استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


وأقوم من غير ما أنتقم لكرامتى .
تهدلت جفون رغد بأسى لتقول بصوتا شاحب مېت 
_ معاناتى مكنتش بأقل منكم بس أنا تعبت من الالم تعبت من إنى أستنى اللى يساعدنى وتعبت من تحكم الناس فيا .. تعبت من حياتى كلها !
_ الخلاص فى الإنتقام .
همست بها ميساء بفحيح أسود .
لتهز زهور رأسها بنفى وهى تقول بتفكير 
_ لا يا ميساء هى مش حرب .. ولا لعبة .. دى حياة وده قدر .. مش هقولك إنسى اللى فات ولا أبدأى من جديد .. لكن لازم نقوم لو فضلنا فى مكانا مش هنلاقى غير التحكم بأقدارنا من أيديهم .

مهما كان طول الفترة اللى واخدنها راحة دلوقتى لكن لازم نجمع احجيات البازل وساعتها تقدرى ترجعى للساحة بقوة وتنتقمى لنفسك . 
أنت هترجعى شغلك .. وأنا هبدأ ابنى مستقبلى فى شغل مستقل ورغد هتشاركنى وهنتجمع كل يوم ونفكر فى طريقة ننتقم بيها منهم ونرجع حقنا ..
مهما ضعفنا وأتكسرنا هنقدر نقوم وهنفعهم التمن غالى ...علشان يعرفوا أنهم غلطوا لما فكروا يلعبوا معانا .
أنتهت كلماتها ببساطة بينما لا تزال عينيها تتابع الشارع أسفلها بشرود .
حين يشوب الحب الاڼتقام .....
يضيع الحب ليولد الكراهية .....
والاڼتقام ........!!
عادت إلى منزل خالتها بعدما ودعت زهور ورغد على وعد بلقاء آخر ولكن بحال أفضل .
حين وصلت إلى المنزل لم تجد خالتها وحين حاولت مكالمتها كان الهاتف مغلق ..
خمنت بأنها قد تكون بإحدى زياراتها لجاراته فإتجهت إلى الغرفة التى تستوطنها منذ قدمت لتتجمد قدماها بمكانها وتفرغ شفتيها بذهول .
لم تتصور للحظة بأن تقابله هنا بغرفتها !!
وعلى سريرها يجلس مخفضا رأسه بين يديه .
منذ متى لم تراه !
منذ شهران !!
رفع رأسه حين أحس بأنها تقف أمامه فإستطاعت أن تنظر إلى وجهه المجهد .
عينيها لم تقدر على البعد عنه .. فإختارت أن تترك له الحرية كى تسبح على ملامحه لتستكشف حاله .
ولكنه لم يسرها فلحيته كانت نامية بإهمال حاله سئ للغاية بسواد عينيه وما يحوطهما ونظرة الڠضب التى لا تزال مستقرة بهما .
نهض بتثاقل ليقف أمامها مباشرة .. ينظر بعمق فى عينيها بقوة دون خجل يقتحم أسوارهما برعونته المعتادة ليسبرهما بقوة ويحتوى ما بهما من أحاسيس .
نفس المشهد يعاد ونفس ردت الفعل تنتابها لقد حدث نفس الشيئ فى أول لقاء بينهما حين كاد يصدمها .
كان المتوقع بعد رحلة العيون فى تلك المرة أن يعيشا قصة الحب الوردية .
ولكن ما خالف التوقعات سقوط جدران الوردية وبقاء الاسود الذى يغلفه قصتهما بغموض .
إقتربت خطواته لتعبر الخط الاحمر الذى وضعته لأى رجل ولكن مؤيد هو الإستثناء لكل القواعد ! أزداد إقترابه بعدم إكتراث للنظرة المشټعلة بعينيها وبادلها النظرة بآخرى متحدية .
ليقف تقدمه على بعد إنش واحد منها فزفر نفسا حارقا ألهب بشرتها الرقيقة وجعل الډماء تتدافع إلى وجنتها لتزيل بعضا من شحوب وجهها .
وترك لعيناهما المجال للحديث وترك
الوقت كذلك .. ليظل تشابك العيون قائم بكلمات عجزوا عن البوح بها .
كان هو أول من خرج من حالة الاوعى ليقول بصوته المبحوح 
_ ميساء .
إسمها لم يعرف حلاوة إلا حين نطقه لم يعرف العڈاب بحروفه إلا حين سمعت هجائه من بين شفتيه .
اسمها حمل بين طياته الحزن والالم الفرحة والاشتياق .. 
ظلت النظرات تحمل الكثير وأسر العيون لم يكن ليفك ولم يجرؤ أحدهم على فعلها .
ببساطة لانهما تحت تأثير الأسر .
أسر القلوب .. أسر العيون وأسر الاشتياق .
اختفى العالم من حولها تلاشى الڠضب والكره وحتى الحقد وتبقى الاشتياق لعيون حاكت بصدق ما بداخلها من مشاعر .
عيون تدمع شاكية ظلم الحياة وعيون تطلب السماح والصفح عن الخطايا .
_ بحبك .
هل كانت للكلمة عذوبة أكثر منها من بين شفتيه !
وهل للكلمة معنى إلا حين ينطقها !!
إن كان قد سبر عيونها بمهارة فهو سبر قلبها بتملك بكلمة كانت تصف حقيقة عاصفة ليس بها مجال للشك .
_ أشتاقك حبيبى فلا تتركنى .
_ لا أريد سوى قربك فقربينى منك .
_ لا أستطيع .
_ ولكنى أستطيع فقط أتركى الباب مواربا .
_ وماذا بعدها !
_ سأتسلل إلى قلبك واكون أنا ملك عرشه .
_ وبعدها !
_ سأحتويكى بين ذراعى وأطبق عليك لن أسمح للعالم بأن ينتزعك من يدى 
_ وبعدها !
_ ستكون النهاية لطريق الظلمة وبداية لطريق النور الذى يجمعنا سويا .
_ بحبك .
اعادها بهمس أقوى أشد تأثيرا وعزما وكأنه يقاتل نفسها لإثبات الحب !
ولم يكن ليضيع الفرصة فجذبها إليه بقوة مانعا أى نوعا من الإعتراض ساحقا المسافات بين السطور بذراعيه مطبقا عليها بقوة وإشتياق وكأنه نهاية المطاف .
وكأنها الدواء بعد مرضا طويل وكأنها الحياة بعد ترقب المۏت .
وكأنها لا بل هى الامل الذى أنبعث له فى الظلام بعدما يأس الحياة .
تركت نفسها له تركته يحتضنها بقوة فهى تحتاج !!
تحتاجه هو .
لذا سكنت بين ذراعيه وقد وجدت أخيرا المسكن لألامها .
لم تتصور بأن يكون
 

تم نسخ الرابط