ميساء وتعالى صړاخها فإزداد ړعب زهور ورغد عليها .
إقتربت رغد ټحتضنها من الخلف وهى تهمس لها ببضع كلمات مواسية
صړخت ميساء بصوتا مبحوح متحشرج
_ أنا ضعت وضيعت كل حاجة ليه مكنتش تسيبنى فى حالى .. أنا تعبت .
كانت تهذى بكلمات غير مترابطة ولكنها سوغت مبلغ ألمها .
ظلت على حالها من البكاء .. إلا أن استطاعت زهور تهدئتها ومع كوب من النعناع الساخن أعدته لها والدة زهور .. كان الحال قد أصبح أفضل .
همست أخيرا بحزن وهى تناظر صديقتيها البائستين
_ يااه .. مكنتش أتوقع أن ده هيكون حالنا بعد ما أفترقنا كل واحدة مشيت فى طريق ضلمة وقابلت اللى قابلته من وحوش الليل اللى مش بترحم .
تاهت عينا ميساء وغامتا پألم لتهمس بسؤال وجهته إلى زهور
_ وإيه سبب طلاقك أنا افتكرت إنك بتحبيه !
أحبه !!
ليتنى لم أفعل !
كنت غبية حمقاء
وبلهاء ... حين ظننت بأنى سأضمد جراحهه ..
لأصدم بالحقيقة لقد كانت الجراح من نصيبها !!
أرجعت زهور رأسها للخلف لتعاود النظر إلة السحاب الأبيض المنتشر فى السماء الصافية لتهمس بشرود قاتم
_ الحب مش كل حاجة يا ميساء وحبى كان مجرد سراب عيشت عيه نفسى بالإجبار وهو أستغل الوهم ده علشان يعيشنى فى مرار .
وأنتهت الكلمات بحقيقة ظنت بأنها كڈب ولكن بفعله أثبت ذلك .. أثبت ألا هناك مجال للحب والغرام فى الإنتقام .. فبداخله شيطان لم يكن ليرضخ إلى قلبا أبيض يذرف دموعا خوفا عليه .
اخفضت ميساء وجهها بحزن ودام صمت مقيت بينما كل واحدة منهن شاردة بما حدث معها وما سيحدث .
لتكون أول من خرجت مما هى فيه رغد التى قالت محاولة الخروج من شرنقة الحزن والالم
_ على فكرة أنا مجتش هنا علشان نفتح الجراح .. أنا جيت علشان ألم الشمل تانى أحنا محتاجين لبعضنا وبإيدينا نقدر نقوم من اللى حطونا فيه .. أحنا مضعفناش بالعكس أحنا زيدنا قوة وبده وأشارت إلى عقلها هنلاقى حل لكل مأسينا .. لكن نفوق كده ونخرج من الحزن والغم كانوا جابولنا إيه غير المرار .. ولو فضلنا على سكوتنا وصمتنا مش هيسيبونا ... فلازم نبقى أقوى ونرجع تانى لشخصياتنا .
هزت ميساء رأسها بفتور وضياع لتهمس بتخاذل
_ للأسف يا رغد .. مش بإيدينا نقوم غير لما ننتقم من اللى عمل فينا كده نارى مش هتبرد غير لما أشوف مرات أبويا پتتعذب فى حياتها مش بإيدى والله يا رغد .. أنا مش ملاك ومن حقى أنى أثور على كرامتى ونفسى اللى ضاعوا .
أكملت زهور على نفس وتيرة ميساء بهمس مشتت
_ النفس مش بالكمال اللى يخلينى أنسى كل الالام بسهولة وأقوم وأقول إن مفيش حاجة حصلت وإنى بخير وأنا أبعد ما يكون عنه .. زى ما قالت ميساء أنا مش ملاك ومش هقدر أسكت
متابعة القراءة